أكرم القصاص - علا الشافعي

حمدى رزق

وجوه عمر مكرم

الجمعة، 21 ديسمبر 2018 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى موكب جنائزى عسكرى شعبى مهيب، ودع أهالى مدينة «ديرب نجم» بالشرقية جثمان الشهيد جندى مجند محمد جمال رفعت حسين «22 عاما» ملفوفًا بعلم مصر، استشهد أثناء تأدية واجبه الوطنى فى شمال سيناء.
 
وفى أسوان ردد الآلاف من المشيعين الهتافات مشيعين شهيد الواجب الرائد عمرو فريد عبدالظاهر ابن القوات المسلحة والذى استشهد أثناء تأديته الواجب الوطنى بسيناء
 
وشيع الآلاف من أبناء مركز بنى سويف فى جنازة عسكرية مهيبة جثمان شهيد الشرطة المجند حسين جمعة السيد عبدالله ابن قرية «تزمنت» والذى استشهد فى حادث إرهابى بالعريش.
 
نشاطركم الأحزان، ثلاث جنازات فى ثلاثة مواكب فى ثلاث بقاع، مصر تودع شبابها صابرة محتسبة، الوطن يودع الأحباب، مواكب الشهداء تتقاطع، تودع بعضها، بعضى يودع بعضى، وعلم مصر يلف الجثامين، ولا إله إلا الله الشهيد حبيب الله.
 
معلوم لا يكتوى بالنار إلا اللى كابشها، والأهل والأحباب قلوبهم قايدة نار، متوعدين بالثأر ممن ظلمهم، للأسف فيما خلا الطيبين والوجوه الرسمية التى يتطلب حضورها الواجب الرسمى أخشى انفضاضا نخبويا حادثا عن تشييع الشهداء، أين وجوه هذا الوطن وعناوينه من المشوار الأخير للشهيد؟
 
لماذا تتركون الشهيد وحيدًا يمضى، تتكالبون على الجنازات المصورة فضائيًا، النجوم يشيعون النجوم، أتمنى أرى «وجوه عمر مكرم» فى جنازات وعزاءات شهداء مصر من البسطاء، أن يخف نفر من هؤلاء المحترمين ويغبرون أقدامهم إلى الكفور والنجوع والقرى لمواساة الأسر المكلومة، ابن الشهد ينتظركم على قارعة الطريق.
 
أخشى تمييزًا صار واضحًا فى أداء الواجب لم نعتده مجتمعيًا، جنازات الشهداء تخلو من وجوه النجوم، جنازات الشهداء لا يمشى وراءها إلا العاديين والبسطاء، لم تعد النخب تخف إلى جنازات الشهداء، ماذا دهاكم، جنازة الشهيد أعز وأكرم، عزاء الشهيد نور على نور، خطوة وراء نعش شهيد بالدنيا الفانية ومافيها.
المصاب يلم المصابين ونحن جميعًا جرحى معركة الوطن، وكلنا فى الهم مصريين، وفى الحزن مدعوين، طالما فى المكنة أداء الواجب، وطالما من الشمائل تعزية فى المصاب الأليم، لا عذر لمن يتأخر من النخب الوطنية عن أداء الواجب، إن شاء الله فى أسوان.
 
الشهداءشهداء الوطن، الشهداء كانوا يدافعون عن الوطن، عن الأرض والعرض، مؤسف ومحزن حالة الانفضاض النخبوى عن مواكب الشهداء، الشهداء يشيعون فى الأرجاء ونحن عنهم غافلون، ونكتفى بمصمصة الشفايف «تتويتا على الفيس» وتغريدًا على تويتر.
 
انفضاض الوجوه الوطنية عن مواكب الشهداء، مثل انفضاض الصحافة والفضائيات عن تغطيات مكثفة لمراسم التشييع، بات ملحوظًا خفوت صورة الشهداء فى الذاكرة البصرية والسمعية، وإلا من رحم ربى من وطنيين أفاضل على وسائل التواصل الاجتماعى لما أحسسنا بالفقد والغياب، وما درينا بعظم التضحيات، ولولا الحضور الرسمى والشعبى للجنازات، وبيانات المتحدث العسكرى ما حظيت الجنازات بتغطيات بحجم التضحيات.
 
أخشى الموت مبقاش له جلال يا جدع، والميت شهيد وبطل، وجماعتنا النخبوية عاملين من بنها والجنازة فى أسوان، كل يوم يسقط شهداء، وهؤلاء ولا هنا، هو احنا هنشحت الاهتمام، هنشحت الحضور، هو الغياب صار من موجبات معارضة النظام، عارض براحتك ولكن عند أقدام الشهداء قف واعتبر، صحيح حضورك مثل غيابك، الشهداء تزفهم الملائكة، ولكنه غياب وطنى عن حضور وطنى بامتياز.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة