محمد ياسر الصدفى يكتب عن وباء الإيبولا

الخميس، 20 ديسمبر 2018 08:24 ص
محمد ياسر الصدفى يكتب عن وباء الإيبولا فيروس الإيبولا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يا ترى إيه حكاية وباء الإيبولا اللى تفشى سنة 2014؟ تعالوا نعرف: ‫فيروس الإيبولا هو من عائلة ‫الفيروسات الخطية، فيروس RNA ‫سالب أحادى الشريط، يبلغ طول جينومه ‫19,000 قاعدة، يتسبب الفيروس بمرض نزيفى ‫مريع لدى الإنسان وهو مرض مسبب للنزيف ‫والحمى، وهو أخطر وأصعب بكثير ‫من الحمى الصفراء.

 

المستودع الطبيعى لفيروس الإيبولا ‫هو خفافيش الفاكهة، ‫لكن العديد من الحيوانات البرية ‫قد تصاب به أيضًا، لما بيتم اصطياد وذبح ‫الحيوانات المصابة، الصيادين والأشخاص ‫اللى بيجهزوا اللحوم للاستهلاك ‫بيتعرضوا للدماء الملوثة بالفيروس واللى بتنقل الفيروس المعدى، ‫لحسن الحظ الفيروس ‫لا ينتقل عبر الهواء.

 

‫الحالات المرضية الأولى ‫الناتجة عن فيروس الإيبولا أفيدَ بها عام 1976، ‫فى جنوب السودان، وفى زائير، وهى حاليًا ‫جمهورية الكونغو الدميقراطية الشخص الأول اللى يُعرَف أنّه أصيب بالمرض، كان موبالو لاكيلا، ‫معلم مدرسة فى قرية يامبوكو وهى قرية نائية قريبة من نهر إيبولا، اللى سُمى الفيروس على اسمه.

 

لما خرج موبالو فى إجازة قصيرة لرحلة مع صديقه وفى طريق عودتهم إلى المنزل، قام بشراء اللحم المدخّن ‫لخفافيش حديثة الصيد، لتناول العشاء وبعد مرور بضعة أيام على عودته، أصيب موبالا بقشعريرة حادة ‫وحمى قوية اعتقد بأنّه أصيب مجددًا ‫بنوبة ملاريا، راح لتلقى العلاج فى الكنيسة الكاثوليكية اللى كانت بتدير عيادة صغيرة ‫تعانى نقصً حاد فى المعدات واتولت راهبة اسمها بيبتا علاجه وحقنه ببعض الأدوية مستخدمة إحدى الحقن الزجاجية القابلة لإعادة الاستخدام ‫فى بادئ الأمر، حالته كانت آخذة فى التحسن.

إلا أنّ الحمى عاودت الظهور، وبقوة، مصحوبة بنوبات مريعة ‫من الإسهال والتقيؤ اعتنت مبونزو وابنتاها الكبيرتان ‫بموبالا، ليلا ونهارًا لكن دون جدوى حالته تدهورت بسرعة ومع صعوبة التنفس واللهاث، بدأ ينزف من كل فتحة فى جسمه وبالرغم من كلّ الجهود المبذولة، وتوفى أخيرًا فى 8 أيلول ومحدش قدر يعمل أى شىء أعدّت مبونزو جثمان زوجها لمراسم الجنازة قامت عائلته والممرضات ‫بغسل جسمه بحذر، وإزالة الدم المتخثر السميك، وأجروا مراسم الجنازة التقليدية خارج كوخ العائلة خلال أسبوع واحد، الأشخاص الذين ‫اعتنوا بموبالو، أثناء مرضه وأثناء تحضير الجثمان للجنازة بدأوا يُظهروا أعراض مشابهة للى ظهرت على موبالو أولا، مبونزو، ومن ثم ابنتها الكبرى، ومن ثم شقيقة زوجها، وأخيرًا والدتها وكان الموت مصيرهم جميعًا.

 

‫بعد فترة وجيزة الراهبة بييتا ‫و18 فرد من العائلة ‫الذين حضروا الجنازة ‫استسلموا للفيروس القاتل بحلول شهر تشرين الأول، ‫تم تشخيص 318 حالة إيبولا ‫و280 حالة منهن انتهين بالوفاة ‫منذ تفشى الإيبولا ‫فى المرتين الأوليين عام 1976 أفيدَ بـ 15 حالة تفشى أخرى، ‫جميعها فى أفريقيا الوسطى فى معظم الحالات، انتهى الأمر بالوفاة ‫قبل تلاشى الفيروس ‫فى أربع حالات حادة، ‫تسبب الفيروس بمقتل أكثر من 100 شخص.

 

والكارثة ‫فجأة، فى عام 2014، ‫ولأول مرة فى التاريخ ‫ظهرت الإيبولا كوباء عالمى عنيف ومكتمل، واجتاح غرب أفريقيا ‫تم التبليغ عن 28,616 حالة إصابة بالإيبولا، ‫التى حصدت أرواح 11,300 شخص، ‫فى غينيا، ليبيريا وسييرا ليون.  

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة