كفل الإسلام للإنسان حرية الإرادة والرأى، كما كفل له حرية التفكير، وضمن له حق المشاركة السياسية.
وحرية الاختيار: تعنى قدرة الإنسان على اختيار أفعاله، وكل إنسان يريد ويفكر ويعمل، ولكن يستحيل أن يستقل عمّا يحيط به، فالإرادة الأولية الوقتية، تكون فى بدايتها على شكل خاطر، وهى تختلف عن الإرادة الحقيقية التي يهذبها التفكير والنقد وظروف المجتمع، فكل رغبة يريد المرء تحقيقها، لا يلبث أن ينقدها بفكره حين ينظر في النتائج التي ستترتب علي تلك الرغبة، وحين يدرك ما سيعترض سبيله من رغبات الغير وأمالهم ومجهوداتهم. وحينئذ يعدّل في الرغبات بالإتفاق الضمنى أو الإرادة المشتركة.
لقد كفل الإسلام للفرد المسلم الحرية في كل جوانب الحياة ومنها المشاركة السياسية في الانتخابات التي تجرى تباعا داخل المجتمع، ليتحقق للإنسان بناء شخصيته بناء متكاملا ويشعر بقيمته ودرجة تأثيره في الحياة الاجتماعية والسياسية .
والفرد لديه العقل الذي هو عنصر خلقي، تكمن فيه عناصر ومكونات لشخصيته المستقلة، القادرة علي المقارنة والتقويم والاختيار والحرية والمشروعية .. فبالعقل يتمكن الإنسان من التأمل والفهم والتدبير والتعليم والإشارة إلي العقل تأتي مباشرة دون اقتضاب أو تلميح مؤكدة جازمة في كل معرض من معارض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي يحث فيها المؤمن علي أن يحكّم عقله أو يلوم المفكر علي إهمال عقله وقبوله الحجة عليه.
من هنا فالذين يتقاعسون عن المشاركة السياسية قد أهملوا عقولهم وتقوقعوا داخل أنفسهم، وألغوا الناموس الطبيعي " الإنسان مدني بطبعه " .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة