محيى الدين جاويش يكتب: إعادة الروح للسينما الجيدة

الإثنين، 17 ديسمبر 2018 08:00 ص
محيى الدين جاويش يكتب: إعادة الروح للسينما الجيدة شريط السينما

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بدأت علاقة مصر بالسينما فى نفس الوقت الذى بدأت فى العالم الخارجى، فالمعروف أن أول عرض سينمائى تجارى فى العالم كان فى ديسمبر 1895 فى العاصمة الفرنسية باريس  وكان فيلماً صامتاً للأخوين لوميير.

وبعد هذا التاريخ بأيام قُدم أول عرض سينمائي فى مصر فى مقهى زوانى بمدينة الإسكندرية فى يناير 1896  وتبعه أول عرض سينمائى بمدينة القاهرة فى 28 يناير 1896 فى سينما سانتي .

وعلى مدار مائة عام من ظهور السينما في "هوليود الشرق" أنتجت المئات من الأفلام السينمائية التسجيلية والروائية والغنائية والوثائقية التى تحولت إلى تاريخ لهذه الحقبة الزمنية المهمة من تاريخ مصر.

كانت جميع أوجه النشاط السينمائى فى أيدى شركات القطاع الخاص  وكانت القاهرة هى هوليود الشرق بالفعل، فانتشر الفيلم المصرى فى الدول العربية التى عرفت السينما واعتمدت عليه دور العرض فى سوريا ولبنان والعراق وشرق الأردن وفلسطين والجزائر وتونس وليبيا وحتى الحبشة بل وصلت الأفلام المصرية إلى الهند وباكستان واليونان والولايات المتحدة الأمريكية .

لصناعة السينما تأثير حيوى على مجريات الحياة فى مصر كما تعتبر شاهدا حيا على تاريخ مصر فى القرن الماضي بما شهده من أحداث سياسية واقتصادية لا تقتصر على مصر فقط وإنما تشمل العالم أجمع.

كما تُـعد السينما بمثابة مِرآة عكست بحرفية شديدة تاريخ مصر والعالم خلال القرن المنصرم وشكلت سـندا قويا لكثير من الثورات التي شهدتها مصر بدء من ثورة عرابي مرورا بحادثة دنشواي ودور الزعيم الوطني مصطفى كامل فيها وثورة 1919 ثم ثورة 23 يوليو 1952 وانتهاء بما نعيشه ونحيَاه الآن لذا فالسينما هي خير شاهِد على المائة عام الماضية.

فنانة كبيرة بحجم ليلى علوى انقطعت عن السينما تماما فى السنوات الأخيرة، حيث قالت عن ذلك إن النجومية بالنسبة إليها تعنى القدرة على التأثير فى المتلقى وإعادة تشكيل وجدانه وثقافته وتقديم قيمة إنسانية وفكرية على اعتبار أن الفن مسؤولية.

 

والحقيقة أن هناك أفلام يتم صناعتها بهدف التربح على حساب حضارة وثقافة مجتمعنا وعلينا أن نقف وقفة رافضة لتلك الموجة الجديدة من المشاهد والألفاظ البذيئة التى تحتويها الأفلام والمسلسلات أيضا والتى أصبحت سمة يشهدها العصر الراهن حيث انتشرت فى الآونة الأخيرة أفلام ومسلسلات عنف وإباحية تحمل في مضامينها الانحطاط الأخلاقى والمجتمعى والثقافى سواء بتدني مستوى اللغة أو بمشاهد غير صالحة للاستخدام الإنساني أفلام تتحدث فقط عن البلطجة والعشوائيات والراقصات والسرقة  وتجارة المخدرات  والدعارة.

السينما النظيفة مصطلح يطمح إليه المصرييون لمشاهدة أفلام لا تتضمن ألفاظ ومشاهد مخدشة للحياء وتخل بالنظام الاجتماعيفهم يريدون صناعة أفلام نظيفة وليست أفلام مخلة للأداب تظهر المجتمع المصري وكأنه ملئ بالفجور والانحطاط والتدنى الأخلاقى والثقافى.

هذه النوعية من الأفلام تدفع الشباب والأطفال بل والمجتمع بأكمله نحو الانجراف إلى  كل ما هو مخل بالآداب والانحطاط فى مختلف مستوياته لذلك فإن وزارة الثقافة عليها اتخاذ موقف حاسم وحازم نحو مثل هذه الأفلام التى يتم تسويقها فى دور العرض وفي نفس الوقت يجب أن تتيح الجهات ذات الصلة للسينمائي امتلاك أدوات التعبير وإلا سقط فى فخ الاسترخاص والفجاجة والغلظة، وهذا هو ما نراه مع الأسف فى الكثير من الأفلام التى اعتقد صناعها أن بالجنس وحده يأتى الجمهور.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة