داليا مجدى عبد الغنى تكتب: الكنز

الجمعة، 28 ديسمبر 2018 04:44 م
داليا مجدى عبد الغنى تكتب: الكنز داليا مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل تعرف ماذا تعنى كلمة "الكنز"؟َ، فهى ليست المال والجواهر، كما يظنها البعض، فهذا المعنى هو جزء من كل، فالكنز هو الثروة، لكن أى ثروة نعنيها بهذه الكلمة، فالثروة يمكن أن تكون مالاً، وقد تكون ثقافةً وعلمًا، وربما حُسْنًا وجمالاً، وأحيانًا يكون الكنز هو الشباب والصحة، وهناك فئة مُؤمنة أن الكنز هو الحب، أو أى معنى نبيل، آخر كالصداقة، أو الأخلاق، وبلاشك الدين.
 
وهذا يعنى أن كل ما سبق قد يكون كنزًا، لكن ألا نرى أن كثيرًا من الأشخاص يملكون العديد من هذه الأشياء، لكنهم لا يشعرون بأنهم يملكون كنزًا حقيقيًا، بالرغم من أنهم ليسوا بطماعين أو جاحدين أو مُغفلين، وهنا تثور علامات التعجب والدهشة؛ والسبب ببساطة أن الكنز هو الشىء ذُو القيمة الكبيرة بالنسبة لمن يُريده، فأنت تصف الشىء أو الشخص بأنه كنز، وفقًا لنظرتك له، وقيمته عندك، ومدى احتياجك إليه، ودرجة تقديرك له، فمثلاً، قد نجد رجلاً يملك المال والشباب والصحة، والثلاث كنوز ليست بالبسيطة، لكنه مُؤمن أن الكنز هو الحُب، فنجده دائمًا مشغول وتائه وحزين؛ لأنه فى حالة بحث مستمر عن الكنز المفقود.
 
وهذا المثال، يمكن تطبيقه على كل شىء يتمناه الإنسان، وعلى يقين من أنه لن يجد ضالته إلا فى هذا الشىء فقط، ومهما حاولنا أن نستدعى معانى القناعة، فستظل أحلام الإنسان وأمانيه هى المُسَيْطِرة على عقله وإحساسه، فلو أنك سألتنى ما هو الكنز؟ فسأقول بلا تردد، هو إنسان تشعر معه بالأمان، وتكون على يقين من أن قلبه سيظل يسعك حتى نهاية العُمْر، وستظل يداه تمسح دموعك، كلما قهرك الزمن، وسيبقى صدره رحبًا لا يضيق بك، مهما ازادت هُمومك وشكواك، فهو من يَئِنُّ لألمك، ويرقص لفرحك، ويخاف عليك، وكأن هناك رابطًا يربط بين حياته وحياتك، ويفتقدك، بمُجرد أن تغيب عن عينيه، وينهرك من أجل مصلحتك، ويحتويك بكل جوارحه، فهذا حقًا هو من وجهة نظرى هو الكنز، الذى لو فُقِدَ، فَقَدَتْ الحياة معناها، وإن كنت لا أُعمم هذا الرأى، وإنما أردت فقط أن أؤكد أن الكنز ليس مصطلح عام لدى كل البشر، بل إنه يختلف، وفقًا لمعتقدات البشر، ومدى احتياجاتهم.
 
وللأسف، كلما كانت هناك استحالة فى الوصول إلى الهدف، كلما كان كنزًا، لكن تُرَى لو أتيحت لكل إنسان فرصة الحصول على كنزه، سيظل يتعامل معه على أنه كنز، أم تُرَاه سيستهتر به، ويفقد قيمته وقدره، ليتنا نسأل أنفسنا هذا السؤال، وليتنا نُحافظ على كنوزنا من الضياع، فالحياة فى حد ذاتها كنز، لابد أن نحافظ عليه، ونستمتع به، فلو استهترنا به، فلن يكن لأى كنز أية قيمة.






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عبداللطيف أحمد فؤاد

مقال ممتاز

مقال جيد جيد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة