رئيس جنوب أفريقيا زوما يتشبث بالحكم فى مواجهة الغموض السياسى المتزايد

الأربعاء، 07 فبراير 2018 02:12 م
رئيس جنوب أفريقيا زوما يتشبث بالحكم فى مواجهة الغموض السياسى المتزايد جاكوب زوما
(أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تواجه جنوب افريقيا حالة غموض سياسى متزايدة، اليوم الأربعاء، بعد أن قرر حزب المؤتمر الوطنى الافريقى الحاكم الغاء اجتماع كان يمكن أن يفضى إلى الإطاحة بالرئيس جاكوب زوما الذى يكافح للبقاء فى الحكم.

ويتعرض زوما البالغ من العمر 75 عاما لضغوط كبيرة للاستقالة وتسليم الحكم لنائبه وزعيم الحزب الحاكم سيريل رامابوزا (65 عاما). لكن الإعلام المحلى أشار إلى أن زوما ينتظر التوصل لاتفاق خروج ذات مميزات.

وأعلنت رئيسة البرلمان باليكا مبيتى للتلفزيون المحلى الاربعاء إن رامافوزا سيطلع الشعب قريبا على أخر مستجدات الوضع السياسى المضطرب. وقالت "لا يمكن ان نستبق ما الذى سيحدث لذلك لا يزال علينا احترام حقيقة أن هناك مشاورات بين الرئيسين"، ويجرى زوما ورامابوزا مباحثات وصفاها الثلاثاء ب"البناءة" فى كيب تاون حول مستقبل الرئيس.

ويأتى الإعلان عن تأجيل اجتماع اللجنة الوطنية التنفيذية التى تمتلك سلطة الإطاحة بالرئيس، غداة الغاء الخطاب عن حال الأمة الذى يلقيه الرئيس ويعد مناسبة سياسية رئيسية سنوية توضح اولويات الحكومة لمدة عام مقبل.

وكان من المفترض أن يلقى زوما الخطاب أمام البرلمان فى الكاب (كيب تاون) الخميس قبل ان يتم ارجائه. وبعد ضغوط من المعارضة، وافق الرئيس على تأجيل خطابه، فى ما يبدو خوفا من مقاطعة نواب المعارضة له لدفعه الى الاستقالة.

ويؤكد ارجاء الخطاب التكهنات بان زوما سيرضخ فى نهاية المطاف للدعوات التى تطالبه بالاستقالة، ويدفع العديد من حزب المؤتمر الوطنى الافريقى الحاكم لتولى سيريل رامابوزا، زعيم الحزب منذ ديسمبر، السلطة فورا.

لكن الموالين لزوما مصممين على ان يكمل الرئيس فترته الرئاسية الثانية والاخيرة فى الحكم، والتى تنتهى باجراء الانتخابات العام المقبل، وقالت الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الوطنى الأفريقى جيسى دوارتى الثلاثاء "يمكننى أن اقول ان هناك رؤى مختلفة".

وأوضحت رئيسة البرلمان مبيتى أن خطاب حال الأمة ارجئ لأن كان هناك "احتمال قليل" ان يجرى دون مقاطعة.

خلال السنوات القليلة الماضية، دأب نواب المعارضة على الصراخ لمقاطعة خطاب زوما ما كان يتبعه اخراجهم من المجلس بتدخل من الحراس الشخصيين فى مشهد لم يخل من اللكم والضرب.

وقالت مبيتى للصحفيين "رأينا اننا نحتاج إلى مساحة لإشاعة أجواء سياسية مواتية فى البرلمان". واضافت أنه سيتم الإعلان عن موعد جديد "قريبا جدا".

وقال المحلل السياسى المستقل رالف ماثيكغا لوكالة فرانس برس أن الحزب الحاكم "أدار رحيل زوما بشكل خاطئ".

وأضاف "للأسف هم لم يواكبوا الواقع، لذا فحزب المؤتمر الوطنى الافريقى يحاول الآن استعادة السيطرة". وتابع أن "الغاء اجتماع الحزب الاربعاء قد يعنى ان هناك اتفاقا على رحيل" زوما.

وهز الصراع على السلطة أوساط حزب التحرير الذى اكتسب شعبيته من قيادته الحرب ضد حكم الأقلية البيضاء. لكنه خسر جزءا كبيرا من الدعم الشعبى له منذ ذلك الحين.

ورغم تعرضه لهجوم كبير وانتقادات حادة، لا يزال زوما يتمتع ببعض الدعم داخل الحزب، خصوصا من قبل الاعضاء القرويين ومن قبل قبيلة الزولو التى ينتمى اليها، واتسمت رئاسته بتباطؤ اقتصادى وبطالة قياسية وقضايا فساد متعددة.

وواجه زوما عدة قضايا بينها الاشتباه بأنه تلقى 783 دفعة مالية مرتبطة بصفقة أسلحة قبل وصوله إلى السلطة عام 2009.

ويركز الكثير من التهم المتعلقة بالفساد ضده على عائلة غوبتا الثرية المتهمة بالحصول بشكل غير عادل على عقود حكومية مجزية وتدخلت حتى فى التعيينات الوزارية.

ودعت مؤسسة نلسون مانديلا التى تحافظ على إرث رمز جنوب افريقيا المناهض للعنصرية الثلاثاء إلى عزل زوما لانه "أثبت أنه غير صالح للحكم".

وأشارت المؤسسة فى بيان إلى وجود "أدلة دامغة على أن النهب المنظم الذى مارسته شبكات مصالح على ارتباط بالرئيس زوما شكل خيانة للبلد الذى حلم به نلسون مانديلا".

وبإمكان زوما ترك منصبه عبر الاستقالة أو سحب البرلمان الثقة منه أو من خلال اجراءات لعزله، وتقدمت المعارضة بمذكرة لحجب الثقة عن الرئيس يفترض ان يتم التصويت عليها فى 22 فبراير، وأخفقت مذكرة سابقة من هذا النوع فى اغسطس الماضى بفارق 24 صوتا.

ورامابوزا نقابى سابق قاد المحادثات التى أدت إلى انتهاء الحكم العنصرى فى مطلع التسعينات حيث أصبح لاحقا رجل أعمال ثرى قبل أن يعود إلى عالم السياسة.

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة