فى أسبوع رحيل الأستاذ.. ماذا لو كان هيكل موجودا بيننا؟.. كيف سيحلل المشهد السياسى؟.. اعتبر 30 يونيو بطاقة انتخاب السيسى ويخشى على شعبيته من القرارات الصعبة.. ورأى الاهتمام بالداخل أول خطوات التعامل مع الخارج

الأربعاء، 21 فبراير 2018 04:34 م
فى أسبوع رحيل الأستاذ.. ماذا لو كان هيكل موجودا بيننا؟.. كيف سيحلل المشهد السياسى؟.. اعتبر 30 يونيو بطاقة انتخاب السيسى ويخشى على شعبيته من القرارات الصعبة.. ورأى الاهتمام بالداخل أول خطوات التعامل مع الخارج الكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل
كتب محمد سالمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ليست مبالغة حينما نقول إن الراحل محمد حسنين هيكل كان تاريخًا يمشى على الأرض فى ظل ما عاصره من أحداث بالقرب من دوائر صناعة القرار، وفى بعض الأحيان جلس فى موقع صاحب القرار نفسه، لذا فإن آرائه وتحليلاته للأحداث حصدت قدر كبير من الاهتمام والتركيز من الجميع سواء المسئولين الرسمين أو المواطنين البسطاء.

الكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل  (3)

وطالما ردد هيكل أنه منذ اتخذ قرار اعتزال العمل السياسى عام 1974، لم يحب الحصول على دور ليس له، وكان جاهزًا للإدلاء برأيه عندما يطلب منه ذلك، وهذا ما فعله مع كل رؤساء مصر خاصة جمال عبد الناصر، ومن بعده الراحل محمد أنور السادات قبل حدوث القطيعة بينهما أو الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك أو الرئيس الحالى عبد الفتاح السيسى.

الكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل  (5)

وتزامنًا مع الذكرى الثانية لرحيله، نسأل ماذا لو كان الأستاذ موجودًا بيننا هذه الأيام؟، وطلب منه التحدث وكتابة تحليلات سياسية تقرأها دوائر صناعة القرار أو من يهمه الأمر بشكل عام، كيف كان سيقرأ المشهد السياسى خاصة فى ظل الانتخابات الرئاسية؟، وما رأيه فى التعامل مع جماعة الإخوان التى عايش ألاعيبها لعقود ممتدة منذ أيام الملكية حتى الجمهورية؟، وكذلك كيف يقرأ المشهد العربى ودور مصر الخارجى؟.

الكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل  (6)

سياسة الأمل والقلق

عبر متابعة الحوارات التلفزيونية السابقة للأستاذ قد نجد إجابة للتساؤلات السابق طرحها، ومنها المتعلقة بالمشهد السياسى، وعن هذه النقطة فإن هيكل قد رأى فى وقت سابق أن قيادة السيسى لثورة 30 يونيو كانت بمثابة انتخاب تلقائى له من قبل الشعب المصرى، لأنه صحح المسار بعد 25 يناير لأنها كانت ثورة غير واضحة الملامح عن وجه نظر هيكل، وكذا يعتقد أن الرئيس حصل على ثقة الشعب بعد استجابته ثلاث مرات، تمثلت فى الانحياز لـ 25 يناير والوقوف خلف الشعب فى 30 يونيو، والاستجابة الثالثة كانت بالترشح للرئاسة فى ظروف صعبة للغاية وتكاد تكون أشبه بالمستحيل، لاسيما أن هناك غيره تهربوا من المسئولية بسبب حجمها الكبير، وكذلك حاول آخرين إخفاء الحقائق مثلما فعل الإخوان المسلمين واعتقدوا أن التوارى خلف أحاديث الخلافة ستحل الأوضاع لكن هذا لم يحدث بالطبع!، لذا فإنه يتفق مع قول السيسى بأن مهمته فى رئاسة مصر وجودية وخطيرة.

الكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل  (1)

وعن شعبية السيسى فى الشارع المصرى، فإن هيكل، يرى أن رصيده لدى المصريين جاء من إيمانه بثورة 25 يناير، وكذلك إدراكه المبكر بأن الإخوان تم دفعهم للسلطة رغم أنهم لم يقوموا بالثورة، والسبب أن العالم أجمع وقتها تملكته الحيرة إزاء التعامل مع هذا الثورة لاسيما أن هذه الفترة لم يكن بها أحزاب أو كيانات سياسيات واضحة، وبناءً عليه فقد أدرك بأن الإخوان ليسوا هم جواب سؤال 25 يناير، وفى هذا الشأن يؤمن الأستاذ أن الشعبية أو الكاريزما التى يتمتع بها الرئيس السيسى ليست صدفة لذا رجاه الاعتناء بها ولا يسرف منها وأن يحاول الاحتفاظ بها قدر الإمكان، مستدركًا بأنه إذا أراد إسراف جزء منها لابد أن يكون فى موضعه وأن يرى الجميع الهدف من هذه التصرف.

الكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل  (4)

شعبية السيسى واكتشاف حقيقة الإخوان

وعن تقدير هيكل لوجود صعوبات أمام القيادة السياسية فى اتخاذ بعض القرارات ومدى تأثيرها على شعبية السيسى، فإن وجهة نظر هيكل هنا أن الشعب المصرى لديه وعى كبير، لذا يطلب من الرئيس تغليف رؤيته بحلم، وكذا يوافق على عدم وجود برنامج انتخابى للسيسى، لأن المرحلة تتطلب الإصلاح والدليل أنه كانت هناك حالة من الضياع فى السنوات الثلاثة والنصف التى تلت ثورة 25 يناير، مع الإشارة إلى أن هذه الفترة تخللتها اكتشاف الإخوان على حقيقتهم وقد وصف هذا الأمر بأن المصريين "عرفوا إن القبة مفيش تحتها شيخ!".

الكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل  (2)

وعن رأيه لماذا بدى أن الشعب المصرى بات مستعدًا لتحمل الحقيقة مع السيسى بينما رفضوا الإقبال على هذه الخطوة مع آخرين؟.. فإنه قال إن البعض هرب من الحقيقة ولم يحاول مواجهتها والبعض الآخر أقبل على السلطة غير مدركين حقيقة واعتقدوا أنه مجرد مناصب شرفية لكن بعد ذلك اكتشفوا صعوبة المهمة، لذلك فإنه يعتقد أن المصريين لديهم استشراف لما يوجد بالبلد رغم ردة الفعل العاطفية تجاه السيسى إلا أنهم يروه ممثل لثورتى 25 يناير و30 يونيو وكذا شخص قبل مهمة شبه مستحيلة.

 

ويدلل هيكل على وجهة نظره المؤيد للسيسى بأنه عندما سأل على كيف قبل المصريون بأن يحكمهم رجل عسكرى بعد 25 يناير، وفى نفس الوقت قبلوا رفع الدعم بشكل جزئى عن الطاقة رغم أنه ومعه كثيرين اعتقدوا أن القرار لن يمر مرور الكرام وستقع أحداث مماثلة لثورة الخبز فى عهد السادات لكن لم يحدث شيء، وفى رأيه أنه مثلما رأى السيسى الحقيقة فإن الشعب المصرى هو الآخر استدعى ملكاته التاريخية للعبور من الموقف الصعب الذى يعيشه.

 

ويؤمن هيكل، أن الجيش المصرى هو أكثر المؤسسات المصرية التى تعرضت للضغوط والأخطار وأكثر من أضير على مدار 40 عامًا ما قبل ثورة 25 يناير وتم دفعه فى أوقات إلى حروب ليس له فيها ناقة ولا جمل، ورغم هذا فإنه أدى المطلوب منه وكان عمودًا وأكبر قوارب الإنقاذ لهذه الدولة، مشيرًا إلى أنه لا ينبغى وجود حساسيات تجاه دور القوات المسلحة، وبشكل عام فإنه يرى أن هناك دور للجيوش فى الاستراتيجيات العامة للدول وعلى المواطنين قبوله لأنه ليس عيباً، خصوصا أن الأمن القومى لم يعد حربًا فقط، إضافة إلى أنه جيش وطنى ولا ينبغى أن تحدث عنه باعتباره جزء من منفصل عن الشعب لأنه من الشعب وإليه.

 

وبالنسبة لمواجهة الإرهاب فى سيناء، فإن هيكل أعلن أنه ليس قلقاً من قدرة الجيش المصرى على مواجهة الجماعات الإرهابية والقضاء عليها مع الاعتراف بخطورتها داخل سيناء نفسها وتأثيرها على الملاحة فى قناة السويس، وتطرق الأستاذ إلى نقطة أخرى تقلقه وهو الجانب الغربى والحدود مع دولة ليبيا الشقيقة بسبب انتشار المليشيات الإرهابية وإمكانية حصولها على أسلحة وتمويل بشكل غير محدود.

 

كيف تتعامل مصر مع العرب والغرب؟

أمّا فيما يخص السياسة الخارجية لمصر والشرق الأوسط فإن هيكل يرى أن المنطقة تعيش فى مصيبة كبرى، مما يشكل عبء كبير على مصر نظرًا لأن أزمات الوطن العربى على سبيل التحديد هى نتاج عقود وليس مجرد سنوات تلت الربيع العربى، ولم يتورع الأستاذ فى أن يصف ما يحدث بحقل ألغام لكنه فى الوقت ذاته هناك لحظة للأمل لابد من التمسك به، مشيرًا إلى أنه عند الحديث عن الشرق الأوسط لابد من الأخذ فى الاعتبار دور كل من إيران وتركيا.

 

وبالنسبة لطريقة التعامل مع إيران فإنه يرى أن الحكمة تقود إلى تحقيق توازن ما بين التعامل معها وفى نفس الوقت ألا تخسر القيادة المصرية دول الخليج العربى وتتعامل معهم على اعتبار أن أمنها من أمنهم، مشيرًا إلى أن تحقيق حالة من التوازن مع إيران يعتبر فى رأيه خدمة تسديها الدولة المصرية للخليج لأنها بذلك تخفف الضغوط عليهم.

 

وبالنسبة تركيا فإنه يسترجع ذكرياته مع آخر زيارة لبلاد الأتراك، وقتها وصف وضعها بالشرق الأوسط كأنها عملاق يقف برجلين ممتدة ولا يستطيع التحرك وكان يقصد أنها تحتاج لتحديد هويتها ما بين الغربية والشرق أوسطية، وهذه مشكلة تركيا فى العموم مع الشرق الأوسط، بينما بالنسبة لسياسة الرئيس التركى الحالى رجب طيب أردوغان فإنه كان معجبًا بمسيرته من بائع سميط إلى عمدة اسطنبول وتحقيق نجاحات بها ثم وصوله إلى سدة الحكم، إلا أن مشكلته أنه أصيب بالغرور، وبعد فشله فى الانضمام إلى أوروبا لجأ للمشروع التركى أو العثمانى بالمنطقة وتخيل أنه سيصير خليفة للمسلمين بعد تنفيذه لهذا المشروع الذى كانت جماعة الإخوان جزء منه، ويشدد هيكل أن 30 يونيو أفشلت هذا المخطط التركى بصورة غير متوقعة واصفاً الموقف كاصطياد نسر بـ"نبلة" يدوية!، وهو ما دفع أردوغان للجنون.

 

وعلى صعيد الشأن الدولى، فإن التصرف الصحيح فى وجهة نظر رئيس تحرير الأهرام التاريخى هو ألا تظهر مصر ضعفها لأى طرف، ولا تتخيل أن هناك حليف دائما لأنه سواء روسيا أو الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية تضع مصر تحت الاختبار، والراهن بالنسبة لبلادنا أن تثبت مدى جدارتها بعبور الأزمات والظروف الصعبة وحدها ومدى استقلالية قراراها واعتمادها على نفسها، ثم تنظر بعد ذلك للخريطة الخارجية، مشيرًا إلى أن آثار الطوفان الذى أغرق الشرق الأوسط مازالت تحيط بالمحروسة!.

 

ويختتم هيكل آرائه بجزئية التعامل مع الشباب الأمثل، موجهًا رسالة إلى القيادة السياسة مفادها أنه إذا كان الكبار متحيرين فى التصرف الأمثل تجاه الأوضاع الصعبة التى يواجهها الوطن فما بالهم بحال الشباب الذى يرى كثير منهم ضائع خصوصا أن أكثر ما يزعجهم أنهم لا يروا أمل، ولابد من إعطائهم أمل لاستكمال المسيرة







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة