مايسة الألفى تكتب: قلم وممحاة

الأحد، 16 ديسمبر 2018 02:00 م
مايسة الألفى تكتب: قلم وممحاة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى حجرة مطلية باللون الوردى ومليئة باللعب المختلفة هنا يوجد دمية وهناك على الفراش المنظم يوجد دب أبيض فمه وأذناه مطليّان باللون الأحمر ومكتب منظم علية كراسات ومقلمة تحوينا جميعًا، خرجت شهد من حجرتها كى تتناول طعام العشاء مع أسرتها الصغيرة، إن شهد فى الصف الثالث الابتدائى تحب كثيرًا الكتابة والرسم بى أنا قلمٌ رصاص مهم جريء أدون كل ما هو هام وضرورى أرقب كل شيء دون الإفصاح عن شيء لأنى قلمٌ أمين مميز اشترتنى شهد من مكتبة النور القريبة من منزلها كما اشترت معى ممحاة كبيرة لونها أحمر ودائمًا يدب شجار يومى على منضدة المذاكرة بينى وبين هذه الممحاة البائسة حيث تخرج فى ظلام الحجرة إلا من نور يأتيها من النافذة لتمحو أثار ما رسمته بى شهد فى كراسة الرسم، ويدور بيننا شجار طويل فتستقم الممحاة رافعة رأسها وتقول فى غرور:

الممحاة: لولاى لدمر كل شيء ولكانت الفوضى تعج بكل الكشاكيل والكراسات.

أنظر لها بتعالٍ وأخط بسنى على الورقة تاج كبير عليه نجمات مزينة فتسرع الممحاة البائسة لمحو ما خط سنى أغضب وأعلى صوتى محذّرا

القلم: إياكِ أن تقتربى مما أخطه أيتها الممحاة وإلا أوقعتك من فوق المنضدة.

فتسخر منى ضاحكة وتميل برأسها قليلًا وتقول:

الممحاة: وهل تقدر على إيذائى أيها القلم المغرور ما أنت سوى شيء من بعد تصحيحى ومحوى لأخطائك ثم تخفض رأسها وتنظر ناحية النافذة فأرد عليّها باحتقار

القلم: لولاى أيتها الممحاة لما تعلم البشر لغتهم وفنونهم ولولاى لما قامت الثورات على الظلم فى كل مكان فأنا أسطر كل ما هو فى هذا العالم أما أنتِ فلا تستطيعين إلا إزالة أخطائنا أفهمتِ أم أشرح لكِ ثانية.

تنظر إلى الممحاة باحتقار مقهقة بصوت عالٍ وتقول

الممحاة: إننى الأصل والأهم لولاى لدام خطأكم وانتشر ظلمكم وعيبكم أيتها الأقلام المغرورة

فأهدأ قليلًا متذكرًا بعد أمجادى من رسم لوحات عالمية وسطر بيانات هامة ثم أتنهد بعمق وأقول لها هازئًا

القلم: معذورة لا تحفظين التاريخ جيدًا لن أدخل فى حربٍ غير متكافئة

تنفعل الممحاة وتصرخ بقوة قائلًة

الممحاة: أه أأنا غير متكافئة معك أنسيت أيها القلم أن التكنولوجيا قد أنحتك جانبًا وأصبحت لا تظهر إلا فى التعليم فقط فكل المهمين فى الدولة تركوك لاستخدام الحاسوب وظللت وحدك شريدًا محروم من الاهتمام .

وهنا اشدت ثورتى وغضبى ورحت ألوثها بشخبططى عليها وراح إخوتى فى المقلمة يهجمون عليها لتشويها بكل الألوان أخذت تصرخ بكل قوة، وفجأة دخلت شهد الحجرة على إثر صوتنا المرتفع وصرخت منادية على أمها لتزيل أثار ثورتنا على المكتب بعدما تلوث بكل الألوان أسرعت الأم إلى الحجرة وراحت تمسح أثار كل شيء ولملتنا جميعًا الأقلام والممحاة وألقت بنا فى سلة المهملات وقالت لشهد: سوف أشترى لكِ مجموعة غيرها أن نوع هذه المجموعة ردىء لا يعرف النظام والنظافة وظللنا داخل سلة المهملات نصرخ كى ينقذونا من الهلاك لكن لا أحد يفهم لغتنا كى يساعدنا على النجاة استسلمنا للموت آملين فى الجيل القادم من المجموعة الجديدة والذى سوف ينتقم لنا جميعًا، ولعل رجل القمامة ينقذنا ويعطينا لابنه كى نكمل ثورتنا على تلك الممحاة الغريبة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة