حسن صادق هيكل يكتب: الاستفادة من الثروات المهدرة

الخميس، 13 ديسمبر 2018 04:00 م
حسن صادق هيكل يكتب: الاستفادة من الثروات المهدرة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إن الثروات المهدرة والضائعة على جميع المستويات المؤسسات الحكومية والإقليمية والعالمية كثيرة ومتعددة منها زيادة معدلات الهدر فى الإنفاق والاستهلاك على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع والمؤسسات والإدارات والوزارات والحكومات، وكذا انتشار البطالة بين الشباب والمتعلمين والمثقفين والجامعيين والباحثين والعلماء وغيرهم، وكذا انتشار مظاهر الأمية التقنية والمعلوماتية والرقمية والتكنولوجية المعاصرة بين المتعلمين والباحثين والعلماء وغيرهم.

 

وكذا استمرار تواجد ظاهر أمية القراءة والكتابة بين العديد من طوائف المجتمع، وكذا تحول السواد الأعظم من القرى والريف المصرى إلى مجتمعات طاردة للعمالة ومستهلكة لجميع السلع الغذائية والمنتجات الزراعية والحيوانية بعد أن كانت هى مصدر الإنتاج الرئيسى لهم، وكذا انتشار الحواجز والموانع بين مؤهلات وقدرات وخبرات واستعدادات كتائب وجيوش الخريجين فى جميع التخصصات ومتطلبات واحتياجات أسواق العمل المختلفة، وكذا هيمنة ظاهرة المجتمعات المستهلكة والمستوردة للتكنولوجيات المعاصرة وغياب ظاهرة المجتمعات المنتجة والمصدرة لها.

 

وانتشار عشرات الآلاف من الأبحاث والرسائل العلمية وغيرها فى شتى التخصصات العلمية والأدبية وغيرها، والتى هى حبيسة الأدراج والمكاتب والمكتبات العلمية، ولم يتم تطبيقها أوالاستفادة منها فى مشروعات تنمية وتقدم ونهضة الأوطان، وكذا تحول الثروات البشرية الهائلة والمتنوعة القدرات والمؤهلات من طاقات وقدرات وقاطرات تقود عجلة الإنتاج والتنمية والنهضة الوطنية المنشودة إلى طاقات وقدرات معطلة وثروات مهدرة، وكذا اختفاء أهرامات القدوة والمرجعيات المثالية المجتمعية المؤهلة والمكافحة والملهمة والحافزة والمحفزة للأجيال والتى تقود ديناميكية وحراك وتطور وتقدم ونهضة الأوطان وقد تصدر المشهد المجتمعى آخرون مغايرون لتلك المواهب والقدوات النابهة والنابغة، وكذا تحول القدوة والصدارة والإمامة المجتمعية من العلماء والمثقفين والمفكرين والمبدعين إلى رجال المال والأعمال وأصحاب الدخول المرتفعة، وكذا هيمنة المشهد المجهول والغائب والضبابى أمام مستقبل الأجيال من الشباب وطلاب العلم والعلماء والباحثين وغيرهم من مختلف الفئات.

 

وأيضا إعادة استيراد الصادرات الوطنية التعدينية والنفطية والغازية وغيرها الخام التى تم تصنيعها فى الخارج بأسعار عالمية، وكذا انتشار ظاهرة البطالة المقنعة بين العاملين والموظفين بالقطاع الحكومى والخاص وغيرها , وكذا تراجع معدلات الجودة والأداء والكفاءة بين العاملين والمعدات والمنشآت وغيرها، من هنا فإن الاستفادة المثلى من الثروات المهدرة تأتى من خلال إعداد النظم والخطط الإدارية والمعلوماتية والآلية والتقنية المعاصرة والمتطورة والرشيدة وغيرها لتقويم مسار جميع الثروات المهدرة وإدماجها فى الاقتصاد القومى للدولة، وكذا إعادة بناء جميع هياكل الهرم الإنتاجى والاقتصادى والتنموى والعصرى والحضارى والمعلوماتى والتقنى لكل الإدارات والمؤسسات والهيئات والوزارات وغيرها فى الدولة وكذا بناء هياكل وشبكات التواصل والحوار والترابط والتكامل والإتحاد والتنسيق والتآلف بين طبقات وطوائف المجتمع المختلفة , وبين الأثرياء والفقراء، وبين الحكماء والجهلاء، وبين الغاية والوسيلة، وبين الواقع والخيال، وبين الطموحات والإمكانيات، وبين المتعلمين والأميين، وبين الرؤساء والمرؤوسين، وبين الحكام والمحكومين، وبين العالم والعامل، وبين المعلم والطالب، وبين الإدارة والعمال، وبين العمل والإنتاج وكذا بين مؤسسات التعليم وأسواق العمل المختلفة وغيرها، ومن هنا ايضاً يجب ايضاً إعادة إحياء ثقافات العلم والعمل والإنتاج والتصنيع والتصدير وغيرها من خلال وسائل الإعلام ومراحل التعليم المختلفة، وكذا عودة ظواهر القرى والريف الإنتاجية من جديد، وكذا عودة بناء المدن الصناعية والتكنولوجية والتقنية والمعلوماتية المتقدمة والنظيفة والمعاصرة والتى تحاكى أعظم المدن الصناعية والتكنولوجية العالمية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة