محمد محمود حبيب يكتب: التجديد الدينى المنضبط

السبت، 22 ديسمبر 2018 02:00 م
محمد محمود حبيب يكتب: التجديد الدينى المنضبط وزارة الأوقاف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا يخفى على أحد أن هناك خلافا فكريا شديدا بين مؤيدى العقل وبين المتمسكين بالنص الشرعي؛ وهو ما يعيق الاتفاق والاجتماع على الكلمة السواء فى مجال تجديد الخطاب الديني؛ ولنأخذ مثالًا لذلك وهو حديث الذبابة والمروى فى الصحاح، فقد انقسم كثير من المفكرين نحو هذا الحديث إلى قسمين، قسم آمن به لكونه وارد بسند صحيح، وقسم آخر أنكره وأنكر صحته وأصله.

 

 وهنا إشكالية لجمع الطرفين والخروج من الخلاف، ولى وجهة نظر تعمل على الجمع بين النص والعقل وأرى أنها جديدة وقوية وحاسمة، وهى أن نجمع بين النص والعقل ونقول مثلًا المقصود بالذباب ليس مقصورًا على الذباب الأسود المنتشر فى عصرنا الحاضر، بل قد يشمل النحل والفراشات الجميلة مما لا تأنف منها النفس البشرية!!، ولعل البعض يستغرب ذلك، ولكنى لا أرى مجالًا لهذا الاستغراب لأن الذباب هو  أى حشرات طائرة لها أهداب، ولا يوجد تخصيصها بنوع معين كالذباب الأسود المقزز المنتشر بيننا فى العصر الحاضر، بل هناك أدلة قوية تؤيد أنه يمكن أن يكون أنواع أخرى من الذباب غير الأسود كالنحل ومنها أن النحل فيه مكان يُخرج شفاء وهو العسل، وفيه مكان يُخرج سم وهو اللسع، وهو أمر غير معروف ولا مُجرب فى الذباب الأسود.

 

وكذلك العرب وأهل اللغة يسمون النحل ذبابة ومنها ما أورده ابن الأثير فى كتابه النهاية عن الخليفة عُمَر بن الخطاب أنه «كتَب إِلَى عَامِله بالطَّائف فِى خَلاَيا العَسَلِ وحِمايَتها: أن أدَّى مَا كَانَ يُؤَدّيه إِلَى رَسُولِ اللَّهِ مِنْ عُشُور نَحْله فاحْمِ لهُ، فإنَّما هُوَ ذُبَابٌ غَيثٍ يأكُلُه مَنْ شاءَ»

وقال ابن منظور فى لسان العرب: " يريدُ بالذُّبابِ النَّحْلَ "

وقال الإمام قاسم السرقسطى فى كتابه الدلائل فى غريب الحديث: " وَيُرْوَى فِى الْحَدِيثِ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: «الذُّبَابُ كُلُّهُ فِى النَّارِ إِلَّا ذُبَابَةَ الْعَسَلِ»".

فضلًا عن عدم وجود شواهد على انتشار الذباب الأسود أيام النبي، ولم يحصر أحد من العلماء القدامى الذباب فى الأسود وبذلك نكون قد خرجنا من الصدام العقلى فى هذا الأمر وفتحتا سبيلًا للتجديد المنضبط.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

مجدى

الله الله

فكرة جديدة ازاى لم يتطرق لها العلماء قديما وحديثا

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد رشدي

مقال رائع

المقال متميز ووجهة النظر المعروضة تُحترم وسعدنا جدا بهذا التنوع

عدد الردود 0

بواسطة:

هند

رائع

ربنا يكرمك

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال

فتحت العقل يا راجل

كلام منطقى والله

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد السلفي

الذين انكروا الحديث ما عندهم بصيرة

نعم، قد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه، ثم لينزعه ويلقه؛ فإن في أحد جناحيه داءً وفي الآخر شفاء وفي رواية: وإنه يتقي بالجناح الذي فيه الداء هذا رواه البخاري في الصحيح أن النبي  قال: إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم ينزعه فإن في أحد جناحيه داءً وفي الآخر شفاءً. فالسنة إذا وقع في شراب في لبن أو في ماء أو غيرهما من الشراب يغمس ثم ينزع ويلقى ولا يضر؛ لأن الداء اللي في أحد الجناحين يداويه الدواء اللي في الجناح الآخر، ويزول ..، إذا غمس قابل الدواء الذي فيه الداء الذي فيه حتى يزول ضرره، نعم.

عدد الردود 0

بواسطة:

سيد

نعم

من المعروف منذ القديم أن بعض المؤذيات يكون في سمها نفع "ودواء" فقد يجتمع الضدان في حيوان واحد، فالعقرب في إبرتها سم "نافع" وقد يداوى سمها بجزءٍ منها، وفي ذلك يقول العلماء: وقد وجدنا لكون أحد جناحي الذباب داء والآخر دواء وشفاء فيما أقامه الله من عجائب خلقه وبدائع فطرته شواهد ونظائر، منها: النحلة يخرج من بطنها شراب "نافع" ويكمن في إبرتها السم الناقع، والعقرب تهيج الداء بإبرتها ويتداوى من ذلك بجرمها.

عدد الردود 0

بواسطة:

سها

اعجاز علمي قطعا

في سنة 1871، وجد الأستاذ الألماني بريفلد من جامعة "هال" بألمانيا أن الذبابة المنزلية مصابة بطفيلي من جنس الفطريات سماها "امبوزاموسكي" وهو طفيلي يعايش الذبابة على الدوام، وبالتدقيق فيه وجده من نوع من الفطور التي تسمى "انتوموفترالي" تنتمي إلى أهم فصيلة في الفطور الأشنية وهي المسماة بالفطور الأشنية المرتبطة أو المتحدة، وهو من النوع الثاني للفطر المسمى الفطور الأشنية الطفيلية، وهذا الطفيلي يقضي حياته في الطبقة الدهنية الموجودة داخل بطن الذبابة بشكل خلايا مستديرة فيها خميرة خاصة سيأتي ذكرها، ثم لا تلبث هذه الخلايا المستديرة أن تستطيل فتخرج من الفتحات أو من بين مفاصل حلقات بطن الذبابة فتصبح خارج جسم الذبابة.

عدد الردود 0

بواسطة:

منة

لا

موضوع متنه ليس من عقائد الإسلام ولا من عباداته ، ولا من شرائعه ، ولا التزم المسلمون العمل به ، بل لم يعمل به أحد منهم لأنه لا دخل له في التشريع ، وإنما هو في أمور الدنيا كحديث " تأبير النخل " ، وبالتالي من ارتاب فيه لم يضع من دينه شيئاً.

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

اصلا العلماء القدامى قالوا كده

والقول بنجاسة الذباب لا دليل عليه ، لأنه لا ملازمة بين الضرر والنجاسة ، ولذا كان هذا الحديث من أدلة العلماء على أن الماء القليل لا ينجس بموت ما لا نفس له سائلة فيه ، فالحديث لم يفَصِّل بين موت الذباب وحياته عند غمسه .

عدد الردود 0

بواسطة:

Ahmed

عزيزي الاستاذ محمد محمود. حبيب. -- من. : نشات رشدي. منصور

ان. التجديد. عموما. في. معناه. العام. هو. اضافة. الجديد. وفي. حالة. التجديد. الجزئي. هو. حذف. البعض. الذي. بلي. عليه. الزمان. وإضافة. العصري. الذي. يتماش وروحه. اما. التجديد. الكلي. للشئ. فهو. الغاء. القديم. كلية. وإضافة. الجديد. الذي لم يكن. موجودا. من. قبل. .. وإنني. آري. ومن. وجهة. نظري. الخاصة. ولعلني. اكون. قد. وفقت. فيها. من. ان اي. تجديد. نود. ان. ندخل. الي. عمقه. ان. يتبعه. اسلوب. مناسب. من. التفكير. . وفي. كل. الأحوال. التي. نود. فيها. ان. نعدل. من. شئ. ما. ان. نتوخ الحذر وليس. كل. تجديد. يعطينا. ما. نصبو. اليه. ومن. هذا. المنطلق يجب. علينا. ان نضع في. اعتبارنا. من. ان. اي. تجديد. قابل. للتعديل. حتي. نصل. الي. الحل. الأمثل او الي. مانراه. هو. الافضل. .. ان. الموضوع. ليس. من. السهولة. في. بعض. الامور. التي. توارثناها. عن. السلف بحكم. خبرتهم. ومن. اجل. ذلك. يجب. اعادة. النظر. بين. كل. فترة. وأخري. حتي يتبين. لنا. من. اننا. وفقنا. فيما. ذهبنا. اليه. من. عدمه. .. وفي. كل. الأحوال. نطلب. توفيق. الله. في. كل. خطوة. نقدم. عليها. ولك مني موفور. تحياتي. وأطيب. أمنياتي. ..

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة