صالح المسعودى يكتب: العرب ما بين كان والآن

الأحد، 11 مارس 2018 10:00 ص
صالح المسعودى يكتب: العرب ما بين كان والآن جامعة الدول العربية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مسافة كبيرة تفصل بين عصور مرت على الأمة ما بين النهوض والخفوت بين قوة الإرادة والضعف العام، بين تسيد العالم من شرق آسيا إلى غرب أوربا إلى وهن شديد لا ينجو منه إلا صاحب الإرادة والهمة العالية التى قلما توافرت فى عصرنا الحالى بعد أن استسلمنا لليأس الشديد الذى بثه فى قلوبنا أعداءنا فشغلونا بأنفسنا فتحولنا إلى أوانى فارغة تصدر ضجيجاً فقط عند الطرق عليها، فقد نُزعت مهابتنا من قلوب أعدائنا وأصابنا الوهن كما قال رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم).

 

قد تقابلنى يا عزيزى القارئ المحترم بسؤال مهم بقولك (ما كل هذا التشاؤم الذى أصابك يا رجل ؟) فرسول الله قال (الخير فى وفى أمتى إلى يوم القيامة)، ونحن أمة تمرض ولكن لا تموت، فلماذا هذه النظرة التشاؤمية ؟ أقول لك يا عزيزى قد يكون معك بعض الحق ولكن يا صديقى أين أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟ التى تركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، هل التزمت هذه الأمة بمنهج رسولها صلى الله عليه وسلم الذى بُعث ليتمم مكارم الأخلاق ؟

           

فأنت يا صديقى لم تقرأ التاريخ جيداً، فالعرب كانوا رعاة غنم وبالإسلام قادوا الأمم، كانوا (أهل جهالة) يقتل بعضهم بعضا وبالإسلام صنعوا حضارة مازال العالم يستفيد من علمها فسادوا بها عصوراً وتركوا لنا تاريخاً مشرفاً، فهم قبل الإسلام لا شيء وإن تركوا الإسلام سيعودوا أيضاً لا شيء فى معادلة قد تكون بسيطة، فهل شاهدت عليلاً يرى بعينه دواءه ويتركه ليبحث عن الوهم ؟ أنها الحقيقة يا صديقى نحن بدون الإسلام لا نساوى شيئا.

 

هل تبحث عن دلائل أخرى بين العرب كان والآن ؟ إذن إليك ما يلى وفى مقارنة بسيطة جداً (هل العربى الذى كان يغار على عاره هو نفس العربى الأن الذى يساعد فى عرى أهل بيته بحجة الموضة ومسايرة العصر الحديث ؟ هل العربى صاحب المروءة الذى يهب لمساعدة المستجير واللهفان هو نفس العربى الأن الذى يشاهد القتل والتعذيب لأطفال ونساء المسلمين وهو يتناول وجبات (جاهزة) من المطاعم الشهيرة ثم يقوم بالانتقال بين القنوات ليبحث عن شيء يضحكه ويلهيه.

           

ألم تقرأ عن المعتصم ؟ وكيف جهز جيشاً ليعيد كرامة امرأة مسلمة أهينت فى أطراف دولته المترامية الأطرف (رغم ما كان يصيبها من ضعف) ؟، فى الوقت الذى أضعنا الأقليات المسلمة حول العالم بحجة انشغالنا بأوضاعنا الداخلية، فقد خذلنا المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها فضيعت ممالك إسلامية كانت فى يوم من الأيام ترفع راية الدين بسبب ضعف العرب ووهنهم.

 

قد تقابلنى بسؤال وما دور العرب فى ضياع تلك الممالك فهم ليسوا عرباً فكيف نضيعهم نحن ؟ أقول لك بل نحن من أضعناهم، فالعرب هم حراس العقيدة وتلك مسؤوليتهم فبهم نصر الإسلام وهم أهل دعوته رضينا أم أبينا وجميع المسلمين يستمدون قوتهم من قوة العرب فإن ضعف العرب ووهنوا كان هؤلاء أضعف واوهن وليست فاجعة (الروهنجا عنا ببعيد) فقد وصلت إغاثة العرب لهم فى شكل (شجب واستهجان ولوم) فى الوقت الذى يعلن فيه الغرب المفكك لغوياً وحضارياً ودينياً الحرب على دولة دفاعاً عن شخص من رعاياهم وليس عدة أشخاص، وكأننا تنازلنا لهم عن المروءة والشهامة ونحن أهل دين واحد ولغة واحدة وحضارة واحدة.

 

لقد تدخل أعداء الإسلام حتى فى ديننا عندما صنعوا دينا جديدا هو (الإسلام المتطرف) ليكون حجة قوية لهم ليتدخلوا فى أمور العرب الداخلية ويؤلبوا بعضهم على بعض ليستنزفوا أموالهم ومواردهم التى حباهم الله بها وحتى يبقوا فى موقف المستهلك ليبقوا تحت السيطرة تمهيداً للقضاء عليهم فى يوم من الأيام، فى الوقت الذى يفكر فيه العرب فى السلطة والجاه والمال، فقد تسلطت عليهم الدنيا وكأنهم نسوا مسؤولياتهم الحتمية التى كلفهم الله بها الذى قال فيهم (كنتم خير أمة أخرجت للناس).

 

العرب أيها السادة مسئولون عن دين الله وعن تقديمه وعن نشره وعن الدفاع عنه وعن نصرة إخوانهم المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها بأقصى ما استطاعوا من نصرة، فكان لزاماً على العرب أن يوحدوا صفهم وألا يلتفتوا لنعرات التفريق والعنصرية التى تريد أن تطمس هوية العرب أهل هذا الدين وجنده، فبوحدتهم تقوى شوكة الدين وباتحادهم ينتصر المستضعفون من المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها، وبتماسكهم يعودوا أقوياء فتعود راية الإسلام ترفرف من جديد، فهل ينهض العرب من غفلتهم ليُعيدوا تاريخ أجدادهم ؟ أم ينتظر الجميع أجيالا قادمة تعيد الأمور إلى نصابها فى الوقت المناسب ولن ننسى أن (الله متم نوره) كما أنه سبحانه  (ينصر من ينصره) وإلى الله ترجع الأمور.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة