محمد عبوده يكتب : فقر وعزة نفس‎

الجمعة، 07 ديسمبر 2018 05:00 م
محمد عبوده يكتب : فقر وعزة نفس‎ امرأة تبيع المناديل في الشارع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عجوز فى الستين  من عمرها تقف فى شارع جانبي هو ذلك الشارع الذي أمر به كل يوم لأعبره حتي أصل إلي عملي..أمامها ذلك القفص الذي تضع عليه مناديل ورقية مررت لاشتري منها كما تعودت فأخذت كيسا وأعطيتها  بعض المال فرفضت ان تأخذه وأخذت ثمن الكيس فقط وردت الباقي حاولت ان أعطيها كل المال ولكنها رفضت وبشدة ودعت لي بالستر فتأملت مناديلها وحسبت قيمة ما تقوم ببيعه فوجدته لا يتجاوز ثمن علبة من السجائر ،  ياله من فقر وعزة نفس.

 

ووسط زحامٍ شديد تنتظر الأتوبيس الذى تستقله كل يوم فى طريقها إلى بيتها ,وفى كل يوم كان الانتظار يطول لكنها لم تيأس تظل منتظرة قدوم الأتوبيس , وعندما وصل الأتوبيس بدأ الناس فى التدافع نحو الأتوبيس الذى كان مكتظاً بالناس ,وبعد عناء شديد صعدت السيدة العجوز الأتوبيس وقد ظهر على وجهها الكد والتعب.

 

كانت تحمل فى يدها أكياس بلاستيكية بها بعض الأطعمة والمستلزمات البسيطة التى تحضرها لأولادها الصغار الذين يُتموا  منذ عشرين سنة  وطوال الطريق كانت السيدة تتمتم بكلمات غير واضحة فهى تبدو مستاءة عن تأخرها عن أولادها الصغار الذين يعانون من الفقر والجوع ,وتستعجل السائق الوصول قائلة :(بسرعة والنبى ياأسطى ربنا يستر طريقك), ورغم أن هذه السيدة قد اعتادت على ذلك إلا أن هذه المرة كانت تشعر أن شيئا ما سيحدث , و بدأ القلق والاضطراب يرتسم وجهها العبوث البائس خوفا على أطفالها , ومابين الازدحام الشديد والقلق والاضطراب بدأت العجوز ينتابها اليأس وتفقد الأمل فى الوصول حتى إذا ما وصلت بيتها الصغير المتواضع ودخلت البيت.

حدثت المفاجأة

لم تجد السيدة البيت  إلا أطلالا فقد تحول البيت الصغير إلى ركام من التراب تذروه الرياح فصرخت صرخةً شديدة وأخذت تبكى ليس حزناً على بيتها الصغير بل على أطفالها الصغار الذين لٌطخت دمائهم بتراب مأواهم , أما هى فمازالت جراحها تنزف حزنا على موت أبنائها بعد هدم ديارها وهى مُشردة تبحث عن وطنٍ يأويها .







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة