"مفيش علاقات جنسية فى الجنة، بالمعنى المعروف لدينا، والجنة منزهة عن العلاقات الجنسية الموجودة فى الدنيا"، هكذا قال الداعية خالد الجندى، خلال إحدى حلقات برنامجه التليفزيونى، ليدحض بهذا الرأى فكرة حور العين، والزواج فى الجنة، ووجود العلاقات الجنسية التى يتبناها بعض الآراء الفقهية، خاصة أصحاب الفكر المتشدد لجذب الشباب إلى صفوفهم.
واستكمل "الجندى": "لا تقيس العلاقات الجنسية على البشر وتنتظر أن تكون فى الآخرة، لأن كل شخص لذته قد تختلف عن الآخر، وفى الآخرة لن تكون هناك عاطفة، مستشهدًا بآية: "يوم يفر المرء من أبيه".
حديث الداعية خالد الجندى واجه اختلافات عدة، وتأييدات عديدة، لكن فى النهاية، هى أمور غيبية ربما لا يعلمها إلا الله وحده، وما دون ذلك فهى اجتهادات يسأل عنها أصحابها.
الرأى سالف الذكر، فيما يخص العلاقات الجنسية فى الجنة، بالطبع هو يخص الفقه والشريعة الإسلامية، لكن ماذا عن الأديان الإبراهيمية الأخرى (المسيحية) و(اليهودية)، هل ذكر فيها زواج أو وجود علاقات جنسية، وهل كان هناك ذكر لما ما يشبه "حور العين" فى الإسلام؟
اليهودية
بحسب العديد من التقرير المنسوبة لمواقع عبرية، فإن اختلاف كبير يظهر بين حكماء التلمود حول طبيعة الجنة، ومكانها وما يوجد بها من لذات، ويذكر كتاب "التلمود تاريخه وتعاليمه" لمؤلفه ظفر الإسلام خان، قول أحد الحاخامات "الجنة ليست مثل هذه الأرض، لأنه لا أكل فيها، ولا شرب، ولا زواج، ولا تناسل، ولا تجارة، ولا حقد، ولا ضغينة، ولا حسد بين النفوس، بل الصالح سوف يجلس وعلى رأسه تاج، ويستمتع برونق السكينة".
وبحسب ما نسب للحاخام اليهودى البارز، سعيد بن يوسف أبو يعقوب الفيومى، أحد أشهر فلاسفة اليهود فى القرون الوسطى، قال: قالوا لنا، أى الآباء، أن دار الآخرة إنما الحياة فيها بالنور، وليس ذلك طعام ولا شراب ولا غشيان ولا تناسيل ولا شراء ولا بيع ولا سائر الأمور التى فى الدنيا، وإنما ثواب من نور الخالق" كما ورد فى موقع موسوعة المقاتل المعلوماتية.
المسيحية
المسيحية بالتأكيد لا تختلف فى كثير من أحكامها عن اليهودية، نظرا لأن الكتاب المقدس يضم كتاب اليهود التوراه، وكتاب المسيحية "الإنجيل"، وفيما يخص وجود زواج فى الجنة، يأتى ما ذكر فى "إنجيل متى – الإصحاح 22" ما يقول: " 24 قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ، قَالَ مُوسَى: إِنْ مَاتَ أَحَدٌ وَلَيْسَ لَهُ أَوْلاَدٌ، يَتَزَوَّجْ أَخُوهُ بِامْرَأَتِهِ وَيُقِمْ نَسْلاً لأَخِيهِ. 25 فَكَانَ عِنْدَنَا سَبْعَةُ إِخْوَةٍ، وَتَزَوَّجَ الأَوَّلُ وَمَاتَ. وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ نَسْلٌ تَرَكَ امْرَأَتَهُ لأَخِيهِ. 26 وَكَذلِكَ الثَّانِي وَالثَّالِثُ إِلَى السَّبْعَةِ. 27 وَآخِرَ الْكُلِّ مَاتَتِ الْمَرْأَةُ أَيْضًا. 28 فَفِي الْقِيَامَةِ لِمَنْ مِنَ السَّبْعَةِ تَكُونُ زَوْجَةً؟ فَإِنَّهَا كَانَتْ لِلْجَمِيعِ!»، 29 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «تَضِلُّونَ إِذْ لاَ تَعْرِفُونَ الْكُتُبَ وَلاَ قُوَّةَ اللهِ. 30 لأَنَّهُمْ فِي الْقِيَامَةِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يَتَزَوَّجُونَ، بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةِ اللهِ فِي السَّمَاءِ"، وهو ما يتنافى معه أى وجود للزواج أو الجنس فى الجنة.
إنجيل متى إصحاح 19 الآيات "28-30"، فيه ما يفسره البعض على إنه يمثل وجود للجنس والزواج فى الجنة بالكتاب المقدس، حيث يقول: "وكل من ترك بيوتًا أو اِخوة أو أخوات أو أبًا أو أمّا أو امرأة أولادًا أو حقولاً من أجل اسمي، يأخذ مائة ضعف، ويرث الحياة الأبديّة. ولكن كثيرون أوَّلون يكونون آخرين، وآخرون أوَّلين"، لكن تفسير تلك الآيات الإنجيلية، بحسب ما يذكر موقع "كنيسة القديسة العذراء مريم بأرض الجولف" فأن ذلك لا يمثل أى وجود لتعويض الرجل بنساء أو ما يمثل وجود علاقات زوجية بالنعيم الإلهى، مفسرا بأن الله يهب المؤمن في هذه الحياة مائة ضعف مقابل ما تركه من أجل المسيح، بجانب الحياة الأبديّة، فالراهب الذي يرفض الزواج يُحرَم من وجود زوجة وأولاد له، فإذا به في حياته الرهبانيّة يتقبّل سلامًا فائقًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة