شحات عثمان يكتب: قصور الثقافة وإيقاظ الأفكار الخامدة

الأحد، 11 فبراير 2018 12:00 ص
شحات عثمان يكتب: قصور الثقافة وإيقاظ الأفكار الخامدة هيئة قصور الثقافة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كل مهنة وموهبة بشرية تنضوى تحت كيان من الكيانات المنظمة بقوانين ولوائح وتخضع لوزارة من الوزرات التى تقوم الدول بتأسيسها لخدمة المواطنين لتكون وسيلة ربط بين الدولة والأفراد كالمحاماة، الطب، الصيدلة، الهندسة، التعليم، الفنون... الخ .

هذه الكيانات من المفترض أن تكون الوسيلة الناجعة فى الحفاظ على حقوق الأفراد المنتسبين لها وكذلك حقوق الدولة فى المتابعة والإشراف  وهو حق أصيل لا غنى عنه للطرفين وقد كفلته كافة الدساتير فى العالم .

والمقال يتناول هيئة قصور الثقافة بأعتبارها المتنفس الشرعى للمواهب والقدرات العقلية الإبداعية لدى جموع الأفراد، ولو نظرنا بالعين المجردة الى حال قصور الثقافة فى المجتمع نجد أن الغالبية العظمى من القصور الثقافية من المفترض أن تقوم بنشر الإبداعات وعقد الندوات والمؤتمرات والتوعية وإطلاق القدرات والمواهب ونشر المخطوطات والبروشورات التى تساعد فى زيادة الوعى والنمو العقلى لدى شرائح المجتمع المختلفة وصولا إلى مجتمع واعٍ ومدرك لما يحيط به من مخاطر وما يتفشى فيه من أخلاقيات وظواهر دخيلة تم تصديرها له بحكم العولمة الحديثة وانتشار ثقافات الإنترنت التى أصبحت كالنار فى الهشيم وتأكل الأخضر واليابس من فلذات الأكباد وحتى كبار السن بسمومها التى لا ترياق لها ولا مصل علاجى نافع .

قصور الثقافة أصبحت مجرد أطلال ومبانى تشققت جدرانها بعد تشقق عقول بعض القائمين عليها وأصبح الأمر مجرد صرف رواتب وحوافز والتوقيع فى سجل الحضور والأنصراف وحتى فى الأماكن المتشققه أصبحت غير مقبوله وبعض قصور الثقافة خاوية على عروشها وهو الأمر الغريب الذى يستوجب الدهشة،  مما لا شك فيه أن بعض قصور الثقافة حالها حال المعارض التى من المفترض أن تكون وسيلة جذب لشرائح المجتمع لرؤية آخر الإبداعات وعصائر الأدمغة الخلاقة المبدعة فقد رأينا ما حدث من تساقط  أمطار على خيام  تقوم بنشر تلك الكتب وتلف الآلاف من الكتب مما ترتب على أثره استقالة رئيس اتحاد الناشرين وجميع ما تم ذكره موثق ومعروف.

أن قصور الثقافة تحتاج إلى أعادة هيكلة وإيقاظ الأفكار الخامدة والخروج بفعالياتها الى مختلف الشرائح فى المجتمع لتغيير الأفكار السلبية وشحذ الهمم والعقول للتطوير والنضج والتخلص من رواسب الجهل والتعصب الأعمى للتقاليد الراسخة .

قصور الثقافة فى المجتمعات الصعيدية والريفية ستظل شاهد على النتائج التى يتم رؤيتها فى مجتمعاتنا وبقدر طمس هويتها ودورها بقدر الجهل المتفشى فى المجتمع الريفى واستمرار انتشار العصبيات والقبليات وعادات الثأر وغيرها الكثير والكثير،  وبالمقابل إن قامت تلك القصور بدورها وكان لها تأثير فى المجتمع سيكون المردود إيجابى وستظهر نتائجة فى سلوكيات وضمائر شرائح المجتمع .










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة