قرأت لك.. "مصر والبحرين": سياسات السيسى وحدت العرب وعالجت قضايا الأمن العربى

الإثنين، 03 ديسمبر 2018 07:00 ص
قرأت لك.. "مصر والبحرين": سياسات السيسى وحدت العرب وعالجت قضايا الأمن العربى غلاف الكتاب
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صدر حديثا للباحث البحرينى الدكتور نوح خليفة، كتاب جديد بعنوان "مصر والبحرين: مسار العلاقات بين 1952-2016- دراسة وصفية" وهو أول إنتاج علمى يوثق ويحلل مسار العلاقات المصرية البحرينية فى عهود رؤساء مصر منذ حقبة جمال عبد الناصر مرورا بعهد محمد أنور السادات ومحمد حسنى مبارك وصولاً إلى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى.

وخلصت الدراسة التى أعدها نوح خليفة إلى أن المواقف البحرينية الشعبية والرسمية إبان العدوان الثلاثى على مصر لم تكن عرضة للنسيان والاندثار بل ظلت مقوما أساسيا للعلاقات والمواقف السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية المتبادلة بين مصر والبحرين على مر التاريخ وبتعاقب عدد من الرؤساء على حكم مصر احتفظت البحرين ومصر بعلاقات تتسم بالقوة والتضامن وتنسيق المواقف.  

وكشفت عن أن حقبة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر شهدت خلالها البحرين غليانا شعبيا وتضامنا مع شعب وحكومة مصر وأعلن عن تجنيد نفسه فى الدفاع عن مصر وأبدى تأييده المطلق لمصر فى موقفها من تأميم قناة السويس واعتبر كل اعتداء على مصر اعتداء على شعب البحرين وهدد الحراك الشعبى آنذاك بتدمير معامل البترول تدميرا كاملا فى ظرف 48 ساعة إذا تعرضت مصر للعدوان.

وبينت الدراسة أن شعب البحرين قاسم مصر أفراحها بعيد الجلاء وعيد انتخاب جمال عبد الناصر برئاسة الجمهورية وشهدت البحرين احتفالات شعبية وتدثر الشعب بأعلام التحرير ورفعت الأعلام فوق كل منزل ونادى ورددت شعارات مؤيدة للرئيس المصرى الراحل جمال عبد الناصر وتبرع الشعب بربع مليون دولار كمساعدة من الشعب العربى بالبحرين لمصر للتخلص من آثار العدوان.

وأوضحت الدراسة أن التضامن المصرى البحرينى استمر فى عهد أنور السادات وعقب إعلان استقلال البحرين فى الأمم المتحدة من قبل حاكمها آنذاك الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة سارعت جمهورية مصر بتهنئة حاكم البحرين فقد صرح السادات بهذه المناسبة: "تلقيت ببالغ السرور إعلان استقلال البحرين وأنه أمل عزيز على وكأى مصرى قد تحقق أن نشهد هذا اليوم المجيد فى تاريخ أمتنا العربية" حيث ذهبت الدراسة إلى أن اعتراف جمهورية مصر بدولة البحرين المستقلة لم يكن نابع من الإرادة الدولية وحدها بل من المشروع القومى العربى.

وبينت الدراسة أن مصر شهدت استقبال الرئيس المصرى الراحل أنور السادات فى مكتبه لولى عهد البحرين ووزير الدفاع والقائد العالم لقوة دفاع البحرين وقتها حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين حاليا بتاريخ 15 أغسطس وأهداه قلادة الجمهورية وهى قلادة تهدى لرؤساء الدول وأولياء العهود والمواطنين وغير المواطنين الذين يقومون بأعمال جليلة للجمهورية أو للإنسانية.

وتذهب الدراسة إلى أنه بالرغم من مقاطعة الدول العربية لمصر إبان التحول فى موقف السادات من الصراع العربى الاسرائيلى وتوقيعه اتفاق كامب ديفيد إلا أن البحرين سرعان ما عادت لدعم مصر فى عودتها لعلاقاتها مع الوطن العربى، فقد صرح الشيخ عيسى بن سلمان مرارا بأن مصر أظهرت خطا طيبا لا يمكن لأحد اخفاء نتائجه وغيابها كان شكليا حيث تشير الدراسة إلى التزام مصر بتأمين المنطقة خلال الحرب العراقية الإيرانية التى طالت تأثيراتها منطقة الخليج وأعلنت وقوفها إلى جانب أشقائها فى حرب تحرير الكويت وجهود اعمارها.

وكشف الباحث البحرينى الدكتور نوح خليفة أن العلاقات البحرينية المصرية بلغت أسمى مراتب التضامن ووحدة الصحف فى عهد الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى ويتميز عهده بأنه أكثر الفترات التاريخية ازدهارا فى علاقات مصر بالبحرين والخليج العربى فقد مثل مصر والعمق العربى وتحمل باقتدار مسئولية إعادة مصر لثقلها ومركزها فى الحفاظ على التوازن السياسى بالمنطقة العربية فى مرحلة استثنائية من تاريخ العرب.

وتشير الدراسة أن العلاقات البحرينية المصرية تشهد تنسيقا أمنيا سياسيا شاملا شكل فى مجمله تضاما عربيا موسعا لحماية المنطقة من الأخطار المحدقة بها وتقوية جبهاتها الداخلية العسكرية والمجتمعية من جهة، وتقوية أدوارها السياسية الموجهة للخارج من جهة أخرى وكذلك على الجانب الآخر تشهد العلاقات تماسكا عسكريا رفيعا تمثل فى التدريبات العسكرية المشتركة فى عدد من مواقع القيادة العسكرية والأمنية بين البلدين.

وأردفت الدراسة أن ملامح التنسيق المشترك تشير إلى صعود العمليات الداعمة للموقف والمصير الواحد وجهود حماية الوطن العربى من أطماعه إلى أسمى مراتبها بعد عقود طويلة انقضت فى التشاور والتنسيق الدبلوماسى الذى تمحور فى غالب أحواله حول أزمات عصفت بدول عربية عكستها كثافة الاشتغال السياسى بمعالجة آثارها واستعادة الاستقرار على أبعد تقدير غير أن الواقع الحالى يسمو إلى توحيد المواقف والرؤى واتخاذ خطى أمنية وسياسية تضمن سلامة المصير العربى وتحقيق تقدم تنموى وأمنى أشمل. 

أوضح أن عهد الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى اتسم بالتوازن بين القومية العربية وتعزيز جهود السلام الإقليمى والعالمى وتحقيق تقدم فى تضامن مصر مع منطقة الخليج والوطن العربى وانسجامها مع العالم فى مختلف جهوده التنموية فقد تبنى الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى رؤى وسياسات جديدة نالت اعجاب البحرين ومنطقة الخليج العربى وتميز عهده بأبرز صفات زعماء مصر المؤثرين فى العالم علاوة على جهوده التنموية الرائدة.  

وقال الباحث البحرينى الدكتور نوح خليفة إن التغيرات السياسية فى طبيعة الأحداث التى عصفت بالمنطقة وتجدد التهديدات العالمية للشرق الأوسط من جهة وتعاظم الخطر الايرانى من جهة أخرى لعبت دورا كبيرا فى صعود توجه عربى جديد برز بعد تصدى مصر والبحرين للمخططات التى استهدفت استقرار الدولتين بوتيرة حافظت على استقرار المنطقة خصوصا بعد بلوغ الرئيس عبد الفتاح السيسى سدة الحكم فى مصر واتخاذ خطوات موحدة أسمى وأشمل تجاه المصير العربى عبر فكر معاصر أثرى اتجاهات العرب وقاسمهم تشخيصات ومعالجات جديدة لقضايا الأمن العربى.

جدير بالذكر أن الباحث البحرينى الدكتور نوح خليفة باحث ومفكر بارز فى مملكة البحرين يشغل موقعا قياديا بالمملكة، له سلسلة أبحاث علمية تنموية محلية ودولية وينشط فى الصحافة البحرينية بقضايا دولية متعددة أبرزها علاقات مصر والبحرين.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة