أُعلن اليوم في حفل ختام معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورتة ال49 عن فوز كتابين للعربي للنشر والتوزيع بجائزة افضل كتاب؛ في مجال السياسة "بوكو حرام: من الجماعة إلى الولاية" للدكتور محمد عبد الكريم أحمد، وفي مجال تكنولوجيا المعلومات كتاب "القوة الإلكترونية: كيف يمكن أن تدير الدولة شؤونها في عصر الإنترنت" لإيهاب خليفة مناصفة.
وقد سلمت الجائزة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة والدكتور هيثم الحاج على رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب.
هذا ويدور كتاب "بوكو حرام: من الجماعة إلى الولاية" حول دراسة الحالة النيجيرية بكل تناقضاتها، ويشرح كيف يمكن استغلال هذه الدراسة لفهم واقع الدولة الأفريقية في مرحلة ما بعد الاستقرار.
كما يطرح الكتاب سؤالا مهما هو: لماذا يعاني الأفارقة من الفقر والبطالة إذا كانت بلدانهم تزخر بالموارد الطبيعية والبشرية الهائلة؟ وبالحديث عن “بوكو حرام”، تلك الجماعة التي تسببت في الكثير من الحوادث والاعتداءات الخطيرة، يقول الكاتب إن القضاء عليها لن يكون سهلا، أو عن طريق استخدام وسائل مكافحة الارهاب التقليدية التي تتبعها السلطات النيجيرية، فالتدهور الاقتصادي والسياسي والأمني الذي تعاني منه البلاد منذ استقلالها عام 1960 أدى إلى حال من السخط انتشرت بين أهالي نيجيريا وتسببت في نوع من عدم الاستقرار.
ينقسم الكتاب إلى ثمانية فصول تناقش النقاط التالية؛ الفصل الأول: نيجيريا: عملاق أفريقيا التائه؟ والفصل الثاني: نشأة “بوكو حرام”، والفصل الثالث: تفكيك أيديولوجيا “بوكو حرام”: ابن الغير لا يمكن اقتراضه، والفصل الرابع: الإرهاب في مواجهة دولة الفساد، والفصل الخامس: تمدد “بوكو حرام” الإقليمي… الجريمة والعقاب، والفصل السادس: الغرب و”بوكو حرام”، والفصل السابع: “بوكو حرام”… “داعش” غرب إفريقيا؟ والفصل الثامن: ما بعد النص… “بوكو حرام” وسيناريو ما بعد بخاري.
ومحمد عبد الكريم أحمد، هو باحث ومحرر في معهد الدراسات المستقبلية في بيروت، حاصل على ليسانس آداب قسم التاريخ؛ جامعة القاهرة، ودرجة الدكتوراه في الفلسفة في الدراسات الأفريقية مِن معهد البحوث والدراسات الأفريقية.
أمَّا "القوة الإلكترونية: كيف يمكن أن تدير الدولة شؤونها في عصر الإنترنت" فيناقش التغيرات التى طرأت على مفهوم القوة بفضل الإنترنت، وكيفَ ظهرت القوة الإلكترونية، وكذلك عناصر القوة الإلكترونية خاصة الأمريكية من حيث المصالح والتهديدات فى الفضاء الإلكترونى والاستراتيجيات المتبعة للتعامل معها، وأيضًا تطبيقات لاستخدام القوة الإلكترونية -تحديدًا الأمريكية– سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو عسكرية بهدف تحقيق التفوق وممارسة النفوذ فى العَلاقات الدولية.
ويَتطرق الكتاب إلى تسليط الضوء على الفواعل فى مجال الفضاء الإلكترونى تحديدًا قراصنة المعلومات أو الهاكرز، من حيث أنواعهم ومَهاراتهم وقدراتهم، إذ يُعطى نماذج عملية على قيام دول مثل الولايات المتحدة والصين وإسرائيل وروسيا بإنشاء جيوش من هؤلاء القراصنة للقيام بإدارة الحروب عبر الفضاء الإلكتروني.
ويَتناول الكتاب إشكالية "التسريبات" التى أصبحت سمة أساسية فى عصر الإنترنت، مثل تسريبات الويكيليكس وتسريبات أدورد سنودن، التى أثرت بقوة فى عَلاقة الولايات المتحدة الأمريكية مع غيرها من الدول، بما فى حلفائها مثل ألمانيا وفرنسا التى كشفت الترسيبات عن تجسس الولايات المتحدة عليها وعلى رؤسائها.
وفى النهاية، يَقترح الكاتبُ عددًا من المعايير التى يُمكن الاستناد إليها للحكم عما إذا كانت دولة ما تتمتع بقدرات إلكترونية متقدمة أم لا، من خلال النظر على عدة متغيرات رئيسية أبرزها:
نظام تعليمى مُتقدم، يَبدأ من مرحلة الطفولة، يدعم الابتكار ويُدرس مجالات البرمجة والذكاء الاصطناعي، وأيضًا خُطة استراتيجية خاصة برؤية الدولة لتعظيم قدرتها الإلكترونية تُحدد فيها أهدافها الاستراتيجية، وكذلك بنية تحتية سيبرية Cyber Infrastructure، تقدم خدماتها بصورة إلكترونية للجمهور، والتأكد من سلامة إجراءات التأمين المُتبعة للحد من الهجمات الإلكترونية، و توفير عناصر بشرية متدربة وموثوق فى ولائها وقادرة على استخدام التكنولوجيا الحديثة، و وجود جهة مختصة بالدفاع عن الشبكة الإلكترونية للدولة تكون تابعة للقوات المسلحة، وتتعاون مع الجهات الشرطية المختصة بالتحقيق فى الجرائم الإلكترونية، وقدرة الدولة على إنتاج وتطوير أسلحة إلكترونية تُمكن الدولة من تحقيق أهدافها فى الفضاء الإلكتروني، وقدرة الدولة على إدارة عمليات إلكترونية تشمل مهاجمة شبكات الحاسب الآلى إذا دعت الحاجة إلى ذلك، والدفاع عن شبكاتها الخاصة، واستطلاع الشبكات الأخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة