خالد صلاح يكتب: العمل فوق الأرض والعمل تحت الأرض

السبت، 10 مارس 2018 12:00 م
خالد صلاح يكتب: العمل فوق الأرض والعمل تحت الأرض الكاتب الصحفى خالد صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 
كيف يمكن أن نضمن لهذا النصر الذى يتحقق بثقة فى سيناء أن ينعكس بسلام شامل على الأرض المصرية، دون أن تفاجئنا بؤر إرهابية أخرى بتعزيزات تسليحية جديدة، وفى أماكن مختلفة؟!
 
دورة صعود الإرهاب، ثم انكساره، ثم صعوده من جديد متكررة فى التاريخ السياسى المصرى المعاصر، الإخوان انكسروا ثم عادوا إلى العمل 4 مرات تقريبًا منذ نشأتهم عام 1928، وحتى هزيمتهم الشعبية الشاملة فى 30 يونيو، وبنفس المسار المتعرج زمنيًّا، صعودًا وهبوطًا، كان للتكفيريين المسلحين والجماعات الإرهابية، التى ابتذلت مصطلح «الجهاد» فى الإسلام، دورات صعود وانهيار متكررة كذلك.
 
لعلك تراقب ما جرى منذ حركة الفنية العسكرية فى السبعينيات من القرن الماضى، ثم انكسار هذه الموجة، ثم صعودها مجددًا فى 1981 بعملية اغتيال الرئيس السادات، ثم بالانكسار، ثم الصعود المخيف الذى تمركز فى قرى الصعيد فى نهاية الثمانينيات، وحتى حادثة الأقصر فى 1997، ثم الانكسار، ثم الظهور المختلف فى شمال سيناء على نحو تسليحى وتدريبى وتكتيكى مختلف عن كل ما سبق.
 
الصعود والانكسار متكرر إذن تاريخيًّا مع هذه القوى الإرهابية، وإذا كنا اليوم نحقق انتصارًا شاملًا فى سيناء، وفى ربوع مصر، فإن علينا أن نضع أسسًا حقيقية وعلمية لتحصينات فكرية وسياسية وأمنية توقف هذه العجلة الدوارة من الصعود والانكسار نهائيًّا، وتحافظ على الانتصار راسخًا، وتضمن واقعًا مجتمعيًّا جديدًا يحول دون استعادة هذا الظلام دورته مرة أخرى.
 
لا يمكن إيجاز حلول شاملة لهذه القضية عبر تلك السطور القليلة، لكن أهم ما ينبغى الالتفات إليه هنا، هو حقيقة أن هذه التيارات المتطرفة تنشط تحت الأرض فى العمل السرى، وتحقق طفرات فى بنيانها، فكريًّا وتنظيميًّا وتجنيديًّا، أكثر مما تحققه حين تعمل فى العلن فوق الأرض.
 
أجواء العمل تحت الأرض فيها من التحفيز والإثارة الجاذبة للمراهقين، الذين يجرى تجنيدهم فى هذه التنظيمات «الظلام والسرية والتخفى والتجنيد العنقودى وانتظار ساعة الصفر لاستعادة الخلافة على أرض الإسلام»، هذه أجواء ملهمة لمراهقين جدد ينتظمون فى تجمعات التكفير والتطرف، وينتظرون دورهم فى لحظة الصعود الجديدة ليحملوا «لواء الجهاد»، ويستردوا الأرض من «معسكر الجاهلية إلى معسكر الإسلام»، إلى آخر هذه الشعارات المزيفة التى تخدع صغار المحبطين، وتحولهم إلى قنابل موقوتة ضد أمتهم، وضد دينهم وهم لا يشعرون.
مقاومة العمل تحت الأرض مهمة اليوم أكثر من أى وقت مضى، لا أعنى العمل المسلح الذى تواجهه القوات المسلحة والشرطة اليوم فى شمال سيناء، بل أعنى ماكينة التجنيد الخفية التى لا أشك لحظة أنها تجرى اليوم فى ظلام الشوارع والأزقة فى محافظات مصر، وفى ظلام الفكر التنويرى فى بعض مؤسسات الدين والتعليم والثقافة والفكر فى مصر.
 
أحذر الأمة الآن مع بشائر النصر فى سيناء:
التجنيد الفكرى، والتجنيد التنظيمى ينتشر الآن فى هذا الظلام، والعمل تحت الأرض هو أكثر ما تبرع فيه هذه التنظيمات، وعلينا أن نرتب أوراقنا لمواجهة فى العلن، ومستعد لمطاردة هذا التكفير فى دهاليز الظلام تحت الأرض.
 
 مصر من وراء القصد
 
 

 
 
اليوم السابع
 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة