كيف تنقذ حيوانات التجارب الإنسان من فتك الأمراض؟.. "اليوم السابع" يكشف كواليس الأبحاث الطبية واختيار فئران المعامل الديدان والأسماك أغرب الأنواع المستخدمة.. والخيل والكلاب والقرود والفئران أكثرها

الإثنين، 03 ديسمبر 2018 01:30 ص
كيف تنقذ حيوانات التجارب الإنسان من فتك الأمراض؟.. "اليوم السابع" يكشف كواليس الأبحاث الطبية واختيار فئران المعامل الديدان والأسماك أغرب الأنواع المستخدمة.. والخيل والكلاب والقرود والفئران أكثرها كيف تنقذ حيوانات التجارب الإنسان من فتك الأمراض؟
كتبت آية دعبس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مع استمرار التطور الطبى، وظهور أمراض جديدة مقاومة للأدوية فى القعود الأخيرة، كان الاتجاه للبحث العلمى أمرا أساسيا، وانتشار أمراض مثل السرطانات المتعددة التى تودى بحياة الكثيرين دون حلول فعالة تماماً لها، واعتمدت بشكل كامل تقريبا تلك الأبحاث والتجارب على الحيوانات، على أمل الوصول إلى علاج أو نتائج علمية تساهم فى إنقاذ حياة الإنسان.

 

رفاهية كبيرة يعيش بها الحيوان حين يتم اختياره، ليتم إجراء البحث العلمى عليه، فقد تكون تلك آخر أيام له فى حياته كاملة، حيث يصبح له حق فى السكن، الطعام، الجنس، وغيرها من الحقوق، يلتزم الباحثون بتوفيرها لحيوانهم، ذلك العالم المثير الخاص بحيوانات التجارب، يكشف تفاصيله "اليوم السابع"، كل من: الدكتور فتحى فاروق محمد استاذ التغذية الإكلنيكية، عميد كلية الطب البيطرى جامعة القاهرة السابق، وعضو لجنة أخلاقيات استخدام الحيوان فى التعليم وتجارب الطب البيطرى، والدكتورة ميرفت محمود كامل، استاذ سلوكيات ورعاية الحيوان، كلية الطب البيطرى جامعة القاهرة، والدكتور خالد العامرى نقيب البيطريين، عميد كلية الطب البيطرى بجامعة القاهرة.

 

* إنفو جراف.. إنجازات تم تحقيقها من خلال التجارب على الحيوانات على مدار التاريخ

 

 1796 تم تطوير لقاح الجديرى المائى، حيث تم تجريبه على البقر

 

 1881 تطوير لقاح الحمى الفحمية القاتلة على الأغنام

 

 1885 لقاح السعار تم تطويره على الكلاب والأرانب

 

 1902 اكتشاف دورة حياة الملاريا فى الحمام 

 

1905 اكتشاف طريقة الإصابة بالمرض فى الأبقار والأغنام

 

1919 التوصل إلى آليات عمل جهاز المناعة فى الخيل والأرانب

 

1921 اكتشاف الأنسولين لمرضى السكر تم تجربته على الكلاب والسمك

 

 1928 تم اكتشاف دورة حياة التيفود فى الخنزير والفأر

1929تم التعرف على تأثير الفيتامينات على نمو أنواع من الأعصاب فى الفراخ

 

1932 التعرف على وظيفة الأطراف العصبية، فى القطط والكلاب، واكتشاف حقن RH فى القرود

1943 تم اكتشاف فيتامين K المسئول عن التجلط فى الفئران والفراخ

 

1954 لقاح شلل الأطفال فى الفئران الصغيرة والقرود

1956 أول عملية قلب مفتوح ووضع جهاز لتنظيم ضربات القلب تم إجرائها على الكلاب

 

1963 عملية ضبط الكوليسترول فى الدم فى الفئران

1975 اكتشاف وجود تفاعل بين الفيروسات المسببة للأورام والمواد الوراثية فى الجسم فى القرود والخيل والفراخ والفئران

 

1982 تم علاج مرض الجزام فى حيوان المدرع

 

1990 نقل الأعضاء، وتم ذلك فى الكلاب والأغنام والأبقار والخنازير

 

1997 اكتشاف سبب جنون البقر فى الهامستر والفأر

 

2002 اكتشاف آلية موت الخلايا فى الديدان

 

حيوانات التجارب يتم استخدامها لإجراء التجارب وفى العملية التعليمية بكليات الطب والعلوم، فى مواد التشريح وغيرها، ويستخدم فى الأبحاث لقياس تأثير بعض الأدوية، ويمكن تجهيز لقاحات وتحصينات أو أمصال، وأيضا دراسة تشريح هذه الحيوانات للإطلاع على الأعضاء الداخلية لها، كما أن أى حيوان يتم إجراء تجارب عليه يسمى حيوان تجارب.

 

 وعلى عكس كل ما يعتقده الكثيرين، حول إجراء التجارب على الفئران فقط، فقد تتنوع حيوانات التجارب حسب نوع التجربة، فقد من الممكن أن يكون الخنازير والأرانب والفئران، والعرس، والهامستر والكلاب والحصان، ويتم اختيار تلك الحيوانات اعتمادا على درجة تشابه الخلايا بينهم وبين الإنسان، من حيث التركيب، وفق بروتوكولات تحدد إجراءات البحوث، حيث يتم إجراء دراسات أولية معملية وفى حال نجاحها يتم على الحيوان.

 

ويشبه الجهاز السمعى لخنزير غينيا، جهاز الإنسان السمعى، ويؤهله ذلك ليصبح حيوان مثالى لكل الأبحاث الخاصة بالأذن والعصب السمعى، أما حيوان الهامستر فهو الحيوان الوحيد الذى يمكن زراعة الخلايا السرطانية فى البنكرياس الخاص به، وذلك نظرا لأن جهاز المناعة الخاص به لا يرفض الخلايا السرطانية، وبالتالى يتم إجراء الأبحاث عليه، وفى عمليات زراعة الأعضاء كانت الكلاب هى أول حيوانات تم إخضاعها لها، وخاصة زراعة الكبد.

 

ولا تخلو تلك التجارب العلمية، من شعور الحيوانات بالألم، لذا فإنه فى عام 1959 تم وضع أساسيات وسائل الأبحاث الإنسانية التى تضمن إجراء التجارب بشكل إنسانى على الحيوان، وسميت بنظام الـ"3R"، والتى تضم مدى إمكانية استبدال الحيوان بشئ أخر، أو تقليل أعداد الحيوانات المستخدمة، أو جعل البحث الذى يتم عليه غير مؤلم، خاصة أن البحث لا يعنى منح الباحث ترخيص لتعذيب الحيوان الذى وقع الاختيار عليه، وتحدد إعداد الحيوانات وفق طبيعة البحث نفسه، وطبقا للتجارب السابقة، وفى حال اكتشاف اللجنة أن الباحث استخدم عددا أقل من الذى تحتاجه التجربة، يتم رفض التجربة كاملة، خاصة أن ذلك قد يعنى أنه سيضيع حيوانات أخرى دون نتائج ملموسة، ويتم متابعة الباحث لمعرفة مدى متابعته للتجربة، وهل درجة الالم للحيوان كبيرة تحتاج إلى تخديره أو لحقنه بمسكنات؟ وكيفية التخلص من الحيوانات بصورة رحيمة، أو أن هناك مرجع أو تجربة سابقة حددت عدد الحيوانات المستخدمة.

 

فى بداية إجراء التجربة، يتم توفير مكان لإيواء الحيوان والذى يختلف وفق نوع الحيوان المستخدم، وهناك جداول تحدد أشكال الأقفاص الخاصة بها إذا كانت حيوانات معامل، أما إذا كانت حيوانات تعيش فى البيئة الطبيعية لها كالبقر والخيول والأغنام، فيتم توفير المنطقة المناسبة أيضا، والذى لابد أن تتوافر به شروط، ترتبط درجة الحرارة والرطوبة، والإضاءة التى تتعرض لها الحيوانات، خاصة أن هناك حيوانات يتسبب الضوضاء فى وفاتها، أو صرع وغضب وقتال، وأخرى الضوضاء لا يؤثر عليها.

 

وتمثل درجات الحرارة، عامل أساسى فى تلك العملية، فمثلا الأرانب لا يمكن وضعها فى درجة حرارة الصيف فى 40 درجة، لابد من وجود جهاز تبريد لتوصيلها من 20 إلى 25 درجة، والقطط والكلاب تناسبها درجة حرارة فى الثلاثينات، هذا بجانب ضرورة أن تعيش جميع الحيوانات فى نسبة رطوبة من 50 إلى 60%، وفى مصر خلال شهرى يوليو وأغسطس تصل درجة الحرارة إلى 40 والرطوبة أحيانا إلى 100%، مما قد يؤدى إلى وفاة بعض الحيوانات، ولا تقل كميات الإضاءة التى يتعرض لها كل حيوان أهمية، عما سبق، بجانب ضرورة توفير المساحات والأقفاص المناسبة، وبالتالى تتوافر له الظروف البيئية السليمة لتؤدى إلى حالة صحية جيدة.

 

وحين تدق ساعة الصفر لإجراء التجربة، يأتى دور التأكد من سلامة الحيوان الجسمانية، وفق قواعد ثابتة، حيث يتم النظر على العينين، ووجود إفرازات من الأنف والفم، من عدمها، والشعر أو غطاء الجسم، إذا كان متساقط فهذا يعنى أن هناك طفيلات خارجية، أو داخلية تؤثر على سلامة الغطاء، وأطراف الأصابع للحيوان، وألا يكون هناك أى علامات لإصابته بالإسهال فى البراز الخاص به، وانضباط معدل التنفس والنبض ودرجات الحرارة.

 

التغذية أحد الحقوق الأساسية للحيوان، أثناء إجراء التجارب عليه، ورغم أهميتها لا يلتفت لها الكثير من الباحثين، فعلى سبيل المثال إذا كانت غذاء الحيوان ينقصه بعض الفيتامينات والأملاح المعدنية فأن ذلك يؤدى إلى تصبيط مناعى، مما يؤثر على نتائج التجربة، فلا يمكن أن يكون الحيوان جهازه المناعى ضعيف أو يعانى من نقص بالتغذية، ويستمر مؤهل لإجراء التجربة، ويعد امتناع الحيوان عن الطعام، فقد يعنى ذلك أن هناك مرض سيبدأ فى الظهور، بجانب أن ذلك قد يؤدى لحدوث سلوكيات شاذة على الحيوانات، فالخيل حال نقصان الأملاح بجسده يلجأ إلى لعق الحائط للحصول على الأملاح المعدنية من الجير، والعصافير تنقر الحائط لتحصل على بعض الرمل لعمل حوصلتها، والأبقار ترضع ألبان بعضها، أو الألبان الخاصة بها حال نقص البروتين فى جسمها، الأنماط السلوكية الشاذة، والأرانب عند ولادتها، إذا كان هناك نقص فى بعض الألياف فأنها تبدأ فى تناول العش الذى بنته من قش الأرز، وتأكل الولدة الخاصة بها، مما يعنى وجود إصابة بالافتراس نتيجة سوء التغذية، كل ذلك يعطى انطباعا عن وجود خطأ فى نظام الرعاية والتغذية.

 

وعند انتهاء التجربة، أيا كانت نتيجتها، فى الغالب كل حيوانات التجارب تكون معرضة للموت، لكن بعد الإنتهاء من التجارب إذا كانت الحيوانات سليمة يمكن الانتظار لحين عودتها إلى حالتها الصحية الأولى، واستخدامها فى أبحاث أخرى، أما حالات زراعة الاعضاء أو الحقن بشئ معدى فأنه يتم التخلص منها بطرق رحيمة "كيميائية، وأخرى جسدية" حسب وزن وحجم الحيوان، فى منهم يموت أثناء التجربة، وعند ثبوت نجاح التجربة بنسبه من 90 إلى 100% يتم نقلها إلى الإنسان.

 

7 حقوق للحيوان الخاضع للتجارب، "التسكين، توفير درجة الحرارة، درجة الرطوبة المناسبة له، الأكل، الاشرب، النوم، الرااحة، الإخراج، الجنس والأمومة فى مرحلة النضوج فى حال عزل الإناث عن الذكور"، ولا يتم نقل التجربة إلى الإنسان إلا عند ثبوت نجاح التجربة بنسبه من 90 إلى 100% على الحيوان.

 

ليس كل الحيوانات التى تجرى عليها التجارب يتم التخلص منها، فهناك نوع من الحيوانات التى تم حقنها بمواد محددة، تحدث تأثير على أعضاء حيوان التجارب الداخلية، وبالتالى لا يمكن استخدامه لمرة ثانية فى تجارب مختلفة، بينما إذا كان شئ لا يؤثر على الاعضاء الداخلية يمكن الاستعانة بهم فى أى تجارب أخرى.

 

ولتلك التجارب العديد من الآثار الجانبية، التى أحيانا تحدث مع الحيوانات فالفئران تم اكتشاف أن المواد الحافظة تزيد من عصبيتها، وتؤدى إلى عراك وصراع الحيوانات سويا، ورغم ذلك يعتبر لا بديل عن الحيوانات فى بعض التجارب، إلا بعض الحالات قد يتم استبدالها بالأنسجة المعزولة خارج الجسم، أو استخدام نموذج من الحيوانات، أو المعامل التخيلية.

 

ورغم كل ذلك، فإن التعامل مع الحيوان بشكل عام سواء فى التجارب أو غيرها، لا يوجد قانون ينظم حقوقها، أو ينظم إجراء التجارب عليهم، لذا أعدت النقابة العامة للأطباء البيطريين، مشروع قانون حماية الحيوان، خاصة أن هناك تجاوزات تحدث فى التعامل مع حيوانات التجارب، مثل اتباع أساليب قتل غير رحيم، أو استخدام أعداد بشكل زائد دون الحاجة، والقانون من المنتظر عرضه فى شهر أكتوبر المقبل من قبل اللواء تامر الشهاوى، عضو مجلس النواب، خاصة أن حق الحيوان مهدر ويتم التعامل معه بشكل غير علمى، وغير منهجى، ونحتاج للتعامل مع قانون بشكل رادع، فأحيانا يتعامل البعض مع الحيوانات وحقنها بمواد مرفوضة، وللأسف لا يوجد رقابة على حقن الحيوانات بمنشطات، أو هرمونات.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة