مريم محمد سعيد تكتب : ذات الرداء الأبيض

الثلاثاء، 25 ديسمبر 2018 06:00 م
مريم محمد سعيد تكتب : ذات الرداء الأبيض صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

غدرت بها الأيام عندما كشفت عن خباياها طاحت بكل طموحاتها و تركتها شريدة الذهن لا تعلم من اين تبدأ طريقها، كانت طفلة مدللة ، لا تعانى من أية مصاعب و جراح في حياتها كل شئ مسخر لها لديها اصدقاء مقربون لها تسعد بلقائهم لا تشكو من اي شئ  ولما كبرت كانت فتاة بريئة تتصرف بمنتهي التلقائية تحب الحياة و الحياة تحبها كانت مثالاً للاخلاق  كانت تبتسم للحياة  كانت تحب الانطلاق و اللهو لا احد يعكر صفوها و لا شئ يزعجها ...و كانت تملأ الكون مرحاً مستبشرة بما هو قادم .

وقد أتي ما هو قادم حيث غيمت ايامها و جفت ضحكتها بل تلاشت تماماً واستبدلت الفرحة بحزن سحيق بسبب ما تعرضت له من قهر و ظلم فقد  افصح الزمان عن نواياه الخبيثة؛ فالنفوس قد خلت من الحب الطاهر الذي ليس فيه ادني مصلحة...و نظرا للظروف المعيشة تولد الجشع بين افراد المجتمع و ندر الحب بينهم  فعندما انخرطت الفتاة في المجتمع لمست هذا بشدة  فليس هناك من يهدي باقة ورد في المناسبات أو اهداء قطع من الشيكولاتة او حتي يلفظ بكلمات رقيقة  لقد غابت احاسيس كثيرة بداخلنا غاب الاحساس بالفرحة للغير و التعبير عن سعادتنا بابسط الاشياء اصبحنا في غابة البقاء فيها للاقوي وصاحب الصوت الاعلي كل هذا فهمته الفتاة صاحبة ارق المشاعر و انبلها وصاحبة الرداء الابيض الذي لم يتلوث بعد يا لها من تجربة حملت لها مزيداً من الاوجاع والآلام .

تلك الفتاة التي لا تعرف المراوغة و لا تعرف الكذب  لسانها صادق طوال الوقت و الان تعلمت تلك الفتاة جميع فنون القتال و تعلمت كيف تتعامل مع اصحاب النفوس المريضة محتفظة باخلاقها و مبادئها فما اصعبها معركة  و ما اصعبه تحدي  تحدي حياة زرعت بالالغام  حياة مليئة باشواك تجرح قدميها الناعمتان فتستيقظ من احلامها الوردية الي واقع مرير ايتها الفتاة الرقيقة صاحبة اجمل قلب احييك انك مازلت علي قيد الحياة و احييك علي قدرة تحملك   وانصحك الا تتغيري انت جميلة بهذا النهج لا احد يحاكيك فمعاملتهم المتحجرة دليل علي انهم باعوا ضمائرهم في المزاد و اعلنوا التحرر من المبادئ خوضي المعركة بدون اسلحة الغش و الخداع صحيح انت تملكين اسلحة اقل  و لكن كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله  فيا لك من فتاة قلما جاد الزمان بها  احبك كما انت اري فيك اشراقاً لشمس الغد انت الغد الذي نتمناه و انت النقطة البيضاء في معطف اسود  انت الفجر القادم انت ومضات الامل فانتقِ من مثلك و اعلمي ان دماثة خلقك و كياستك ستجعلك فوق الجميع فلا تحزني لست وحدك الله معك  فيا اميرة الزمان لا ترتدين النظارة السوداء اخلعيها لتدخلي الي العالم الذي رسمتيه في مخيلتك و ظل فيه حتي النهاية ، لك كل تحياتي ايتها الطفلة البريئة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة