فى أسبوع الأستاذ.. هيكل يكشف كيف حاولت المخابرات الأمريكية اغتيال "ناصر" 3 مرات فى "لمصر لا لعبد الناصر".. ويؤكد: خصومه شوهوه بعد وفاته.. التدخل فى اليمن كان ضروريا.. والرئيس الراحل لم يتدخل فى أحكام القضاء

الأحد، 18 فبراير 2018 04:13 م
فى أسبوع الأستاذ.. هيكل يكشف كيف حاولت المخابرات الأمريكية اغتيال "ناصر" 3 مرات فى "لمصر لا لعبد الناصر".. ويؤكد: خصومه شوهوه بعد وفاته.. التدخل فى اليمن كان ضروريا.. والرئيس الراحل لم يتدخل فى أحكام القضاء غلاف الكتاب
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"حاولت قدر ما أستطيع أن أتجنب الكتابة عن جمال عبد الناصر، وحياته الحافلة وتجربته الكبيرة، ولم أقترب من الحديث عنه إلا عند الضرورة القصوى.. فعلت ذلك مرة فى أعقاب رحيلة مباشرة ونشرت مقالا فى ذكرى الأربعين بعنوان "عبد الناصر ليس أسطورة)، أبديث فيه خشيتى من استغلال المستغلين، لأغراضهم لقصة البطل فيه والرمز، وعبرت عن مخاوفى من تحويل تراثه إلى كهنوت غيبى، بينما هو فى الحقيقة تجربة إنسانية زاخرة قابلة للحياة والنمو والتطور، ثم فعلت أخيرا وقبل شهور وكانت الحملات ضده فى مصر قد تصاعدت، أردت أن أنبه إلة مقاصده وإلى مصادرها.

هكذا تحدث "الأستاذ" محمد حسنين هيكل، عن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، بعد وفاة الاخير، فى كتابه "لمصر لا لعبد الناصر"، ليكشف فصلا جديدا من حياة الرئيس الأسبق، وكيف تحول مقربيه للمعارضة والخوض فى ذمته المالية، بجانب تعرض للعديد من محاولات الأغتيال.

لمصر لا لعبد الناصر
لمصر لا لعبد الناصر

ومع مرور الذكرى الثانية على رحيل، صاحب "خريف الغضب"، الذى رحل فى 17 فبراير 2016، تاركا خلفة إرثا كبيرا من الإنجاز الصحفى والسياسى والمعارك التى صنعت تاريخ مصر خلال نصف قرن.

"إنها القوة الشريرة المعلونة فى زماننا المعاصر" بهذا الكلمة للزعيم الهندى جواهر لال نهرو، استشهد بها "هيكل" للتأكيد على جرائم وتجاوزات تلك الوكالة والتى حاولت اغتيال العديد من الزعماء فى عدد من دول العالم وحاولت فعل الأمر مع "ناصر" ثلاث مرات.

وسرد الأستاذ فى كتابه، بعضا من القصص الإخبارية، عن تلك الوقائع الأولى، كما ذكرها "دونالد روثبرج" أحد مراسلى وكالة "الاسوشيتدبرس" فى العاصمة الأمريكية وهى " أن وكالة المخابرات الأمريكية حاولت ثلاث مرات فى أواخر الخمسينيات اغتيال عبد الناصر، وقد رتبت المخابرات الامريكية فعلا ثلاث فرق تقوم بالمهمة لكنها لم تنجح، فقد قبض على إحدها، وعجزت الاخرى، والثالثة وهى مكونة ن عرب فى خدمة المخابرات الأمريكية لم تبلغ عما حدث لها بعد أن وصلت إلى فعلا إلى مصر.

جمال عبد الناصر
جمال عبد الناصر

 

"حاولوا قتله وقتل سياسياته ماديا وحاولوا ثلاث مرات.. ويحاول الآن اغتيال ذكراه وتاريخه معنويا بالتشوية والتشويش" يوضح الأستاذ عن هولاء الذين تجاسروا جميعا على سلبيات "ناصر" حتى جاءت لحظة موته ومنحهتهم الحرية، والأسوأ كما يذكر أنهم ظلوا من 28 سبتمبر 1970 إلى بداية 1974 يتمسحون بذكرى الراحل والرحيل كأنهم لا  يصدقون المقادير، ثم بعد أربع سنوات أطمانوا فيها إلى أن الجسد المفكن بالثوب الأبيض لن يخرج من قبره.

ويشير الكاتب الكبير إلى الشائعات التى طالت ذمة الزعيم الراحل المادية، حيث تم اتهماه باختلاس مبلع 15 مليون دولار لنفسه، خمسة منها قدمها الملك سعود تبرعا للمجهود الحربى المصرى، والعشرة الباقية قدمها الملك سعود أيضا كقرضا لمصر، لكن "ناصر" وعلى حد وصفهم اغتصب كل هذا لمنفعته الشخصية وأوده الأموال فى حساب باسمه فى الخارج.

الأستاذ رد على ذلك الاتهامات، بإن هناك ثلاث أشخاص عاشوا تفاصيل تلك التبرعات والقروض التى قدمت لمصر، وأطلعوا على وضعها فى بنك مصر بحساب باسم رئيس الجمهورية "ناصر" من بعده "السادات"، ومبلع القرض تم تحصيله باسم البنك المركزى.. والثلاثة هم حسن عباس زكى وعبد العزيز حجازى وزيرا الاقتصاد والخزانة آنذاك، بالإضاف إلى أحمد زندو محافظ البنك المركزى.

حديث آخر تطرق إليه الأستاذ فى كتابه الذى صدر للمرة الأولى عام 1976، أى بعد 6 سنوات كاملة من وفاة الزعيم جمال عبد الناصر، وبعد نكسة يوليو عام 1967، والتى أكد هيكل خلال كتابه أن "ناصر" طلب منه كتابة بيان الهزيمة، كما عرف بعدها ببيان "التنحى"، مشيرا إلى عبد الناصر رفض جملة "فإننى على استعداد لتحمل نصيبى من المسؤؤلية" ليرد عليه هيكل قائلا "إننى تاريخيا أتحمل المسئولية كلها ويجب أٌقول ذلك للناس، وهى ما خرجت فى البيان بشكله النهائى " وأقول لكم بصدق، وبرغم أية عوامل أكون قد بنيت عليها موقفى فى الأزمة، فإننى على استعداد لتحمل المسئولية كلها.

هيكل وعبد الناصر
هيكل وعبد الناصر

ثلاث موضوعات نسب فيها إلى جمال عبد الناصر أنه تصرف كما يتصرف "سفاح"، هكذا قيل وبالحرف، وهكذا قال هيكل للحديث عن أزمة اليمن ومذبحة القضاء ودم الحرية الخاصة بإغلاق الصحف، حيث أكد "الأستاذ"، أن التدخل فى اليمن كان هام كون ذلك جاء فى فترة حكت فيها المؤامرات الخارجية بالمنطقة مثل النظام الإنفصالى فى سوريا، والعواصف التى أنقضت بعدما قامت ثورة اليمن، مشيرا إلى أن السادات كان هو صاحب رأى التدخل فى اليمن، نظرا لاختصاصه فى شئون الخليج واليمن، وأنه نفسه "أى هيكل" قدم أكثر من تسأل ذكرها "ناصر" أمام مجلس الوزراء ومسجلة فى سجلات المجلس، كما يؤكد هيكل، حول إذا ما كانت تسطيع القوات المسلحة المصرية تحمل ثقل التدخل العسكرى فى اليمن، ومن بعدها، بالإضافة إلى ضرورة أن يكون التدخل فى اليمن عربيا عن طريق قوات متطوعين عرب من كافة البلدان العربية.

وأكد هيكل أن التدخل فى اليمن كان له عدة نجاحات، وأنه تأكد فيما بعد إنه كان ضرورى، ومنها "خروج الاستعمار البريطانى واستقلال الخليج، إرخاء القبضة الأمريكية المسطيرة على الموارد العربية فى شبه الجزيرة، اتجهت المنطقة إلى التحديث حتى وصل الملك فيصل لعرش السعودية، وراحت الأسرة فى السعودية تتحول إلى دولة".. وقبل أن يتم "هيكل" حديثه فى هذا الملف الشائك أكد أن هناك قوى خارجية كانت طرفا فى الحرب فى اليمن، وأن الحرب اتسعت وفى مقدمتها المخابرات الأمريكية التى جندت آلافا من الجنود المرتزقة الأجانب فى اليمن، وكانت إسرائيل تتولى مسئولية إلقاء الزخائر والأسلحة بالطائرات لهولاء الجنود.

محمد حسنين هيكل
محمد حسنين هيكل

وفيما يخص مذبحة القضاء، أكد الاستاذ أن "ناصر" لم يتدخل فى حياته فى حكم من أحكام القضاء وكان لديه ذلك الإحساس العميق بقدسية العدل، مستشهدا بموقف سبب لناصر الحرج حينما بعث إليه الملك سعود، خطابا يرجوه بأن يتدخل لكى تحصل "السيدة ناريمان ملكة مصر السابقة على طلاق من زوجها الدكتور أدهم النقيب، حيث اشتد النزاع بينهم وطلب الأخير "ناريمان" فى بيت الطاعة، فلجأت للملك السعودى، وقال "هيكل" أنه اطلع على الخطاب وقال الزعيم الراحل "إننى أريد أن أجامل الرحل فى أى شئ يطلبه منى.. ولكنه قصدنى حيث لا أستطيع أن أجيب طلبه، ولا أعرف كيف أرد عليه، وهل يصدقنى إذ قلت له أننى لا أستطيع أن أتدخل فى أعمال محكمة شرعية؟ وكيف أتدخل؟"، وفيما يخص فيما عرف "بمذبحة القضاء"، والتى حدثت فى عام 1969، أكد أن "ناصر" كيف يتواجد فى الإسكندرية حينها، وكانت تقارير اسندت إليه تطرح أمامه أن بعض المحاكم تطرد فلاحين من أراضيهم المستاجرة لصالح كبار الملاك ثم إن بعض هذه التقارير تشير إلى بعض القضاة أصدروا مثل هذه الأحكام سبق أن طبقت عليهم أو على أسرهم أحكام قانون الإصلاح الزراعى، فكان أن ناصر قام بتشكيل لجنة لبحث الموضوع مكونة من شعراوى جمعة وسامى شرف والمستشار عمر الشريف المستشار القانونى لرئاسة الجمهورية، وبأشراف من الرئيس الراحل أنور السادات، موضحا أن الرحل كان أمامه مشكلة اجتماعية سياسية رآها من وجهة نظره – خطأ أو صوابا - تتطلب حلا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة