مع كل إشراقة شمس تتزايد أيادى الإرهاب فى التسلل إلى شتى بقاىع الأرض، لنشر الفكر المتطرف وتغذيته وتفعيل كل خطوات ومراحل صناعة الإرهاب، حيث تسللت إمارة قطر إلى إسبانيا عبر تمويل مساجد ودور عبادة خاصة فى مقاطعة كتالونيا، وهو المر الذى أدى نشر الإرهاب والفكر المتطرف، حتى باتت المقاطعة الأندلسية تحصد الآن ثمار دعم الدوحة للإرهاب.
وبالتزامن مع بدء بدء محاكمة الخلية الإرهابية "تيراسا" ببرشلونة، والتى ألقى القبض عليها فى 2015، بعد أن توعدت بشن عدة هجمات على إسبانيا بهدف استعادة الأندلس الدولية للخلافة، رصدت العديد من التقارير الإعلامية والأمنية الإسبانية مراحل الدور القطرى المشبوه فى دعم وتمويل الإرهاب ونشر سيناريوهات الفوضى من خلال قناة الجزيرة، التى تعد ملتقى إعلامى لرموز وعناصر الكيانات الإرهابية ومن بينها جماعة الإخوان، وقياداتها فى مختلف الدول العربية والأوروبية على حد سواء، لا سيما بعد الاتهامات المباشرة والمثبتة إعلاميا بتورط الدوحة فى هجوم برشلونة الإرهابى الأخير، الذى أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، وذلك من خلال تمويل تنظيم داعش وتوفير الغطاء السياسى لجرائمه.
المتهمون بتكوين خلية برشلونة
وبحسب صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية فإن سياسيين وخبراء دعموا مطالب مكتب المدعى العام بالحكم على أعضاء تلك الخلية الإرهابية بالسجن 19 عاما، خاصة أنهم كانوا توجهوا إلى سوريا وانضموا لتنظيم داعش واستعدوا لبعض الأعمال الإرهابية فى إسبانيا "لاسترداد الأندلس".
وتفتح محاكمة الخلية الإرهابية الباب مجددا لقلق إسبانيا من خطة قطر لبناء 150 مسجدا فى البلاد حتى 2020، وذلك لتمويل الدوحة للتنظيمات الإرهابية وخاصة داعش، وفق تقرير صحيفة "كاسوأيسلادو" الإسبانية، التى أفردت فى تقرير لها، إن قطر أصبحت الراعى الرسمى لتنظيم داعش الإرهابى، وتمويلها لعدد من المساجد الموجودة فى إسبانيا يثير المخاوف من تكرار سيناريو برشلونة من جديد الذى أودى بحياة 13 شخصا وإصابة العشرات، واستمرار التهديد الإرهابى للبلد الأوروبى.
ومع انتشار العمليات الإرهابية فى العديد من المدن الأوروبية، خاصة فى كتالونيا، تحركت جميع الجهات الأمنية المنوطة بمكافحة تلك الآفة العصرية، لترصد باكورة صناعة الإرهابى المتمثلة فى تمويل قطر لمساجد سرية وصل عددها إلى 800 مسجد، بعضها يتم إنشائه فى الشوارع الجانبية وداخل محال تجارية، وبعضها داخل مبانى سكنية، تستغل الاسم السمى "بيت الله" فى الظاهر، لكنها تحوى فى باطنها ملتقى سرى لنشر الفكر المتطرف خارج نطاق الرقابة الحكومية وخارج إشراف الهيئات الإسلامية الرسمية فى إسبانيا ممثلة فى اتحاد الجمعيات الإسلامية الإسبانية.
إرهاب تميم بن حمد طال أسبانيا وسط مخاوف أوروبية متزايدة
وبالعودة إلى تقرير صحيفة "لابانجورديا" فإن غالبية تلك المساجد تقع خارج دائرة الرصد، لتشكل بما لا يدع مجالا للشك خطرا جديدا وأحد أبرز عوامل انتشار التطرف، وغرس الأفكار المتشددة، مشيرة إلى أن إسبانيا تضم 1508 مراكز للعبادة، تستهدف التأثير فى أكثر من مليونى مسلم، وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن مرصد التعددية الدينية.
وحذر الخبراء من أن هذه المساجد السرية يمكن استغلالها من قبل "أئمة كاذبون" لنشر رسائل متطرفة، فهؤلاء الأئمة هم منبع التطرف والإرهاب فى العالم، فهم يزرعون الأفكار المتطرفة فى عقول الشباب والفتيات، ويستغلونهم فى شن هجمات إرهابية ليست لها أى علاقة بالإسلام، وهو ما تم مع "إمام ريبول" الذى زرع أفكاره المتطرفة لتكوين خلية مكونة من أثنى عشر شخصا وارتكبوا هجمات لاس رامبلاس وكامبريلس.
وأشارت صحيفة "كاسوأيسلادو" الإسبانية إلى أن عدد المساجد المتطرفة فى إسبانيا يزداد بشكل كبير، وفى كتالونيا يوجد فقط 80 مسجدا وغالبيتهم يتم تمويلهم عبر قطر، ولذلك فأن الاستخبارات الإسبانية تخشى من تحول إسبانيا لمأوى للإرهابيين.
وأوضحت أنه ليس فقط المساجد التى تمثل مصدر قلق لقوات الأمن فى إسبانيا ولكن أيضا مراكز العبادات الأخرى والتى يتم إنشاءها بشكل سرى ويختبئون فى المنازل والمبانى التجارية، وهى التى يصعب التحكم بها من قبل قوات الأمن.
وأكدت الصحيفة فى تقريرها أنه من الواضح أن إسبانيا فى حالة رغبتها محاربة الإرهاب، فعليها أن تبدأ بخفض التمويلات القطرية للمساجد، وإغلاق المساجد السلفية الموجودة فى المنطقة.
مشاهد من حادث الدهس الإرهابى الذى ضرب برشلونة العام الماضى
وكانت الشرطة نجحت فى تفكيك الخلية التى تقف وراء الهجوم الذى وقع فى برشلونة، بناء على حصر الأشخاص الذين قتلوا والذين جرى اعتقالهم، لكن السلطات الكتالونية لا تستبعد إجراء اعتقالات أخرى.
وأكدت إسبانيا تورط قطر فى دعم تمويل المنظمات الإرهابية والجماعات الدينية المتشددة من بينها "داعش" و"جماعة الإخوان" على الأراضى الإسبانية وغيرها مثل "حزب التحرير الإسلامى" و"حزب العدالة والإحسان" و"حركة التبليغ" بالإضافة إلى حركة سلفية وأخرى صوفية.
ووفقا لتقرير لصحيفة "لاراثون" فإن الإخوان يعملون بطريقة شبه سرية فى إسبانيا، مشيرة إلى أن عناصر الإخوان يعملون بسرية وحذر على تحقيق دور فعال ونشط فى المجتمعات الإسلامية فى إسبانيا لنشر الثقافة المتشددة المؤدية إلى التطرف الفكرى باعتبارها تراثا للإنسانية جمعاء، وهذا مجرد "بذرة" لشجرة العنف وسفك الدماء".
عناصر داعش الأجنبية تربك حسابات دوائر أوروبا الأمنية
وفى السياق نفسه، قالت صحيفة "الموندو" الإسبانية، إن تلك المنظمات تعيش فى مجتمع منفصل أو موازى للديمقراطية ويشبه الأقاليم المستقلة فى "سبتة" و"مليلة" اللذان باتا فى وضع قابل للانفجار، رغم رفع إسبانيا أعلى درجات الحذر منذ هجمات 11 مارس 2011 الإرهابية، وبعد تكثيف داعش هجماتها فى العديد من البلدان العربية، واستهداف سياح فى تونس وذبح مواطن فرنسى مع الذكرى السنوية لمرور عام لإنشاء التنظيم الإرهابى.
كما أشارت الصحيفة إلى أن مسئولى وزارة الداخلية الإسبانية يتابعون منذ سنوات تطور الظاهرة فى كتالونيا، حيث أكدوا أن من بين الـ10 أئمة الأكثر تشددا فى 2010 منهم 6 من كتالونيا، وأشارت الصحيفة إلى أن التمويل المباشر من دول عربية على رأسها قطر هى التى تجعل الإرهاب موجودا فى العالم ، وفى كتالونيا فإن قوات الأمن حددوا تلك المنظمات الإرهابية تحصل على قواتها من قطر تحت غطاء تعاليم القرآن الكريم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة