غادة همام أبو عمر تكتب: عائد لعُروبَتى

الأربعاء، 14 فبراير 2018 06:00 م
غادة همام أبو عمر تكتب: عائد لعُروبَتى ورقة وقلم - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لِى قَلمٌ حُرٌ شَريدْ ..

ما كانَ يَكْتبُ ما أريدْ ..

أجبَرَتهُ الحَياةُ حين ارتطَمَ بالجَليدْ ..

لم يرْكَنْ حِين أنهَكَه البُرودْ ..

كان يَركُضُ مُسْرعًا عَلَى القُضبانْ ..

كان يَجْتازُ حَواجزَ أحرفٍ آليَّة ..

بات يَعدُو ثُم حَلَّق عاليًا ..

أضْحَى عابرًا كلَّ الحُدودْ ..

بدَعْوَى إدْراكِ الرَّكْبِ البَعيدْ ..

سارَ يتَبارَى برَسمِ جَوامدٍ بمِدادْ ..

بَرِعَ بخُطوطٍ تُدْعَى من العصْريَّة ..

أغْراهُ مَسْعاهُ اختيالًا بالنهجِ الجَديدْ ..

فأدْركْتُه يَمْضى دونَ مرْماهُ ..

حينئذٍ استدْعيْتُه لِإجابة ..

أمُسافرٌ أنتَ بِلاْ عَوْدة ..!؟

أمْ قَد أرْغمتْكَ الْقُيودْ ..!؟

قُيودُ عَصرِنا المُتَرامى الحُريَّة ..

أمَا انتِهاء لسفرٍ يُغامرُ بالهويَّة !؟

ألا يا قَلمُ تَنبَّه ..!!

وأعْلمُك بَعْدَ الجَفاءِ تَعودْ ..

بِرُغمِ غرْبَتِكَ فمازِلت وَدودْ ..

مَا فارقَكَ أبَدًا مِسكٌ ولا عُودْ ..

عُمْتَ دِفئًا لَوْ حَفِظْت الوِدادْ ..

أيُّها العربى الباسِمُ الحالِمُ بالحُريَّة ..

للمَسخِ فاهْجُرْ ..

وَدَعْكَ مِن طَبْعِ العِنادْ ..

وإنْ أردْتَ رُقيًا فاسْعَ لِلسَدادْ ..

.......

أنا هَوِيَّتُكَ .، أنا عُروبَتُكَ ..

لنْ تستطيعَ نِسيانِى ..

ولنْ ترْمِ إلَى العِصْيانْ ..

فإنْ تُبْصِرْ كَونِيَّتَكَ تَجِدْها أبْهَى لِسانْ ..

وَسِعْتَ العِلْمَ والآدابَ والتَاريخَ وإعْجازَ الزَمانْ .،

انثُرْ الدُّرَّ واتلُ فُرْقانَه وتَأَمَّل سِحْرَ البَيَانْ ..

احْفَظْ الْإرثَ وأطْلِقْ لسانًا حَوَى كلَّ المَعانْ ..

وَاقتَدِ خُلُقًا ودِينًا واتَّقِدْ عِلْمًا ببَلاغَةِ الْعَدْنانْ .،

.......

أنا العربى الْفارِسُ الشَّهمُ النَبيلْ ..

تَعْلمُنى شَريفٌ ثَرى بِطيبِ الخِصَالِ أَثِيلْ ..

دَمِى الْحُرُّ مُشتَعِلٌ مُسافرٌ عبْرَ الْأَثيرْ ..

أَرْسَيتُ دَربًا لِلسَجايا لا يَميلْ ..

نَفَائِسى كَلِمٌ وَكَرَمٌ، وَلِى قَلْبٌ صَرْخَتُهُ الزَّئيرْ ..

صَنيعَتى الْمعْروفُ وغضُّ الطَرفِ أَخْلاقِى ..

لِى أَيادٍ تَزْهو بِما صَنَعتْ وَحِسٌ أَنيقٌ راقِى ..

هامَتى الْعَليَّة قَد فاقتْ قِممَ الجِبالْ ..

بَسالَتى تَعالَت حَتَّى عَلَت كلَّ عالْ ..

وَكَم تغنَّتْ أحرُفى ولُغَتى كَـمْ تَفاخَرتْ ..

بمَعينٍ و مَعانٍ وقُرآنٍ ضَبطُهُ لا يَقْبلُ التَّحويلْ ..

.......

عَربى أَنا .،

وللعُروبَةِ أَنتَمى .،

مَهْما رَحَلْتُ .، مَهْما بَعُدْتُ ..

سَأعودُ حَتمًا ..

لأَحْتَمى بدِفْءِ لُغةٍ أَثَرَتنى ..

زادَ حَنينى لعُطورِ زُهورٍ ضَمَّتنى ..

عائدٌ ..

لبَلاغةِ صُوَرٍ جَذَبَتنى ..

لرِقةِ مَعانٍ أذابَتنى ..

عائدٌ ..

للِسانٍ عَربى يعشَقُهُ فَمِى ..

لحَياءٍ مازال يَجْرِى فِى دمِى ..

عائدٌ لِهَوَيتى ..عائدٌ لِعُروبتِى ..

.......

عَائدٌ لِأَوْطانى وَفاضَ حَنينى ..

مَكَّة الرُّوحِ وطَيْبَة الهَادِى تُنادينى ..

خَليجُ الْكِرامِ يَأْثِرُنى ونَسيمُ شامٍ يُداوِينى ..

إِشْراقَةُ لِبنان وأَنغَامُهُ تُسْحِرُنى وتُشْجِينى ..

بِأرضِ الفُراتِ تاريخٌ سَيبْقى لأَرويهِ ويَروِينى ..

يَمنٌ سعيدٌ سيعودُ وبالله آمَنْتُ وفَقِهتُ دينى ..

فلسْطين النِّضالِ أفْديها وأَظلُّ أَذْكُرُها فتُبكِينى ..

لهِبةِ النِّيلِ أُمُّ العُرْبِ مِصْرُ قَلْبى وَعَقْلى وتَكْوِينى ..

بِسودانِنا رِباطُ الحُبِّ يَسقِينى ..

جَزائِر المَجدِ ودِيارُ لِيبيا أَعنِيها وَتَعنِينى ..

رِباطُ الجَمالِ وسِحرُ تُونُس يُبهِرُنى ويُغرِينى ..

نَبضُ مُورِيتانْيا يُطمْئِنُنى ..

إسْلامُ صُومالٍ وعَدلُ جِيبوتى يُقَوِّينى ..

بكُلِّ بِلادِ العُربِ اتَّصَلتْ وامْتَدتْ شَرايِينى ..

فهَلْ قَبِلتُم حُكْمَ الله فى جَسَدى .، !!؟؟

وَعَوْدتُكُم وَوِحْدَتُكُم سَتبْعَثُنى وتُحْيِينى ..!!؟؟

عائِد لِهَويَّتى .، عائِد لِعُروبَتى ..

                   







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة