من الأفضل أن تضئ شمعة خير من أن تلعن الظلام، حكمة صينية قديمة ولكن فى مجال حقوق المرأة يتخذ البعض من طمس كل شعاع ضوء شرعة ومنهاجًا، فتتعالى أصواتهم لمهاجمة كل من تسول له نفسه العمل فى ذلك المجال، متهمين إياهم بالخوض فى مسائل لا تهم أحد، وأنهم يبحثوا فى مشاكل لا وجود لها، وأن كل شىء تمام وأن المرأة تعيش أزهى عصور الحرية، وتتمتع بكامل حقوقها فى مجتمعاتنا العربية، وأن القوانين فى الفترة الأخيرة كلها فى صالح المرأة، والعلاقة بينها وبين الرجل من أروع ما يكون، وهناك من يحلق به خياله ليختزل النشاط فى مجال حقوق المرأة على العلاقة الزوجية، وان هذا المجال الهدف منه افساد النساء على أزواجهن، وأن معظم الناشطات فى ذلك المجال هن من المطلقات اللائى فشلن فى إقامة حياة سعيدة لأنفسهن فقررن بدافع من الشر والكراهية إفساد حياة الاخريات ، وبداية أود أن أوضح أمرين غاية فى الأهمية:
أولا: إن قلة المعرفة بأوضاع المرأة ومشاكلها وما تعانيه فى مجتمعاتنا العربية هو من جعل البعض يظن أن كل شيء كما ينبغى له أن يكون، وأعتقد أن ذلك الجهل يستند على تقصير كبير من الأعلام والمثقفين والناشطين فى المجال.
ثانيًا: الحكم على أوضاع المرأة من خلال منظور ضيق وهو دائرة العلاقة الشخصية هو حكم مبتور ومشوه ، لأن مشاكل المرأة تختلف من مكان لمكان ، الريف يختلف عن الصعيد عن الحضر ، وتبعًا للمستوى الاجتماعى ، ونسبة الأمية.
وحيث أن المعرفة هى بداية الطريق لعلاج مشكلة ما، أردت أن أعرض بعض الأرقام و الصادمة التى تعبر عن وضع المرأة ومشاكلها و معاناتها اليومية.
بداية هذه الأرقام صادرة عن احصائيات:
*للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء. مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار. وزارة التضامن الاجتماعي. منظمة الصحة العالمية.اليونيسيف .الأمم المتحدة.
أظهرت دراسة أجرتها هيئة الأمم المتحدة أن 99% من النساء المصريات تعرضن بصورة أو بأخرى للتحرش الجنسي.
- %66من المطلقات تعرضن للعنف الأسرى.
- %68من النساء العاملات تعرضن للعنف من قبل رئيسهم فى العمل.
- 46 % من النساء التى سبق لهن الزواج تعرضن للعنف من الزوج وبلغت نسبة العنف الجسدى 32% والعنف النفسى 43 %.
-%81نسبة النساء المعيلات فى الريف.
- %35نسبة المرأة المعيلة فى مصر، وهن يعملن فى قطاعات غير رسمية ويفتقدن للرعاية الصحية والتأمينات والتعويضات.
-مصر الأولى عالميًا فى ختان الإناث
-%17من فتيات مصر يتزوجن قبل سن 18 سنة.
أتمنى أن تؤرق هذه الأرقام أصحاب الضمائر الحية، وأن تكون الأمور واضحة بدرجة كافية لأن ندرك أننا لا نعيش فى مجتمع مثالي، ولنتكاتف للوصول لمستوى معقول من الإنسانية فى نظرة المجتمع وتعامله مع المرأة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة