أردت أن أكتب هذا المقال عن عمال نظافة مدينتنا منذ أن رأيتهم فى الصباح الباكر وأنا أذهب إلى العمل، ورأيت العاملات السيدات وهن يعملن، منهن من معها أطفالها يمسكون بجلابيبهن ويكون البرد قارسا عليهم فى الشتاء ويبدو عليهن أثار التعب والبرد، وشفقة أمهاتهم عليهم وهم ينظرون إليهم بنظرة عطف وقلق فشعرت بقلبى يتحرك من داخلى ، شعرت وكأن أحدا يضغط على رقبتى ليخنقنى.
أردت ان أكتب هذا المقال عندما رأيتهم يمكثون تحت ظل شجرة كبيرة وسط الميدان تحت أشعة الشمس الحارقة فى رمضان وقت الظهيرة، وكلنا نعلم أننا لم نتحمل الشمس كثيرا فى رمضان، ولكن هم يتحملون.
إذا لم يعملوا يوما واحدا تراكمت القمامة فى الطرقات والميادين ،فهل لا يستحقون منا كل احترام وتقدير؟ على الأقل لماذا لا نحميهم من المخاطر الصحية التى يتعرضون لها بعمل المعدات اللازمة لهذا لعمل؟ ، يمكن أن تصرف لهم جواكت ثقيلة لحمايتهم من المطر والصقيع فى الصباح الباكر، ويمكن عمل حضانة لأطفال الأمهات العاملات لرعاية أبنائهم وحمايتهم من الأتربة الملوثة من المكوث فى الشارع مع أمهاتهم، ورفع رواتبهم الزهيدة التى لا تكفيهم فى هذه الظروف العصيبة .
أليس من حقهم ان يعيشوا حياة كريمة ! لابد أن نسأل أنفسنا ، كيف يعيشون؟ ماذا يأكلون؟ ماذا يلبسون؟ كيف يعالجون أنفسهم وأولادهم؟ لابد ان نعطيهم حقهم فى الحياة بكرامة وإنسانية.
عدد الردود 0
بواسطة:
رائع جدا
رائع
رائع جدا