قبل ما تسخر منهم اعرف مرضهم.. صاحب أكذوبة المهدى المنتظر والمتسول العارى والواقع تحت سيطرة الهلاوس مصابون بمرض عقلي ويحتاجون للحجز بالمستشفى.. وأطباء يقدمون قائمة بالأمراض العقلية والفرق بينها وبين النفسية

الثلاثاء، 27 فبراير 2018 08:00 م
قبل ما تسخر منهم اعرف مرضهم.. صاحب أكذوبة المهدى المنتظر والمتسول العارى والواقع تحت سيطرة الهلاوس مصابون بمرض عقلي ويحتاجون للحجز بالمستشفى.. وأطباء يقدمون قائمة بالأمراض العقلية والفرق بينها وبين النفسية مريض عقلى
كتبت أميرة شحاتة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استيقظ من النوم بإحساس مختلف وفكر جديد لم يألفه من قبل، ولكنه يصدقه كثيرا بداخل نفسه، هذه الأفكار بالنسبة له لا يمكن أن تكون غير حقيقية، فضلا عن الأشياء التى يراها ويسمعها تخاطبه دون غيره وتعزله لعالم مختلف خفى اختاره هو فقط وبعيدا عن الجميع، فصدقه كحقيقة مطلقة وبدأ فى التحدث عنه للآخرين، وعندما رفضوه أصبحت المشاهد التى يراها أكثر إلحاحا، تطلب منه نشر الدعوة بين الجميع، فصاح بكل ما يمتكله من قوة "أنا المهدى المنتظر".
 
كم من مدعى نبوة ومهدى منتظر مزيف ظهر لنا على وسائل الإعلام وتحدث بشكل طبيعى لا يجعل من حوله يلمحون مرضه العقلى، لولا أفكاره غير المنطقية التى تكشف عنه، وكم من متسول يتحدث مع نفسه بهيستيرية ويلقى بالطوب على رؤوس المارين دون أن يعلموا ما به ولكنهم يلقبونه بالمجنون، كل ذلك نواجهه من قريب أو بعيد ونحن لا نعرف أنها صورة من أمراض عقلية معينة وعلامات مرضية تخفى وراءها حالة تحتاج لطبيب نفسى.
 
وفى هذا الصدد، رصد اليوم السابع الأمراض العقلية المنتشرة والفروق التى تجعلها مختلفة عن الأمراض النفسية، والملامح التى يجب التحرك فيها من المحيطين، خاصة أن المريض العقلى لا يعرف أنه مريض ولا يرى غير أنه طبيعى على عكس المريض النفسى الذى يتحرك لحل مشكلته التى يراها بنفسه ولا يتمكن من التعامل معها.
 
مريض الفصام
مريض عقلى
 

علامات المرض العقلى 

 
قالت الدكتورة شيرين دحروج، أخصائية التأهيل النفسى بمستشفى العباسية للأمراض العقلية والنفسية، إن المريض العقلى يظهر عليه علامات تكشف عنه،

أهمها:

 
- التشتت خلال الحديث وعدم التوقف عن الكلام.
 
- يرى المريض العقلى ضلالات بصرية ويسمع هلاوس سمعية.
 
- تسيطر أفكار ثابتة على دماغه.
 
- يكون أكثر إقداما على الانتحار.
 
- يؤذى من حوله كثيرا ويكون خطرا على المجتمع.
 
 

متى يحجز المريض فى مستشفى عقلى؟

 
 
أكدت دحروج، أن التعامل مع المريض العقلى قد يكون فقط من خلال كورس علاج يستمر عليه مع متابعته من وقت للآخر لتحسنه، وكذلك تلقى الدعم النفسى المطلوب، ولكنه فى أحيان أخرى يتم حجزه فى المستشفى العقلى عندما يكون المرض فى مراحله الشديدة التى يستجيب فيها الشخص  لهلاوسه ويتحول اقتناعه بفكرة إلى قيامه بها.
 
مرض نفسى
مريض عقلى 

الفرق بين المرض العقلى والنفسى فى 5 وجوه

 
قالت الدكتورة أسماء عبد العظيم، أخصائية العلاج النفسى، أن هناك عددا من الفروق بين الأمراض العقلية والنفسية، ولعلها تتلخص فى:
 
- القاعدة الأولى والأساسية فى الفرق بين المرض النفسى والعقلى، هى أن الأول يعلم مشكلته وأنه يعانى من شىء يؤثر على نفسيته ولكنه لا يتمكن من التعامل مع المشكلة، إنما الثانى لا يعى أنه لديه أى مشكلة وبالتالى يستمع لهلاوسه على أنها حقيقة ثابتة ومن حول هم المخطئون.
 
- يزيد لدى المريض العقلى الشعور بإنهاء حياته، ويسارع بالإقدام على الانتحار خاصة مع زيادة إلحاح الأفكار التى تحدثه طوال الوقت وتملى عليه أفعاله على عكس المريض النفسى الذى يكون فى أسوأ مراحله فقط مؤهلا للانتحار.
 
- لا خوف من المريض النفسى ولا من رد أفعاله على الآخرين، لأنه يعتزل الأشخاص ولا يقوى من الأساس على التعامل معهم فى الطبيعى، إنما المريض العقلى فتتحكم فيه هلاوسه وتجعله يتخيل أشياء ويقوم بأخرى استجابة لها، وبالتالى قد يؤذى الآخرين بشكل كبير.
 
- طريقة علاج المريض النفسى تختلف عن العقلى، فنجد المريض النفسى يحتاج لجلسات علاج معرفى سلوكى وقليلا ما يلجأ للعقاقير، إنما العقلى يكون عكس ذلك وقد يتم حجزه فى المستشفى العقلى ولا يكتفى فقط بإعطائه دواء للسيطرة على الحالة.
 
- الاختلاف الأخير فى نوعية الأمراض العقلية والنفسية، فتجد الأمراض العقلية مثل الفصام والذهان وجنون العظمة والاضطراب ثنائى القطبين، ولكن الأمراض النفسية مثل القلق والرهاب والتوتر واضطرابات الشخصية والوسواس القهرى.
 
 

قائمة الأمراض العقلية 

 
جنون العظمة
جنون العظمة
 

جنون العظمة 

 
أوضحت أخصائية العلاج النفسى، أن جنون العظمة هو مرض عقلى مبنى على فكرة ثابتة تسيطر على عقل المريض يعتقد فيها الشخص، ويصدق أنها فكرة منطقية ويصاحبها مشاعر اضطهاد كأنه يتخيل نفسه نبى أو المهدى المنتظر، ولكنه مضطهد ممن حوله ويفسر ضغط من حوله عليه أنهم ضد رسالته.
 
وأضافت عبد العظيم، أن الشخص يبدو فى الظاهر طبيعيا لأنه يتحدث بشكل ثابت غير مضطرب فى علاقاته ولا يتضح عليه أى خلل، ولكن أفكاره فى الحقيقة تكون ضلالات، وعلى الرغم من أن جنون العظمة مرض إلا أنه قد يكون عرضا أيضا للفصام.
 
 

الفصام 

 
الفصام يكون نتيجة تغيرات فى الخلايا المخية، وينعكس على الشخص بحالة من الانفصال عن الواقع، مع تشتت فى القدرات المعرفية، وربما هو من أكثر الأمراض التى تحتاج للإيداع فى مستشفى عقلى، بحسب ما أكده الدكتور محمد على، أخصائى الصحة النفسية.
 
وأوضح على، أن الفصام ليس انفصام الشخصية أى أن الشخص يعيش بشخصيتين كما يروج عنه بشكل خاطىء فى وسائل الإعلام والدراما، ولكنه مرض يخلق فيه الشخص عالما موازيا وينفصل عن الحياة التى يعيشها، والتى تتنوع أعراضه لتشمل هذه العلامات المرضية:
 
- الضلالات وهى الأفكار الثابتة التى تسيطر على عقل المريض وتكون متعلقة بفكرة قد تكون واقعية ولكنها غير حقيقية فيصدقها جدا.
- الهلاوس سواء السمعية أو البصرية التى تتحكم فى عالمه المحيط وتجعله يتحدث مع أشخاص وهميين أحيانا.
- طريقة الكلام تكون غير مترابطة أو مفهومة، ومتكررة بكلمات معينة أحيانا.
- القيام بأفعال غريبة وغير منطقية أحيانا.
 
الذهان
الذهان
 

الذهان 

 
"لا يمكن أن تأخذ كلام مريض الذهان على أى محمل، لأنه غير مسئول عن تصرفاته أو طريقة كلامه، حيث أنه يسمع أصوات ويشعر أن الآخرين يقومون بتصرفات معينة، وكذلك تكون ملامح المرض أكثر وضوحا عليه لأنه يتحدث بشكل متقطع ينتقل من موضوع لآخر"، هذا ما قالة الدكتور ماهر الضبع، أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية.
 
وأضاف، أن الذهان يعتبر اضطراب عقلى، يعتمد على ضلالات وهلاوس، يتوهم فيها الشخص أحداث بالكامل غير حقيقية، وذلك ما يجعل حواره غير مفهوم أو متناسق، ويصل به الحال لإهمال نفسه تماما ولا يتحكم فى انفعالاته، بالإضافة إلى المشاعر الاضطهادية.
 
الاصابة بالاكتئاب
الاصابة بالاكتئاب
 

الاضطراب  ثنائى القطبين

 
حالة المزاجية ما بين الاكتئاب والنشاط، تسمى بالاضطراب ثنائى القطبين "الباى بولار"، وتجمع بين أعراض الهوس والاكتئاب، فتتنوع حالة الشخص ما بين الحزن والانعزال واضطرابات الطعام والميل للانتحار، إلى النشاط والحركة المفرطة وعدم القدرة على النوم أحيانا لأيام متواصلة مع تدفق الأفكار، وقد يخلع الشخص ملابسه ويمشى لساعات غير مدرك فى نوبة من نوبات الهوس التى تنتابه ولعل صورة المتسول العارى الذى يطلق عليه أكثرنا بأنه مجنون قد يكون مصاب بهذا المرض أو بالفصام، وذلك بحسب ما قاله الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى بالأكاديمية الطبية 
 
 أما عن أسباب هذا الاضطراب، فيرجعها استشارى الطب النفسى إلى الناحية الوراثية، والاستعداد البيئى من حوله، وللإدمان أثر فى الإصابة به أما علاجه فيكون بأدوية منها مثبتات مزاجية مثل أدوية الصرع أو مادة الليثيوم، ومضادات الذهان والاكتئاب.
 
 

الاكتئاب مرض عقلى أم نفسي؟ 

 
يصنف الاكتئاب طبقا للدليل التشخيصى للاضطرابات العقلية والنفسية DSM5  على أنه اضطراب عقلى، ولكن أكد الأطباء أنه نوعان أحدهما منشأه عقلى ويعالج بالأدوية، وآخر أساسه نفسى هو ما يسمى بالاكتئاب العصابى وقليلا ما يستخدم له دواء من مضادات اكتئاب.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة