صور.. بعد 39 عام على سقوط عرش الطاووس.. ثورة إيران فى وثائق التاريخ.. رجل عبدالناصر القوى يكشف كواليس استعانة "ثوار الخمينى" بـ"الزعيم".. وأرشيف واشنطن السرى يفضح دور كينيدى فى الإطاحة بـ"بهلوى"ورسائل الخمينى

الأحد، 11 فبراير 2018 05:30 م
صور.. بعد 39 عام على سقوط عرش الطاووس.. ثورة إيران فى وثائق التاريخ.. رجل عبدالناصر القوى يكشف كواليس استعانة "ثوار الخمينى" بـ"الزعيم".. وأرشيف واشنطن السرى يفضح دور كينيدى فى الإطاحة بـ"بهلوى"ورسائل الخمينى ثورة ايران
كتبت : إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحيى إيران اليوم الأحد، الذكرى الـ 39 للتحول من النظام الملكى الشاهنشاهى إلى الجمهورى بعد اندلاع الثورة الإسلامية فى 11 فبراير 1979،  وما بين مشهد مغادرة شاه إيران بلاده بغير رجعة تاركا وراءه التاج والعرش فى 16 يناير 1979، اثر تظاهرات ضده فى العاصمة طهران واضطرابات شعبية هائلة جراء سياسة منع الحجاب وتغيير التعاليم ضد الاضطهاد والظلم، ومشهد عودة الخمينى مؤسس الجمهورية فى 1 فبراير 1979، من منفاه على متن طائرة فرنسية من طراز بوينج 747 ليناهض سياسات الغرب و"التغريب" فى بلاده، شهدت المنطقة حقبة جديدة، تغيرت فيها الحسابات سياسية والتوازنات الاقليمية، لكن رغم مرور نحو 4 عقود، ظلت الكثير من التفاصيل والأحداث التاريخة والوثائق حبيسة الأدراج وصناديق وكالات الإستخبارات السرية، بعضها كشف عن جوانب جديدة لثوار إيران فى ستينات القرن الماضى.

 

عودة الخمينى ورحيل الشاه
عودة الخمينى ورحيل الشاه

 

ولم يكن يعلم الشاه الذى فر من بلاده، بخطوات متثاقلة ترفقه زوجته فرح ديبا، إلى طائرته الخاصة التى تقله للمرة الأخيرة من وطنه، أن الكثير من الأسرار والمفاجآت يحملها له التاريخ، ولم يكن يتوقع أن تحط طائرته فى نهاية رحلته الطويلة فى مدينة القاهرة ويستقبله الرئيس الراحل أنور السادات، الشئ نفسه فى طهران عندما وصل الخمينى يحاوطه المئات من أنصاره ويلحق به من الخلف رجاله المعممين، فقد احتفظ لنا التاريخ بالعديد من الأسرار الكامنين خلف هذان المشهدان.

 

متظاهرون إيرانيون يحملون صورة الإمام الخمينى فى تظاهرة بطهران ضد الشاه يناير 1979
متظاهرون إيرانيون يحملون صورة الإمام الخمينى فى تظاهرة بطهران ضد الشاه يناير 1979

 

أسرار الفرقة "إيران 918" للانقلاب على الشاه

وبين هذا وذاك، تكمن روايات تاريخية ووثائق شهدت على هذا العصر أفرجت عنها وكالة الإستخبارات الأمريكية فى العام 2014، ونشرت هيئة الإذاعة البريطانية BBC وثائق تاريخية لأول مرة، تكشف عن الفرقة " إيران 918" فى الجيش الملكى الشاهنشاهى، التى كانت على اتصال بشكل سرى بإدارة الرئيس الأمريكى جون كينيدى الرئيس الـ35 للولايات المتحدة والتى تولى المنصب من(1961 حتى اغتياله في 22 نوفمبر 1963)، حينذاك كانت علاقته بالشاه محمد رضا بهلوى باردة ومليئة بالتوتر، وكانت تخشى إدارته أن يدر الشاه بظهره إلى واشنطن ويتجه نحو السوفييت الذين كانوا مصدر تهديدا للمصالح الأمريكية فى العالم.

 

وثائق الاستبخارات الأمريكية حول فريق 918
وثائق الاستبخارات الأمريكية حول فريق 918

 

فى صيف عام 1962، تشير إحدى وثائق الاستخبارات الأمريكة، إلى أن فرقة " إيران 918" كانت على تواصل دائم وعقد لقاءات بواحد من الملحقين العسكريين فى السفارة الأمريكية بطهران، العقيد "كار بوستون"، وكانوا يناقشون التجهيز لإنقلاب عسكرى داخل الجيش ضد الشاه، وبحسب الوثائق قال ممثل عن الفرقة لمسئول السفارة الأمريكية أن مخطط الانقلاب سيتم بالتزامن مع التطورات السياسية فى بلاده، وقال أن عدد أنصار الفرقة 918 بدأ يرتفع فى الداخل والخارج، وفى الوقت نفسه عرض مقربين من كنيدى خطة واضحة لانتقال السلطة فى إيران وعزل الشاه، ومنح الحكم لمجلس مكون من سياسيين إيرانيين "محل ثقة لدى واشنطن"، لكن خطتهم لم تلقى تأييد وكالة الاستخبارات الأمريكية، وكانت يسيطر الحزب الجمهورى على الإدارة آنذاك، وكانوا لا يرون شخص بديل يمكن الثقة فيه بعد الاطاحة بالشاه، لذا فضلوا مجبرين الابقاء عليه ودعمه.

 

جون كينيدى وزيارة شاه ايران إلى الولايات المتحدة أبريل 1962
جون كينيدى وزيارة شاه ايران إلى الولايات المتحدة أبريل 1962

 

ووفقا لإحدى وثائق الأرشيف الوطني الأمريكى، التى نقلتهاBBC ، أن كنيدى كان ينتوى إحداث انقلاب ضد الشاه فى حال تنفيذ الشاه تهديداته والتوجه إلى السوفييت، وقرر أن يمد يد الصداقة والتفاهم إليه، لكن فى الوقت نفسه يقوم باتصالات بين الزعماء المعتدلين فى الجبهة الوطنية والشخصيات العسكرية الموثوق فيها والمناهضة للشيوعية، وكان يرغب كيندى فى اصلاحات داخل إيران للحيلولة دون قيام انقلاب شيوعى، لكنه هو وإدارته توصلوا إلى الابقاء عليه، لكن مع العمل على التحريض ضده.أثناء ذلك كانت فرقة "إيران 918" تنتظر الضوء الأخضر الأمريكى للتحرك، لكن بحسب BBC فان ردود أفعال الإدارة الأمريكية آنذاك لا تزال حتى وقتنا هذا حبيس صناديق أسرار الاستخبارات الأمريكية.

 

الخمينى وكيندى
الخمينى وكيندى

 

 

الخمينى يراسل "كيندى" ويطمئنه على مصالح بلاده

إحدى الوثائق الأخرى التى نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية بعد أن أفرجت عنها الـ CIA كانت مراسلات بين مؤسس الجمهورية فى إيران وإدارة جون كيندى، ووفقا للوثائق، راسل الخمينى قبل أن يحظى بشهرة واسعة، وباعتباره أحد رجال الدين المناهضين لحكم الشاه رسالة إلى الإدارة الأمريكية، بعد أن أمضى أشهر فى سجون الشاه، بسبب خطبة أساء فيها له، واعتبره أداة فى يد إسرائيل، وبينما كان فى محبسه بمنطقة قيطرية بطهران عام 1963، وبحسب بى بى سى، أشار الخمينى فى رسالته إلى كينيدى إلى عدم إساءة تفسير تهجمه اللفظى على الولايات المتحدة لأنه يؤيد مصالح أمريكا فى إيران، وشدد على أنه لا يعارض المصالح الأمريكية فحسب بل يراها ضرورية لإحداث توازن مع المصالح السوفيتية فى بلاده.

 

الخميني لا يعارض المصالح الأمريكية فى المنطقة
الخميني لا يعارض المصالح الأمريكية فى المنطقة

 

 

ضابط المخابرات المصرية الأقوى يكشف جوانب جديدة لثورة الخمينى

وفى الحقبة نفسها، كشف ما رجل الرئيس الراحل عبدالناصر القوى "فتحى الديب" وكان أحد ابرز مؤسسى جهاز المخابرات العامة المصرية، ومهندس علاقات ثورة 23 يوليو 1952 وسفير مصر فى سويسرا فى عام 1962، تولى مهام الاتصال بحركات المقاومة الإيرانية، التى استنجدت بمصر بعد ثورة 23 يوليو، لدعم قدرتهم النضالية وإمدادهم بكل الإمكانات للثورة على الشاه، ودون الديب قبل أن يرحل فى عام 2003 فى كتابه "عبد الناصر وثورة إيران"، التفاصيل الكاملة لعلاقة حركة التحرير الإيرانية بعبد الناصر، وايمانهم بفكرة التحرر من النظم المستبدة، متخذين منثورة 23 يوليو نموذجا للثورة على استبداد الأنظمة الملكية.

 

وشرح الديب فى كتابه، لقاءاته مع عناصر المقاومة الإيرانية التى كلف بها من عبد الناصر، وأن ابراهيم يزدى الذى كان يقود حركة تحرير إيران (وأول وزير خارجية بعد الثورة) كشف له ركائز نظامهم الجديد بعد اسقاط الشاه، وهى إعلان الجمهورية الايرانية، وتطبيق نظام اشتراكى يتماشى مع الاسلام وتقوم عقيدتهم الاشتراكية على اسس اشتراكية الجمهورية العربية المتحدة، والتعاون مع القومية العربية كواقع ملموس. وكان الخمينى من بين رجال الدين المتعاونين مع حركة الحرية الحرية الايرانية فى عام 1964.. وقال الديب أن الخمينى بادر الخمينى فور وصوله إلى أرض طهران من ملجئة بفرنسا بالإعلان لأبناء شعبه أنه كان على اتصال مباشر ومستمر بالرئيس جمال عبد الناصر والذى لم يتردد فى دعم وتقديم كل احتياجات الثورة الايرانية، وذلك قبل أن تسيطر عليها القوى الدينية فى 1979.

 

 

إبراهيم يزدى قائد حركة التحرر الإيرانية وأول وزير خارجية لإيران بعد الثورة
إبراهيم يزدى قائد حركة التحرر الإيرانية وأول وزير خارجية لإيران بعد الثورة

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة