سامح حامد يكتب: الذئاب والحياة

الجمعة، 02 فبراير 2018 10:00 ص
سامح حامد يكتب: الذئاب والحياة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الشعور بأنك حمل وسط الذئاب من المشاعر الصعبة فى حياتنا، وهو شعور ينتاب الكثير منا فى تلك الحياة التى لا تعرف الرحمة، ونحن فى معركة الحياة نقابل بعض الناس لم نتوقع وجودهم على وجه الأرض فالرحمة لا تعرف قلوبهم، أصحاب نفوس سوداء فهم ذئاب بشرية يأكلون، ويشعرون، ويحبون، وينامون، ولكن.. تفكيرهم وعاداتهم سيئة، شخصيات ضعيفة غير واثقة من نفسها يعرفون بأنهم مخطئون، ولكن لا يبالون، ولديهم نقص فى الذات، وكلامهم يعكس حالتهم النفسية المريضة ، وردود أفعالهم تعبير عن قلة الأدوات ، وخواء العقل ، باختصار غياب الشخصية السوية حال بينهما ، لا نعرف ماذا نفعل لمواجهتهم ، وكيف يتحول الحمل إلى ذئب ، وكيف المشاعر الطيبة الرقيقة التى داخل الحمل تتحول لمشاعر وحشية ودموية كما فى الذئب، وبعض الناس تبقى على مشاعره الطيبة ، وهؤلاء هم أصحاب القلوب البيضاء التى لم تتلوث بإغراءات الحياة .
يُبتلى الإنسان أحيانا بمواجهات صعبة فى الحياة تتطلب منه تصرفا يتناسب مع هذه الظروف ، ولكل مواجهة حيثياتها ، ونتائجها يتحتم على المرء إعادة حساباته ، وترجمتها على صعيد الواقع ، فليس من الحكمة تجاهلها ، والحياة مجموعة من الأحداث أن تجاهلتها كلها فكأن هذه الحياة لم تكن، والخطأ وارد من كل إنسان وقال الله تعالى : "خَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ" لكن هذا لا يجعلهم خير ممن لم يخطئ.
 
إحساسى أن مشاعرنا هى مشاعر طفل ، يبحث عن حضن أمه فى زحمة الحياة، كل أحلامه حضن دافئ يشعر فيه بالأمان، لماذا هذا الحلم أصبح مستحيل فى عصرنا ؟ وعندما نعبر عن مشاعرنا الطفوليه البعض يضحك عليها، ويتهمنا بالسذاجة، وعدم الخبرة، لماذا لا نحترم مشاعر الآخرين؟ لماذا مجتمعاتنا تتميز عن الغربية بالتدخل فى حياة الآخرين؟ لماذا ننشغل ببعض عن أنفسنا؟ أتمنى من الله الهداية للجميع، ونفكر بجدية فى حياتنا، وليس حياة الآخرين، نرجع إلى الطريق المستقيم و الذى يصل بنا بإذن الله إلى الجنة.
 
ان صدر الخطأ من جاهل ، فبمجرد كونه جاهل فالخطأ يمحوه جهله . أما العالم ، يكون الخطأ خطأ. يتمنى العالم لو كان جاهلا عندما يستيقظ من غفلته لكنه يعرف ما يستوجب عليه خطأءه. فقد قيل ”لا تجادل الأحمق، فقد يخطئ الناس فى التفريق بينكما“. فهنا يكون الصمت أفضل الإجابات تفاديا للمهاترات .
 
وقال الأمام على  ”لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه"، وهذا ما أكده الإمام أحمد بن حنبل رحمة الله فى قوله تسعة أعشار حسن الخلق فى التغافل، ومعنى التغافل تكلف الغفلة مع العلم والإدراك لما يتغافل عنه، تكرمًا وترفعًا عن سفاسف الأمور، وهذا يعنى أنك تعى وتدرك أن هناك شيئاً ما.. ولكنك تتجاهله كما كان يفعل سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه حيث مُدح فى وصفه  بأنه كان فى بيته كالثعلب وخارجه كالليث أى أنه كان كالمتناوم المغضى عينًا عن مجريات الأحداث التى تقع حوله، مع إدراكه وعلمه بها إكرامًا لأهله، وألا يوقعهم فى حرج وألا يرون منه التتبع الذى يرهق شعورهم ويشد أحاسيسهم  إنه التغاضى الكريم حتى لا يجرح المشاعر، أو يكسر الخاطر وهذا بالطبع فى غير المعاصى ومغاضب الله، وهذا الكلام ينطبق فى جميع علاقاتنا حتى نصل بعواقب الأمور إلى طريق الرشاد.
 
وقال الأمام على.. العلاج الناجح لكل ما ذكر: ”أَغْنىَ الغِنىَ العَقْلُ، وَأَكْبَرُ الفَقْرِ الحُمْقُ، وَأَوْحَشُ الوَحْشَةِ العُجْبُ، وَأَكْبَرُ الحَسَبِ حُسْنُ الخُلُقِ"









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة