قال ألبرت أينشتاين ذات مرة.. الجميع عباقرة، لكن إن حكمت على قدرة سمكة فى تسلق شجرة، ستعيش حياتها كلها وهى تؤمن بأنها غبية.
أخبرينى يا مدرسة ! هل تفخرين بما قمتى به !؟ تحولين ملايين الطلاب إلى روبوتات، أتظنين هذا ممتعا ؟! أتدركين كم عدد الأطفال الذين يشبهون تلك السمكة !؟
فهم (الأطفال) فقط يمشون فى عكس التيار، لم يجدوا موهبتهم ظنا منهم أنهم أغبياء، يؤمنون بأنهم بلا فائدة.
المدرسة لا تعلمك ! فقط هى تضيع عشرون سنة من عمرك من أجل فقط أن تعلمك القراءة والكتابة، لتدخل فى سباق لا ينتهى من أجل أن تنافس غيرك فى من يحصل على الدرجات الأعلى !
فكل ما تتعلمه فى المدرسة هو أن تبكى، تغضب، تكتئب وتسهر من أجل أن تحفظ كتبا أنت تعلم أنك عندما تخرج من قاعة الامتحان ستنسى كل فحواها، أن كمية المعلومات التى تعرفها قبل السنة الدراسية هى نفس كمية المعلومات بعد أسبوع من آخر امتحان.
أنت اسأل نفسك ! كم هى كمية المعلومات التى تعرفها بعد آخر سنة دراسية، أو كم معلومة أنت تعرفها من المدرسة ستستفيد منها فى حياتك، من المفترض أن تحاور نفسك وتسألها.. لو أنت تذهب للمدرسة فقط لتحفظ معلومات ستنساها بعد مرور الامتحان.. إذن ! فلماذا نذهب ؟!
حان الوقت للتغيير.. يجب أن نحاكم المدرسة بتهمة قتل الإبداع والتميز وتهمة إيذاء الفكر، أنها مؤسسة قديمة تخطت عمرها الافتراضى.
فأنتم تدعون أنكم تحضرون وتهيئون الطلاب لمواجهة المستقبل، بينما الحقيقة أنكم تبعثوا بهم إلى الماضى.. إلى الوراء.
لا يجب أن نسميها مدرسة، بل يجب تسميتها بالمصنع ! لأنها تأخذ المادة الأولية (الطلاب) بمختلف أفكارهم، وتقدم لنا أشخاصا بتفكير واحد، أشخاص لا نعرفهم.
فهذا يفسر سبب صفكم للطلاب فى طابور مستقيم بتحية علم إجبارية، وتأمرونهم برفع أيديهم إذا أرادوا التحدث، تمنحونهم فترة قصيرة للاستمتاع وتناول الطعام بينما أنتم لمدة ثمانى ساعات تجبرونهم على طريقة تفكير معينة، وتحرضونهم على التنافس من أجل الحصول على علامات تامة، علامة تحديد جودة المنتج.
فى هذا العصر نحن لا نحتاج توابع لا يفكرون، لقد تطورت المجرة بأكملها.. فنحن نحتاج إلى أشخاص يفكرون بطريقة إبداعية، طريقة مبتكره، حاسمة، مستقلة مع القدرة على التواصل.
فأى عالم سيؤكد لكم أنه لا يوجد عقلان متشابهان، وأى أب لديه طفلان أو أكثر سيؤكد لك هذا أيضا.. فأرجوكم فسروا لى لماذا تريدون أن يفكر الطلاب بطريقة واحدة ! وتجعلونهم يظنون أن هذا الهراء سيفيدهم !
فماذا لو وصف الطبيب نفس الدواء لكل المرضى !؟ كارثة أليس كذلك ؟!
فهذا ما يحدث عندما يقف المعلم أمام أربعين طفلا أو أكثر، كل واحد منهم يختلف عن الآخر بالقوة، الاحتياجات، المواهب، التفكير والأحلام.. ويدرسون لهم جميعا نفس الشىء وبنفس الطريقة.
نعم الرياضيات مهمة.. لكنها ليست أهم من الرسم والموسيقى عند البعض، فلنعطى لكل موهبة حقها...
إن كان الطلاب يشكلون 30% من حاضرنا، فسيمثلون 100% من مستقبلنا ونحن معهم أو هم بدوننا. فقط حاكموا ودمروا مدارسنا قبل أن تدمرنا...
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة