استطاعت وزارة الآثار تحت قيادة الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، تحقيق العديد من الإنجازات، سواء كانت اكتشافات عديدة هزت العالم، أو افتتاحات للعديد من المواقع والمتاحف الأثرية، مما أحدث طفرة قوية فى الشأن المحلى والعالمى، وكان لـ اليوم السابع لقاء مع الدكتور خالد العنانى، لمعرفة أهم التفاصيل والكواليس داخل العمل الأثرى.. وإلى نص الحوار..
مؤخرا تعاقدت الآثار مع إحدى الشركات لتشغيل الخدمات بمنطقة آثار الهرم.. كم استغرقت مدة النقاش؟
استغرق العقد مع الشركة ما يقرب من 4 شهور، لمناقشة عدة أمور حسب ما رأت وزارة الآثار، وطبقا لشروط وقواعد الوزارة، وبعد مناقشة تفصيلة لدرجة أنه تم تغيير العديد من البنود وبالطبع لصالح الوزارة أولا وأخيرًا، تم إرسال العقد لوزارة الاستثمار لمراجعة العقد مرة أخرى، ثم تم عرضه على مجلس الوزارء وبناء على موافقته تم إبرام التعاقد، بإدارة بتشغيل الخدمات فى الموقع.
ما الدافع وراء هذا التعاقد؟
نحن فى وزارة الآثار لا نملك الخبرة لتقديم الخدمات للزوار، فنحن نفهم فى الحفائر والترميم وما إلى ذلك، ولكن تشغيل الكافيتريات وتقديم خدمات للزوار ليس من اختصاصنا، فنحن لدينا عدة كافيتريات على سبيل المثال فى الكرنك ووادى الملوك، وفى المتحف المصرى بالتحرير، ويقوم بتشغيلها أفراد متخصصين فى تشغيل الخدمات، وهذا أمر متبع وليس بجديد على وزارة الآثار.
هل تقديم الخدمات فى الهرم سيكون مختلفا عن بقية المواقع والمتاحف التابعة للوزارة؟
بكل تأكيد، ففى منطقة آثار الهرم يوجد 17 بازارا و4 كافتيريات وكل هذا يحتاج إلى شركة ضخمة مصرية لإدارتها تكون لديها القدرة على توفير جميع الخدمات مثل توفير شركات نظافة وأتوبيسات والخدمات التى يحتاجها الزائر، وأتمنى نجاح التجربة.
هل سيكون لشركة تشغيل الخدمات بمنطقة الهرم نسبة فى التذاكر الخاصة بالمنطقة؟
بالطبع هذا أمر مرفوض، ليس لشركة إدارة الخدمات بمنطقة آثار الهرم أى نسبة فى التذاكر على الإطلاق فكل ريع التذاكر يذهب لوزارة الآثار، وكل هذا طبقا لقانون الآثار، كما سيكون لوزارة الآثار نسبة 50% من حجم أرباح شركة الخدمات.
متى سيتم تطبيق ذلك على أرض الواقع؟
مشروع تطوير هضبة الهرم يسير بشكل منتظم للغاية، ونعمل على افتتاحه فى 2019، ولكن شركة تشغيل الخدمات لا تستطيع أن تطبق كل ما ستقدمه مرة واحدة، حيث إنها ستزود المنطقة بالعديد من الأتوبيسات والحناطير، وفتح الكافتيرات، وكل هذا يحتاج إلى وقت وتدريجيًا سيتم تطبيق النظام بالشكل الأمثل.
هل تحتاج وزارة الآثار إلى رعاة لأحداثها وفعالياتها واكتشافاتها؟
بكل تأكيد نعم، وأتمنى أن يكون لدينا أكثر من راعٍ للأحداث المختلفة.
قرر الرئيس تشكيل لجنة لحماية التراث.. ما مهام اللجنة؟
قرر رئيس الجمهوريةبتشكيل لجنة عليا لإدارة مواقع التراث العالمى، برئاسة مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، وعضوية 14 وزيرًا وممثلًا لعدد من الأجهزة والوزارات المختلفة، يؤكد اهتمام الدولة القوى بالآثار والتراث المصرى، وهذا القرار سيكون له صدى مهم لدى منظمة اليونسكو والتى تحتاج إلى العديد من التقارير والدراسات التفصيلية، وبتشكيل تلك اللجنة التى تضم فى عضويتها العديد من الجهات المعنية سيكون الرد على طلبات واستفسارات منظمة اليونسكو من الدولة، ما يساهم فى اتخاذ العديد من القرارات التى قد تعجز وزارة واحدة على اتخاذها، وتلك اللجنة ستجمع جميع المعنيين بالتراث ما يساهم فى رفع كفاءة الأماكن الأثرية الموضوعة على قائمة التراث ودراسة المشاكل ومن أهمها موقع أبومينا الأثرى بالإسكندرية، وأن هناك 7 مواقع أثرية مصرية موجودة على قائمة التراث العالمى بمصر منذ عام 1979، هى "أبو مينا" بالإسكندرية، وطيبة "الأقصر"، والقاهرة التاريخية، وآثار النوبة من فيلة إلى أبو سمبل، وجبانة منف (من أبو رواش إلى دهشور)، كما تمت إضافة "دير سانت كاترين" عام 2002 إلى القائمة، ووادى الحيطان بالفيوم كموقع تراث طبيعى عام 2005.
تلاحظ منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الاهتمام بالمتاحف والآثار المصرية.. ما تعليقك؟
الرئيس السيسى يهتم للغاية بالمتاحف والمواقع الأثرية، والدليل على ذلك الحرص على استكمال جميع المشاريع الأثرية التى توقفت منذ 2011، وخلال عهد الرئيس السيسى تم افتتاح عدد كبير من المتاحف والمواقع الأثرية، بتوفير التمويل بتوجيهات رئيس الجمهورية بتدخل الهيئة الهندسية لانتهاء المشاريع الأثرية المفتوحة، وتمويل وزارة الآثار بمليار جنيه من موازنة الدولة لاستكمال المشاريع بالوزارة.
هناك العديد من المتاحف غير التابعة لوزارة الآثار.. هل يحدث تنسيق بين الوزارة وباقى الوزارت بهذا الشأن؟
هناك لجنة تم تشكيلها برئاسة إلهام صلاح الدين رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار، للتنسيق مع جميع المتاحف الموجود فى مصر غير التابعة للوزارة مثل المتحف الزراعى والسكة الحديد وغيرها، لأن السائح يأتى لزيارة الموقع الأثرى وليس له علاقة بتبعيته لأى مؤسسة.
ماذا عن المتحف المصرى الكبير؟
تم إنجاز أكثر من 80% من الأعمال الانشائية به، ونعمل بالقرض اليابانى والقرض المصرى، وبدأت الدولة فى مايو الماضى تسديد القرض اليابانى الأول، إضافة لتقدم كل الدعم للمتحف المصرى، المقرر افتتاحه كاملا فى 2020 طبقا لتعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية.
متى سيتم افتتاح المتحف اليونانى الرومانى وقصر البارون؟
سيتم افتتاح المتحف اليوناني الروماني وقصر البارون أواخر 2019 أو فى أوائل 2020 .
وجهت للوزارة اتهامات بعدم اهتمامها بالآثار ذات الطابع الإسلامى.. ما تعليقك؟
بالفعل وجهت إلى الوزارة مثل هذه الاتهامات ولكن بالنظر فى حصاد الوزارة خلال العام الماضى نجد أن أغلب الافتتاحات والتى قد تصل إلى 70% ذات طابع إسلامى.
ما آليات تنظيم المعارض الخارجية؟
نعمل وفقًا لآليات محددة وصارمة ولن نقبل بالمساس بالقطع الأثرية، وعندما توليت مهام وزارة الآثار وضعت قانونا خاصا بالمعارض الخارجية وهو أن أى معرض آثار فى الخارج لن يخرج إلا بموافقة مجلس الوزراء عليه.
ماذا عن جرد المخازن المتحفية فى وزارة الآثار؟
نحن نعمل على جرد جميع المخازن التابعة لوزارة الآثار، وسيتم الانتهاء منه فى يناير 2019، لعرض ما تواصلنا إليه، وسوف تكون لدينا سجلات بتوثيق وتسجيل كل قطعة فى مصر.
هل يمكن أن يكون لدينا متحف للآثار الغارقة؟
فى الوقت الحالى صعب، فنحن نعمل على إنهاء جميع المشاريع المفتوحة فى الوقت الحالى لسرعة الانتهاء منها، وافتتاحها فى أقرب وقت، ولكن فى المستقبل سوف يكون لدينا متحف للآثار الغارقة.
ما موقف متحف الفنتين بأسوان وطريق الكباش بالأقصر؟
متحف الفنتين مغلق منذ سنوات، وكلفت المهندس وعد أو العلا، رئيس قطاع المشروعات بوزارة الآثار بعمل المقايسة وسوف يتم الانتهاء من ترميمه وتطويره بتمويل ذاتى، أما طريق الكباش فسوف يتم الانتهاء منه وفقا للتقرير الهندسى فى الربع الأول من 2019.
ماذا عن تثبيت المتعاقدين من العاملين بالوزارة؟
نسعى بكل حرص على تثبيتهم وأتمنى قبل عيد الأثريين أن يحدث جديد فى الملف وهناك وعد بذلك من المسئولين المتخصصين فى هذا الشأن.
هل من الممكن أن تكون هناك شركة لتشغيل الخدمات فى متحف الحضارة؟
بالفعل جاء عرض من شركة مصرية بتشغيل الخدمات بالمتحف، ولتشغيل المسرح والسينما، كما أن المركز التجارى فى متحف الحضارة خارج جدران المتحف، حيث يوجد 42 محلا وموقفا للسيارات، وتمت الموافقة من قبل لجنة التعاقد بشكل مبدئى.
ما عن خطة الوزارة فى 2019؟
نضع فى خطة العام الجديد الانتهاء من العديد من المهام منها "مجموعة مساجد أثرية بالتعاون مع وزارة الأوقاف، إضافة إلى مجموعة آثار بالدرب الأحمر، وصيانة وترميم مجموعة من الأديرة بالتعاون مع الكنيسة، والانتهاء من مشروع منطقة أبو مينا الأثرية، ومركز زوار أبيدوس وتطوير الموقع العام وخفض منسوب المياه الجوفية فى الاوزيريون - مشروع خفض منسوب المياه الجوفية بكوم أمبو، وبكوم الشقافة، و٣ قاعات العرض المركزى والمومياوات الملكية ومتحف العاصمة بمتحف الحضارة، مشروع ترميم هرم زوسر - المقبرة الجنوبية، ومشروع تأمين وإضاءة البر الغربى بالأقصر، وترميم المعبد اليهودى (الياهو هانبي) بالإسكندرية، ومتحف بالشراكة مع القطاع الخاص بالغردقة، ومتحف طنطا، متحف المركبات الملكية ببولاق، قصر الأمير يوسف كمال بنجع حمادى، افتتاح أول مصنع للمستنسخات الأثرية، كشك الجبلاية بقصر محمد على بشبرا، متحف شرم الشيخ (مرحلة أولى)، متحف كفر الشيخ، قصر البارون إمبان، المتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية، مشروع تطوير منطقة الأهرامات: تم الانتهاء تقريبا من المشروع، بالإضافة إلى أنه تم التوقيع عقد مع شركة أوراسكوم للاستثمار القابضة لتقديم وتشغيل الخدمات بالمنطقة، وأعلنها بكل وضوح (والأهرامات ليست للبيع).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة