كشف تقرير صادر عن الوكالة الإقليمية للاستثمار التابعة لمنظمة السوق المشتركة لدول شرق وجنوب أفريقيا (الكوميسا) عن أن اجمالى استثمارات الشركات المصرية فى دول منطقة الكوميسا، البالغ عددها 21 دولة، بلغت نحو 4.4 مليار دولار، وتركزت فى 8 دول من دول المنظمة.
وأوضح التقرير الصادر تحت عنوان "من مصر إلى الكوميسا"، وحصلت وكالة أنباء الشرق الأوسط على نسخة منه، إن هذه الاستثمارات، التى تم رصدها، بين عامى 2003 و2018 جاءت من خلال 38 مشروعا وفرت أكثر من 11750 فرصة عمل.
وأشار التقرير إلى أن قطاع العقارات، الذى استحوذ على أكثر من 40% من جملة الاستثمارات؛ بما يعادل 73.1 مليار دولار تلاه قطاع التشييد والبناء والمقاولات بنسبة 21 فى المائة وقيمة بلغت 956 مليون دولار، وفى المرتبة الثالثة قطاع الادوية بنسبة 13 فى المائة.
وبين التقرير أن قطاع المعادن جاء فى المرتبة الرابعة بنسبة 6 فى المائة بقيمة استثمارات بلغت 272 مليون دولار؛ ثم قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بقيمة 84 مليون دولار تلاه قطاع الخدمات المالية ب 77 مليون دولار، وقطاع الأغذية والتبغ 67 مليون دولار.
وأشار التقرير إلى أن الشركات المصرية استثمرت خلال العام الحالى 2018 نحو 876 مليون دولار فى مشروعات داخل دول منطقة الكوميسا من خلال مشروعين؛ بينما كانت ذروة استثمارات الشركات المصرية فى دول الكوميسا خلال عام 2015 الذى شهد إقامة 6 مشروعات باستثمارات 29.1 مليار دولار، وبلغت الاستثمارات المصرية فى تلك الدول خلال العام 2016 نحو 880 مليون دولار من خلال مشروعين؛ بينما هبطت بشكل كبير العام الماضى 2017 لتصل إلى 30 مليون دولار فقط.
وبلغت استثمارات الشركات المصرية، فى دول منطقة الكوميسا، أدنى مستوياتها خلال الفترة عام 2012 بقيمة استثمارات بلغت 9 ملايين دولار فقط؛ بينما بلغت قيمتها عام 2010 نحو 545 مليون دولار وعام 2011 بلغت 11 مليون دولار.
من جهتها توقعت تشيلشى مبوندو سكرتير عام تجمع السوق المشتركة لدول شرق وجنوب إفريقيا (الكوميسا) أن يرتفع حجم الناتج المحلى الإجمالى لاقتصادات الدول الإفريقية من تريليونى دولار حاليا إلى نحو 29 تريليون دولار بحلول عام 2050، وهو ما يعادل الناتج المحلى الإجمالى الحالى للاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية مجتمعين.
وقالت مبوندو- فى تصريحات لها نقلتها مجلة " افريكان بيزنس" أحد أكبر المجلات الاقتصادية فى إفريقيا وأوسعها انتشارا بمناسبة استضافة مدينة شرم الشيخ منتدى إفريقيا 2018- أن هذه النظرة المتفائلة للقارة الإفريقية يدعمها التطورات الهامة فى ملف التكامل الاقتصادى الإقليمى، الذى ظل على رأسه السوق المشتركة لشرق أفريقيا والجنوب الأفريقى (الكوميسا) منذ فترة طويلة.
وأضافت أن منطقة الكوميسا تشكل نحو ثلث أفريقيا فى المجالات الجغرافية والاقتصادية والديموغرافية، وقد لعبت دورا هاما فى تعريف المستوى القارى والبرامج الإقليمية الأخرى، خاصة فى مجالات تيسير التجارة وتحرير الحواجز غير الجمركية.
وأشارت إلى أن الاستراتيجية الرئيسية للكوميسا يمكن تلخيصها فى تحقيق الازدهار الاقتصادى من خلال التكامل الإقليمى وهو بدوره يأتى من خلال خلق وحدة اقتصادية وتجارية كبيرة يمكنها التغلب على الحواجز التى تواجهها الدول بمفردها، وإنشاء مجتمع اقتصادى إقليمى متكامل قادر على المنافسة دوليا وعلى خلق ازدهار اقتصادى ومستويات معيشة مرتفعة لشعبه بجانب استقرار سياسى واجتماعي.
وأوضحت أن مهمة الكوميسا تتمثل فى تحقيق تقدم اقتصادى واجتماعى مستدام فى الدول الأعضاء من خلال زيادة التعاون والتكامل فى جميع مجالات التنموية، خاصة فى التجارة والجمارك والشؤون النقدية والنقل والاتصالات والمعلومات والتكنولوجيا والصناعة والطاقة والجندر والزراعة والبيئة، والموارد الطبيعية.
وأكدت سكرتير عام الكوميسا أن هدف المنظمة أيضا يشمل التغلب على القيود المفروضة على التجارة الإقليمية وإزالة الحواجز غير الجمركية والقيود الأخرى وتطوير البنية التحتية والتعجيل فى تنويع الاقتصادات.
يذكر أن تجمع السوق المشتركة لدول شرق وجنوب إفريقيا تأسس عام 1993 ويقع مقرها بمدينة لوساكا الزامبية، وتضم فى حاليا 21 دولة هى بورندى، جزر القمر، الكونغو، جيبوتى، ارتيريا، إسواتينى، إثيوبيا، كينيا، مدغشقر، ملاوى، موريشيوس، رواندا، سيشل، الصومال، السودان، تونس، أوغندا، زامبيا، زيمبابوى، زامبيا ومصر.
وتستضيف مدينة شرم الشيخ يومى 8 و9 ديسمبر الجارى فعاليات النسخة الثالثة من منتدى إفريقيا تحت عنوان "إفريقيا 2018" بمشاركة أكثر من 3 آلاف شخصية بينهم نحو 10 زعماء وقادة ورؤساء أفارقة. ويعقد المنتدى الذى تنظمه وزارة الاستثمار تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة