سما رامى الفتاة ذات الـ16 عاما، أحدثت تغييرا فى الكتب الدراسية التى يتعلم منها جيل خلف الآخر دون الشكوى من كلمة "البله المنغولى"، هذه الكلمة التى توصف بها متلازمة داون، لكن لا أحد يهتم أو ربما فهموها كذلك ولا يعلموا أن مصابى متلازمة داون هم فقط أقل فى معدل الذكاء وذوى احتياجات خاصة لكنهم ليسوا ببلهاء كما يوصفهم الكتاب الدراسى.
لم تسكت "سما" على هذا الوصف أبدا وهو ما حول مسار الأمور بعد مخاطبتها لوزير التعليم العالى على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، واستجابت الوزارة بتغيير المناهج من العام الجديد لإزالة هذه الكلمة العنصرية، لعل قصة سما أصبحت محل جدل وسائل الإعلام الأيام الأخيرة لكن ماذا عن خلفية سما وحياتها اليومية قبل أن تخاطب وزير التعليم وتصبح معروفة إعلاميا.
المنهج لم يكن مشكلتها الوحيدة فى التعليم
سما التى تم تلقيبها بأيقونة تغيير المناهج، ولدت بمتلازمة داون، لكنها اندمجت فى الحياة الطبيعية منذ كونها طفلة فى المدرسة، حيث التحقت بمدرسة عادية غير مخصصة لذوى الاحتياجات الخاصة، وتعلمت بين الأصحاء دون أى فرق، وتمكنت من تحصيل مناهجها، إلى أن وصلت حاليا للصف الثانى الثانوى.
لكنها حتى تتمكن من ذلك تأسست جيدا من خلال الالتحاق بحضانة عادية، فكانت بداية مرحلة الاندماج مع الطفلة قبل المدرسة، وعندما قررت والدتها إلحاقها بمدرسة طبيعية قابلت الكثير من المشكلات فلم يكن الأمر سهلا، خاصة مع التجاهل واعتراض أولياء الأمور، وحاولت بكل الطرق أن تقنعهم أن ابنتها لن تؤذى أحدًا ويجب أن يتاح لها الفرصة أن تثبت أنها تستطيع العيش فى وسطهم وهى فى الأساس متصالحة جدًا مع نفسها إلا أن مدير المدرسة حذرها بأنه مع أول شكوى لولى أمر سيتم طرد الطفلة.
جراحة قلب مفتوح دون علم أهلها
تعرضت الفتاة من صغرها للاضطهاد بعيدا عن الدراسة، فقد خضعت سما رامى فى بداية حياتها لعملية قلب مفتوح دون علم أهلها وهى فى الشهر الثالث بسبب ثقب ولدت به، فلم يقل لهم الطبيب المتابع أنه سيجرى العملية من الأساس وعندما سألته والدتها قال مبررًا إنه لا يهم أن تعيش أو تموت وأنها لن تخسر شيئا حال عدم متابعتها.
سما تمارس السباحة وتحب الغناء
بخطوات واثقة، ساعدتها والدتها أن تمارس هواياتها من تعلم السباحة وممارستها بمهارة عالية، وكذلك أحبت الموسيقى بشكل خاص فعشقت الغناء وكذلك الرقص، وتمرنت فى المراكز الفنية على الأغانى والسير على ألحانها المميزة، واشتركت فى الملتقى الأول لأولادنا، حيث قدمت أغنية الافتتاح ضمن فريق مكون من أصدقائها من أبناء متلازمة داون "إحنا بنحب الوجود" وذلك بتواجد 28 دولة عربية مشاركين لذوى الاحتياجات الخاصة.
كما تهتم سما بوزنها جيدا وقد فقدت الكثير من الكيلوجرامات مؤخرا لتحصل على جسد أكثر صحة ومرونة لمساعدتها على أداء رقصاتها الاستعراضية التى تحبها، فقد التزمت بنظام غذائى صحى اختارته بنفسها من البحث على شبكة الإنترنت، وساعدتها والدتها لتناوله محققة رغبتها فى خسارة الوزن.
وكانت قد رصدت كاميرا "اليوم السابع" جانب من حياة سما وهواياتها واستمتاعها بهذه الأنشطة فى الفيديو التالى:
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة