الشيخ زايد آل نهيان.. حكاية سياسى حارب "التمزق" ودعم "الاتحاد".. أسس لمبدأ "السلطة شورى" وعظم دور الشباب والمرأة.. الإنسان أساس عمله السياسى.. وسياسيون: كان حكيم العرب وعشق مصر واعتبرها قاطرة الدول العربية

الأحد، 02 ديسمبر 2018 02:43 م
الشيخ زايد آل نهيان.. حكاية سياسى حارب "التمزق" ودعم "الاتحاد".. أسس لمبدأ "السلطة شورى" وعظم دور الشباب والمرأة.. الإنسان أساس عمله السياسى.. وسياسيون: كان حكيم العرب وعشق مصر واعتبرها قاطرة الدول العربية الشيخ زايد آل نهيان
كامل كامل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

النجاح ليس وليد لحظة أو ضربة حظ، بل تعب وزرع تعبت فيه الأيدى وسهرت عليه العيون وتعلقت به الأفئدة، فما وصلت إليه دولة الإمارات الشقيقه من تقدم ونمو وازدهار واستغلال أمثل للطاقات وتغلب على السلبيات وعلاقات جيده بالخارج العربى والغربى، يؤكد أن مؤسس الدولة الشيخ زايد آل نهيان رحمة الله عليه كان له حلما سعى إليه ووضع له الأسس ووفر له الإمكانيات وأزال من أمامه العوائق وحفز له الجهود وقاده شعبه صوب هذه الحلم الذى تحقق ممثلا فى دولة الإمارات المتحدة.

 

والأمن والاستقرار الذى تنعم به الإمارات الشقيقة اليوم، يؤكد على أنها تتبع خطاب سياسى واحد له تأثير استراتيجى قوى، ساعد فى تطورها ونهضتها، يتضمن قيم إيجابية، يوحد ولا يفرق ويجذب ولا ينفر، يتضمن قيم ومبادئ، وقد وضع الملاح والخطوط العريضة لهذا الخطاب السياسى الشيخ زايد آل نهيان.

 

والخطاب السياسى لأى دولة يظهر قوتها وهيبتها وعلاقاته بالآخرين، ولو تتبعنا اليوم خطاب الإمارات الخارجى نجدها تسير على خطى مؤسسها الشيخ زايد، فتنمى دائما انتمائها العربى والإسلامى وتقف مع الأشقاء فى الأزمات وتدفع بهم نحو التقدم والارتقاء، وتسعى دوما ليعم السلام المنطقة وحسن الجوار، والتسامح والإخاء، والتمسك الثابت بالاتحاد، وتعظيم دور الشباب والمرأة على المستوى الداخلى والخارج ومحاربة الجهل بالتنوير والعلم.

 

والشيخ زايد آل نهيان، كان ملما بالسياسة الداخلية لبلده وسياسة البلدان حوله، لدرجة أنه فى الثمانينات وصف خبير سياسى سوفيتى يدعى بولياكوف، بأن الاستماع إلى أفكار الشيخ زايد تجعلك تقف على البوصلة السياسية والاجتماعية لمنطقة الشرق الأوسط، وقال «بولياكوف» فى وصفه لـ«زايد»: "لقد اكتشفنا خلال السنوات الماضية أنه ريما يكفى الاستماع إلى وجهة نظر الشيخ زايد ليقف المرء على اتجاه الريح السياسية والاجتماعية فى المنطقة، فلدى الشيخ زايد من العفوية والحصافة والإحساس بالمسئولية القومية والالتزام الدولى ما يغنى المرء عن التنقيب والجدل".

 

مفهوم الشيخ زايد لسلطة السياسية

وكما كان "زايد" على دارية بالسياسة، كان مفهومه للسلطة السياسية علم يدرس للأجيال، فقد فهم طبيعة السلطة على المستوى الذهنى، وتطبيقاتها على المستوى العملى، واستغلال ذلك فى استشراف المستقبل، وما كان بإمكانه تحقيق ذلك، لولا وعيه بالماضى، واستحضاره ليؤسس عليه الحاضر، وعلى عكس معظم التجارب العربية، فقد أسس للسلطة بما يحقق الشورى، وكانت السلطة لدى الشيخ زايد، تمثل قيمة أخلاقية، تجلت فى علاقته بشعبه الإماراتى أولًا، والعرب ثانيًا، والآخرين ثالثًا، حيث اعتبر الإنسان، الإنسان فقط هو الهدف فى عمله السياسي.

 

فالشيخ زايد أسس نظامًا شوريًا لم يتخلَّ عن أسسه القبلية والمجتمعية، ولم يغضّ الطرف عن التطورات الخاصة بنظام الحكم التى يشهدها العالم، وكان فى هذا كله يستقى من ميراث الأوائل، لكنه لم يجعل الحكم مثل الإمامة، كما هو فى تراثنا السياسى، لأنه لم يستمد شرعيته من سلطة مقدسة أو مطلقة، أو قائمة على إنجازات وهمية، كما هى الحال فى تجارب بعض الحكام العرب، بل كان دائما يرسخ للشورى والنزول للرأى الصحيح ولأفيد.

 

وعمل "الشيخ زايد" خلال حياته على تعميق المضمون الأخلاقى للدولة، والاقتراب من الشعب، وتوعيته بتفعيل الميراث الدينى الروحى والقبلى الاجتماعى، والتركيز على التعمير والبناء، الأمر الذى حوّل الرؤية السياسية إلى واقع عملى، على يد شخصية كاريزمية وحكيمة، وأنتج دولة معاصرة، مواكبة للتطور، ومحافظة على أصالتها، فبرغم غيابه الجسدى، فإن منجزاته لا تزال تشكل حكمًا وشاهدًا على مسار العمل السياسى السلطوى فى دولة الإمارات المتحدة.

 

سياسية الشيخ زايد تتبع الاتحاد وترفض التمزق

والأسس التى قام عليها المشروع الحضارى للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، نجاحه فى التحريض على الاتحاد والتحذير من التمزق، فقد كان دوما يحذر داخليا وخارجيا من التمزق ويدعو للتوحد والاعتصام، ففى حوار له أجراه الكاتب الراحل إبراهيم نافع ديسمبر عام 1987، منشور فى كتاب "حوارات للتاريخ مع ملوك ورؤساء لدول والحكومات فى مصر والعالم" قال الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان فى إجابته على سؤال، هل ترون معاهدة الدفاع العربى المشترك تؤدى رسالتها وأنها تطبق بما يتفق وحقيقة أن الأمن القومى العربى كل لا يتجزأ؟ : "إن تطبيق معاهدة الدفاع العربى المشترك واجب على كل العرب جميعا.. لأن العرب فى رأيى جسم وأحد له أعضاء يجب صيانتها.. والصيانة يجب أن تكون مستمرة حتى تصح ويصح الجسم سويًا.. وحتى نبعد الأذى عن هذا الجسم بأعضائه كلها سواء أتى هذا الأذى من الكبير أو الصغير، فأولا : لن يتحقق هذا الأمر أو يستمر فى عالمنا العربى إلا أذا توافر الاتفاق التضامن فيما بينا أفراده وأن يكون الرأى المتبع من مجموعة دول عالمنا العربى بالأكثرية وليس بالإجماع، ثانيا : عدم الخروج على الإجماع العربى من أى طرف من الأطراف.. إذا ما تحقق هذا الإجماع فلا نرى شيئا يشيد البناء ويقوى بنية العالم العربى وحصنها بما يعيد مجد العرب إلا بهذا الأمر، وهذا الشيء الذى أقوله يفهمه كل أبناء الشعب العربى كما أنهم يعلمون الثغرات التى يعانى منها الوطن العربى، كما يعلم الشعب العربى أن من يصنع الفوارق بيننا ليسوا إلا أفرادا وقلة خارجة عن المجموع أو الإجماع، ومادام الرأى ليس شورى بيننا فكيف تصبح عروبتنا قوية وصامدة ولها ثقلها ووزنها.. ونحن نرى كيف يتمزق أحيانا الإجماع العربى بخروج دولتين أو ثلاثة على إجماع الدول العربية، ويفسدون هذا الإجماع على المجموعة الكبيرة، وهذا لا يصح أبدا ولا يجوز، وحتى فى كتاب الله وسنة رسوله لا يجوز أن يتفوق رأى الأقلية على رأى الأكثرية أو أن يتبع ويطبق رأى الأقلية ويمهل رأى الأغلبية، وبما أننا عرب مسلمون فعلينا أن نطبق كلام الله ورسوله انطلاقا من أن الإسلام دستورنا، وأقصد الإسلام الحقيقى لا الإسلام المشوه أو المتلون، لأن الإسلام من هذا النوع إسلام بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار.

 

الشيخ زايد .. ثابت سياسى وشجاعة فى نُصح المخطئ

سياسية الشيخ زايد كانت ثابتة لا تتغير ولا تتبدل، بل بالعاكس كان ينتقد سياسة أمريكا بكل شجاعة بسبب تبديل سياسية كل لحظة لتحقيق أكبر مكاسب لها، ففى أبو ظبى يوم 25 ديسمبر 1987 أجرى الكاتب المصرى الراحل إبراهيم نافع حوارا مع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان نُشر بصحيفة الأهرام المصرية، وفى هذا الحوار وجه إبراهيم نافع سؤالا لشيخ زايد نصه : (لماذا أنتم غير راضين عن سياسة أمريكا؟) وأجاب الشيخ زايد على هذا السؤال بكلمات صريحة واضحة لا تحتاج أى تأويل قائلا:"ما يجعلنى غير راض عن دور أمريكا كليا هو أن دور أمريكا معيب وغير ثابت، وذلك بسبب أن أمريكا تتخذ موقفا يعتقد البعض أنه لا يتزعزع ولكن لا يمضى قليل من الوقت إلا ويفتح السد وتغرقك مياهه.. وفى رأيى أن هذا موقف لا يجوز.. وهذا أولا.. وثانيا أن أمريكا لها أصدقاء وأصدقاؤها كثيرون فى كل مكان فى آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط وإسرائيل من جملة الأصدقاء، ولكن أمريكا تنحاز، ولو أن أمريكا على ما لديها من قوة وإمكانيات وقدرة تقف الموقف العادل بين أصدقائها لكان لها دور أرقى وأكبر وأعظم مما هو عليه الآن، كذلك ولأصبح لها أصدقاء اضافيون أضعاف أصدقائها الحاليين، لكن مع الأسف أمريكا غير ثابتة على العدل لم تتجنب الأمور التى تبعدها عن العدالة والحق لأن المتحيز لا يبقى له صديق وإن كان يرى أن ما يفعله هو الصحيح ولكنه فى الواقع غير صحيح".

 

سياسيون يرصدون موقفه العظيمه إزاء مصر

بدورها أرجعت الكاتبة فريدة الشوباشى، النهضة التى حققتها دولة الإمارات الشقيقة فى كثير من المجالات إلى السياسية التى كان ينتهجها الشيخ زايد آل نهيان رحمة الله عليه، مؤكدة على أن حكيم العرب وقف بجوار مصر فى مواقف كثيرة خلال حياته وكان يعشقها.

 

وقالت "الشوباشى"، فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "لا تحدث نهضة لأى دولة أو انتكاسة إلا ويعود ذلك لقائد هذه البلد"، مضيفة:" لقد زرت الشارقة ووجدت نظاما يؤكد روعة البلد وكل هذا يرجع لقائد هذه الدولة ممثلا فى الشيخ زايد".

 

وتابعت الشوباشى حديثها: "الشيخ زايد كان يرسم ملامح نهضة بلده وكان يعى جيدا أن النظام والأمل فى الغد هما أساس التقدم"، مشيرة إلى أن دولة الإمارات كانت صحراء ولكنها تحولت إلى دولة متقدمة"، مضيفة: "يحسب لشيخ زايد أنه كان يعى أهمية العروبة واتحاد العرب، والعروبة هى المظلة التى يجب أن نحتمى بها من الأعداء".

 

فيما وصف الدكتور سعيد اللاوندى، الخبير فى الشئون الدولية بمركز الأهرام الاستراتجية، الراحل الشيخ زايد آل نهيان، بالرجل الذى سبق عصره واستطاع بحنكة شديدة توحيد الإمارات المتحدة لتصبح دولة عصرية متقدمة مرموقة.

 

وقال "اللاوندى"، فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "الشيخ زايد كان رجلا حكيما استطاع جمع أشلاء الإمارات وتوحيدها فى دولة متكاملة الأركان، ولولا ذكاء هذا الرجل لما سمعنا الآن عن دولة الإمارات، مشيرا إلى أن الشيخ زايد كان يحب مصر وشعبها".

 

وتابع الخبير فى الشئون الدولية بمركز الأهرام الاستراتجية: "الشعب المصرى بادل حب الشيخ زايد لمصر بحب، ولذلك تجد سيرته طيبة عند كل المصريين"، مضيفًا :" الشيخ زايد كان متعلقا بشكل وجدانى بمصر وكان يحب زيارة الأماكن التاريخية فيها كلما كانت تسنح له الفرصة ذلك".

 

وعن سبب حب الشيخ زايد لمصر، قال "اللاوندى": "الشيخ زايد كان يرى مصر دولة قاطرة للعرب، حيث تتمتع بحضارة واعتدال ووسطية بشأن الدين الإسلامى".










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة