كريم عبد السلام

أفريقيا الجديدة فى منتدى شرم الشيخ

الخميس، 13 ديسمبر 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الرئيس الرواندى بول كاجامى، فى كلمته بمنتدى أفريقيا 2018 المنعقد مؤخرا بشرم الشيخ دعا قادة القارة إلى العمل مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى حل المشكلات والمعوقات التى تواجه الدول الأفريقية ومنها البنية التحتية، مشيرا إلى ضرورة التعاون والتكامل فى جميع المجالات والمشاركة فى الخبرات، من أجل تغيير الواقع الراهن مع العمل على السماح للشباب بحرية الحركة والتعبير عن أنفسهم وأفكارهم من خلال الدعم المادى والتقنى.
 
 وفى المقابل طالب الرئيس السيسى فى كلمته مؤسسات التمويل والرؤساء المشاركة فى المنتدى بدراسة احتياجات الدول الأفريقية الحقيقية قائلا: «إذا كنتم ترغبون فى تغيير وجه القارة فإن اﻻتحاد الأفريقى يستطيع تبنى مشروع يتكلف نحو 150 مليار دولار لإيجاد البنية الأساسية التى تخدم نقل الطاقة بين الدول الإفريقية ومنها إلى العالم أجمع، ونحن فى مصر من خلال مشروعات البنية الأساسية التى استطعنا الانتهاء منها نستطيع الآن نقل الطاقة إلى الدول الأفريقية، وكذلك بالنسبة إلى الطرق، وأطالب جميع المؤسسات والمستثمرين فى القارة الأفريقية بإحياء هذا المشروع».
 
الزخم الكبير لقصة النجاح المصرية التى استطاعت أن تنجو من مشروعات الفوضى، وأن تحقق الأمن والاستقرار، بل وأن تخلق من الانهيار الاقتصادى واقعا جديدا مذهلا يضعها فى مصاف الدول الأكثر، انطلاقا ونموا فى العالم، هو نموذج مبهر لكل الدول الأفريقية، ومعظمها دول تسعى للتخلص من مشكلات التراجع الاقتصادى وضعف فرص التنمية وغياب البنية التحتية المعاصرة، ومن ناحية أخرى تسعى مصر إلى وضع أيديها على المشاكل الأفريقية المزمنة وتقديم الحلول والخبرات لمواجهتها، خاصة أنها تتسلم خلال أسابيع رئاسة الاتحاد الأفريقى للدورة المقبلة.
 
هذا التلاقى الإيجابى بين مصر القائد المسؤول صاحب الخبرات الذى يضع قدميه بقوة على طريق النجاح وبين الدول الأفريقية، يجعلنا نرى بوضوح ولادة أفريقيا الجديدة من منتدى شرم الشيخ 2018، أفريقيا الساعية إلى التكامل بين دولها، والباحثة عن وسيلة ناجعة للتنمية واللحاق بركب الدول المتقدمة وإغلاق صفحات الحروب الأهلية واستنزاف الثروات المحلية والهجرات إلى دول العالم المختلفة، والباحثة كذلك بحكم تاريخها وعاداتها وثقافاتها عن دولة قائدة وزعيم مؤتمن يقوم على سياساتها الجمعية دون تدخل فى السياسات الداخلية، وهو ما تجلى بوضوح فى مشاركات ممثلى الدول التى طالبت بالاقتداء بالتجربة المصرية والتكامل معها، لتحقيق أهداف جميع دول القارة التنموية، وهو ما تجلى من ناحية أخرى فى رسائل ومداخلات الرئيس السيسى التى عكست اهتماما بالغا بالمشكلات الأكثر إلحاحا فى أفريقيا والمطالبة بالعمل الجماعى على حلها. 
 
الرئيس السيسى تساءل عن مدى ملاءمة معدلات العمل الذى تتم للنهوض بأفريقيا مع الهدف المنشود، وهل تلك المعدلات تتناسب مع الفجوة الكبيرة بين دول القارة وبين الدول المتقدمة الأخرى، وطالب بوضع عامل الوقت كأحد أهم معايير الإنجاز فى ظل المعايير والسياسات المعمول بها فى العالم التى تخضع لمعايير علمية قد لا تنطبق على ظروف القارة الأفريقية، واستشهد فى ذلك بمشروع حفر قناة السويس الجديدة الذى انتهى تنفيذها فى سنة واحدة، ليس فقط حتى يقال إن مصر أنجزتها بمعدلات غير مسبوقة، ولكن لاعتبارات مهمة أخرى تتمثل فى إرساء مبدأ تحقيق الأمل، والإنجاز فى أسرع وقت رغم الركود الاقتصادى. 
 
التحدى الثانى الذى يواجه دول القارة الأفريقية وأشار إليه الرئيس السيسى هو نقص الخبرات والكوادر، وهذا التحدى سيواجه الدول الأفريقية خلال مسيرتها فى التنمية وأيضا منظمات التمويل الدولية، التى تضع اشتراطات لضمان إعادة الأموال التى تقرضها، ومن هنا تأتى أهمية الالتفات إلى برامج تمويل الدعم الفنى والعلمى والخبرات وليس فقط التمويل النقدى للمشروعات داخل القارة.
 
أما التحدى الثالث الذى أشار إليه السيسى فهو معدلات النمو السكانى المرتفعة داخل القارة التى لا تقابلها برامج تعليمية كافية أو تأهيل جيد للسوق، وفى المقابل تعانى الدول الأوروبية من مشكلة مضادة تتمثل فى تراجع النمو الديموجرافى، ومن هنا يمكن الحديث عن برامج مشتركة لتأهيل العمالة الأفريقية والاستعانة بها فى أسواق أوروبا لمواجهة أمرين الهجرات غير الشرعية العشوائية وسد العجز فى الدول الأوربية، ومزيد من النفع للدول الأفريقية. 
 
إدارة مصر للمشكلات الأفريقية بصورة عملية من خلال رئاستها للاتحاد الأفريقى بدأت من منتدى شرم الشيخ، وهى قيادة رشيدة يمكن أن تحرق المراحل وتسابق الزمن لترسيخ البرامج التنموية والتكاملية بين دول القارة مع التفاهم مع مؤسسات التمويل الدولية على ضوابط جديدة تخدم مصلحة القارة، وليس فقط مصلحة الدائنين.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة