فى غرفة "تحت بير السلم" بالقرب من ميدان المطرية يعيش الحاج عبد المنعم عبد العال البالغ من العمر 89 عاما لا تؤنس وحدته سوى الحشرات الضارة من كل نوع، وعلى الرغم من أن لديه أولاد إلا أنهم لا يزورونه إلا نادرا.
الحاج عبد المنعم عبد العال رجل كفيف البصر كما أن سمعه ثقيل جدا نظرا لكبر السن، كان يعمل "أرزقجى" يبيع البطاطا، يتقاضى معاشا 480 جنيها ويدفع منها 250 جنيها إيجار للغرفة، و200 جنيه كل أسبوع علاج فهو مصاب بحساسية على الصدر، ورغم أن المعاش لا يكفى إلا أن أهل الخير لا يتركونه أبدا فهم يساعدونه على مواجهة أعباء الحياة، الرجل لا يملك من حطام الدنيا سوى راديو قديم يسمع عليه القرآن ولمبة واحدة معلقة فى السقف وسرير عليه مرتبة تضم كل أنواع الحشرات.
يقوم على رعاية الحاج عبد المنعم مقيم شعائر بمسجد السنية بالجامع القديم بالقرب من ميدان المطرية رمضان محمد رشاد، وعلى الرغم من الحالة المزرية التى عليها الحاج عبد المنعم إلا أنه عندما سألناه عما ينقصه لم يقل شيئا غير كلمة الستر ولكن القائم على رعايته قال: إن الحاج عبد المنعم يحتاج إلى سرير نظيف وملابس جديدة، وكرسى متحرك لكى أستطيع أن أخرجه من الغرفة ليرى الشمس.

















