محمود حمدون يكتب : حافة الشك

الخميس، 15 فبراير 2018 12:00 م
محمود حمدون يكتب :  حافة الشك ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 وقع الصبى بغرام تلك الجريدة وأصر على قراءتها وهو دون العاشرة , ربما بحثا عن تميّز واختلاف عن أقرانه أو سعيا وراء مصدر معرفة , أو تقليدا للكبار من حوله خاصة أولئك القابعين على ناصية الزمن بعد بلوغهم سن التقاعد  .

 شقّ عليه الأمر وتاه بين طيات وصفحات الجريدة , فى فترة كانت تزخر بأسماء رنّانة وقامات فكرية , إذ كانت المعارك الفكرية تنشب بمناسبة أو بدون فتشتد أوار الحرب الفكرية ويقع المسكين بين رحى الآراء المتباينة وتناقضات الهوى والميل , فغمُضت عليه المعانى واستغلقت عليه قضايا كثيرة , بحث عن معين فلم يجد سوى صدى الريح وأنواء قادمة من كل صوب كل يسعى لاستمالته .

وقتها تذكر حكيم يكبره بسنوات , كان يجد لديه دائما تفسيرا لكل غامض , سأله عن حالة تيه تنشب مخالبها فى أعماق عقله , أفصح عن ميل وتصديق لكل رأى يقرأه , لم يعد  يتبيّن الخيط الأبيض من الأسود من الفجر .

استمع إليه الحكيم كثيرا وعلت وجهه ابتسامة وقال قولته الخالدة  : عش حياتك على حافة الشك , فليس كل ما يٌقال صدقا تاما , وليس كل ما تسمعه حقيقة مطلقة  .







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة