صور.. من فصول محول الأمية لـ"الليسانس".. سهام مجدى تتحدى الظروف وتقهر الأمية وتتحدث "فارسى وعبرى" بطلاقة.. ابنة سوهاج لفتيات القرى والنجوع: لا تستسلمن للظروف والعلم هو سلاح أى بنت

رغم ظروفها الصعبة، التى كانت تحوطها من كل جانب إلا أنها نهضت بنفسها من جديد بعد أن استسلمت فى بداية الأمر إلى الظروف المحيطة بها بعدم تعليمها وجلوسها فى المنزل، كانت لديها رغبة ملحة فى قهر كل هذه الظروف وخاصة وأنها تحب العلم وبدأت حياتها من جديد، رغم أن أسرتها لم ترحب كثيرا بتعليمها ولكنها بعزيمة كبيرة وإصرار وإرادة تخطت كل العقبات وحصلت على مؤهلها العالى وليسانس الآداب قسم اللغات الشرقية بجامعة سوهاج، بل أصبحت تتحدث بالعديد من اللغات وتقرأ للأدباء والشعراء منهم وليم شكسبير الشاعر والأديب وتساهم فى دعم فصول محو الأمية بقريتها نزلة عمارة التابعة لمركز طهطا بمحافظة سوهاج.

سهام مجدى حلمى 29 سنة، عانت ظروف صعبة جعلتها تستلم لواقعها فى البداية بعدم تعليمها، وخاصة وأن التعليم ليس بالسهل للفتيات، إلا أنها نهضت بنفسها من جديد بسبب حبها للعلم وعرضت على أسرتها الالتحاق بفصول محو الأمية ووافقت الأسرة بصعوبة إلى أن صلت على شهادة محو الأمية عام 2001 بتشجيع كبير وقتها من محمد الدالى مدير عام فرع محو الأمية بسوهاج، والذى ساعدها كثيرا، وناصر محمد على مدير إدارة محو الأمية بمركز طهطا، وانتهى حلمها أخيرا بالحصول على ليسانس الآداب من جامعة سوهاج قسم اللغات الشرقية.

انتقل "اليوم السابع" إلى قرية نزلة عمارة بمركز طهطا والتقى الفتاة المكافحة، وقالت والسعادة تغمرها إنها فخورة بكل ما حققته فى سنوات قليلة فقد عانت ظروف صعبة كانت تمثل لها أصعب فترات حياتها، إلا أنها انتقلت بنفسها من الظلام إلى النور وحصلت على شهادة محو الأمية عام 2001 ثم حصلت على الشهادة الإعدادية عام 2004 من مدرسة أحمد عبد الرؤوف وكانت تذهب إليها بصحبة شقيقها الآخر، ووقتها حصلت على مجموع يؤهلها إلى الثانوية العامة ولم تتردد وكانت فى قمة السعادة حيث إنها لم تحصل على أى دروس خصوصية سوى مادة اللغة الإنجليزية وفى عام 2007 حصلت على شهادة الثانوية العامة بمجموع 73% والتحقت بكلية الآداب قسم اللغات الشرقية وأنها تحب اللغات وهى الآن تتحدث فارسى وعبرى.

وتضيف سهام، أنها أثناء دراستها حصلت على دورات كثيرة فى الكمبيوتر لزيادة ثقافتها بالمجال وقد عانت كثيرا أثناء تعليمها، حيث إن أسرتها اشترطت عليها توقفها عن الدراسة فى حالة رسوبها إلا أنها نجحت فى كل السنوات وتحدت كل الظروف وعندما انتهت من تعليمها الجامعى لم تتوقف عن القراءة للأدباء والشعراء وخاصة شكسبير بالإضافة إلى أنها تعمل حاليا مشرفة على فصول محو الأمية فى قريتها وتتمنى أن تعمل فى مجالها بالتعيين موجه نصيحة للفتيات فى القرى والنجوع بعدم الاستسلام للأمر الواقع بعدم التعليم فالعلم هو سلاح أى فتاة.