أكرم القصاص - علا الشافعي

اليمين الإيطالى يعتزم إظهار جبهة موحدة قبل الانتخابات

الخميس، 01 مارس 2018 12:06 م
اليمين الإيطالى يعتزم إظهار جبهة موحدة قبل الانتخابات انتخابات ايطاليا - أرشيفية
(أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعقد تحالف اليمين واليمين المتطرف الإيطالى الذى يتصدر استطلاعات الرأى قبل الانتخابات التشريعية الأحد، اجتماعه الموحد الأول والأخير، اليوم الخميس، سعيا لتجاوز خلافاته الداخلية الكثيرة.

ولم يسبق لسيلفيو برلوسكونى زعيم "فورزا إيطاليا" من وسط اليمين وماتيو سالفينى رئيس "الرابطة" اليمينية المتطرفة وجورجيا ميلونى زعيمة "فراتيلى ديتاليا" اليمينى المتطرف، أن ظهروا علنا معا طوال الحملة الانتخابية.

بعدما دعى كل منهم عبثا إلى تجمعات الآخرين الانتخابية، يلتقى القادة الثلاثة فى نهاية الأمر لعقد مؤتمر صحفى مشترك بعد الظهر فى وسط روما بعيدا عن اللقاءات الحاشدة وعن رايات الحركات الثلاث.

وإن كان تحالف اليمين واليمين المتطرف ما زال يواجه تحديا مشتركا هو الحصول على غالبية مطلقة فى مجلسى البرلمان، وهو ما يعتبر فى غاية الصعوبة نظرا إلى النظام الانتخابى الإيطالى الذى يمزج ما بين النسبية والغالبية، فهو يواجه كذلك عقبة أخرى هى التنافس بين الأحزاب الثلاثة.

فيسعى كل من فورزا إيطاليا والرابطة اللذان يتصدران التحالف بحسب استطلاعات الرأي، لتجاوز الآخر فى نتائج الانتخابات ليتمكن من الفوز برئاسة الحكومة، فيما يحاول حزب فراتيلى ديتاليا الذى يعتنق افكارا قومية لا تجمع تاييدا واسعا كحليفيه، لتثبيت موقعه فى صفوف التيارات المعادية لأوروبا وللهجرة.

ومنذ بدء الحملة، كشف هذا التحالف الموضوعى عن شقاقات داخلية بين خط برلوسكونى الاكثر اعتدالا وتأييدا لأوروبا، وسياسة سالفينى وميلونى الأكثر ميلا إلى اليمين ومعارضة لبروكسل، وتوجهت ميلونى الاربعاء إلى بودابست لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء المحافظ المتطرف فيكتور أوربان.

ولكل من القادة الثلاثة مواقف مختلفة فى شتى المواضيع، سواء اليورو أو المشروع الأوروبى أو الضرائب أو إصلاح نظام التقاعد، وظهر هذا الاختلاف مؤخرا بشأن العلاقات مع حركة الفاشيين الجدد "كاسا باوند" التى أيدت تشكيل حكومة بقيادة ماتيو سالفينى.

وإن كان سالفينى ابدى "استعداده للقاء جميع" القادة السياسيين الإيطاليين، فإن برلوسكونى أكد أن التحالف "لا يمت بصلة فى شئ إلى كاسا باود وبرنامجها، لا قبل الانتخابات ولا بعدها".

وإن كان القانون الانتخابى الجديد الذى يشجع التكتلات أرغم أحزاب اليمين واليمين المتطرف على التحالف، فقد نجحت فى إيجاد اتفاق بالحد الأدنى بينها ضمن برنامج لا يزال غامض المعالم.

وتؤيد الأحزاب الثلاثة فرض ضريبة ثابتة على العائدات، ووقف حركة وصول المهاجرين وإبعاد مئات آلاف المهاجرين غير الشرعيين وإصلاح نظام التقاعد.

وبحسب مرصد الحسابات العامة الإيطالية فى جامعة كاتوليكا، فإن كلفة هذه الوعود الانتخابية تقارب 136 مليار يورو، فيما يقدرها الخبير الاقتصادى روبرتو بيروتى من جامعة بوتشونى ما بين 171 و310 مليار يورو.

وفى وقت يظهر القادة الثلاثة جبهة موحدة للمرة الأولى والأخيرة الخميس، تعرض حركة النجوم الخمس الشعبوية من جانبها الفريق الحكومى الذى تعتزم تشكيله فى حال فوزها فى الانتخابات، وهى خطوة غير معهودة فى إيطاليا، وتأتى استجابة لدعوة الحركة الاحتجاجية والمعادية لمؤسسات الحكم الحالية إلى الالتزام بالشفافية.

غير أن فرص هذه الحكومة فى تولى زمام البلاد فعليا تبقى ضئيلة، إذ من المستبعد حصول الحركة وحدها على غالبية مطلقة من الأصوات. وفى حال إحرازها غالبية نسبية، سيترتب عليها عقد تحالفات مع أحزاب أخرى، وهو ما رفضته حتى الآن.

وأعلن رئيس الحكومة باولو جنتيلونى العضو فى الحزب الديموقراطى (وسط يسار) "إننا فى وسط مهرجان سريالى من الطروحات الغريبة العجيبة، وللمرة الأولى هناك حكومة ظل تقدم قبل الانتخابات حتى".

وبعد حملة شهدت بانتظام مواجهات بين قوات الأمن وناشطين من اليسار المتطرف احتجاجا على تجمعات من اقصى اليمين، تتجه الأنظار من جديد إلى روما عصر الخميس مع احتمال قيام متظاهرين ضد اليمين ببلبلة التجمع الختامى لحملة كاسا باوند.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة