أول مصنع للمستلزمات الطبية فى الدلتا.. حلقة جديدة فى مسلسل نجاح جهاز تنمية المشروعات.. "صلاح السعيد": رفضت الوظيفة لأصبح من رجال الأعمال.. المصنع يغطى احتياجات 6 محافظات والمنتجات لا تقل عن جودة المستورد

حلقة جديدة تضاف اليوم، إلى مسلسل دعم جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر للشباب فى مصر، تأتى هذه المرة إحدى القرى التابعة لمحافظة الدقهلية، بطلها المواطن صلاح ماهر السعيد، والذى يعيش فى قرية المالحة، التابعة لمركز المنصورة، بمحافظة الدقهلية، وأحد المستفيدين من قروض جهاز المشروعات المتوسطة والصغيرة.

يشير صلاح ماهر السعيد، فى بداية حديثه إلى أنه حينما تخرج فى كلية الخدمة الاجتماعية عام 1993، وجد أن الوظيفة المرشح للالتحاق به هى موظف يتقاضى راتبا أساسيا تبلغ قيمته 230 جنيها، من هنا شعر بأن هذه الوظيفة تتعارض مع أحلامه وطموحه وهو أن يصبح من رجال الأعمال، فالوظيفة كما رآها "سوف تكون عائقا أمام حلمى وتقيد حريتى فى العمل والانطلاق".

يتذكر صلاح ماهر السعيد بدايته فيقول: "بدأت عملى فى مجال المبيعات فور تخرجى بعد أن رفضت الوظيفة، وبدأت فى بعض الشركات الصغيرة وتنقلت بين عدة شركات لأدوات التجمل كمندوب مبيعات، وعملت بذلك المجال على مدار 14 عاما، اكتسبت خلالها خبرة طويلة وقررت أن أحقق حلمى بعدما تمكنت من تأسيس أسرتى الصغيرة وأنجبت أربع أبناء".

ينتقل صلاح ماهر السعيد من سنوات الخبرة والكد إلى لحظة مفصلية فى حياته، وتحديدا فى عام 2008 حينما "توجهت إلى جهاز المشروعات المتوسطة والصغيرة للحصول على قرض للبدء فى تأسيس مشروعى، حينها حصلت على قرض بقيمة 50 ألف جنيه وتم سداده بالكامل، وحصلت على قرض آخر بقيمة 50 ألف جنيه فى عام 2013، حيث قررت التوسع فى النشاط وإنشاء مكتب لتجارة وتوزيع المستلزمات الطبية فى قطاع الدلتا".

يشير صلاح ماهر السعيد إلى أنه فى ذلك الوقت لم يكن يملك الإمكانيات الكافية للبدء فى تحقيق حلمه لبناء مصنعا لتصنيع المستلزمات الطبية، لكنه بدأ فى قرية المالح، للعمل على تصنيع المستلزمات والأربطة الطبية، فقام بكافة الإجراءات من أجل الترخيص وإنهاء كافة الأوراق اللازمة، وبدأت عملى وأطلقت اسم مصنعى والمنتج أوزيل لمحبتى الشديدة لنجم الكرة مسعود أوزيل.

فى بداية مشروعه يتذكر صلاح ماهر السعيد أنه كان بحاجة إلى ثلاثة عمال، أما الآن فالمشروع يعمل به 30 عاملا وعاملة ومعظمهم من الأرامل والبنات، ويسعى لزيادتهم إلى 150 عاملا، وذلك نظرا لأن قريته لا يوجد بها مشروعات صناعية، فكان مصنعه بمثابة بوابة الأمل لأبناء أهالى قريته أيضًا، ناهيك عن الفتيات والسيدات ممن ليس لديهن من يعولهن، وبعدما أصبح مصنعه الوحيد منطقة الدلتا الذى يعمل فى تصنيع المستلزمات الطبية، تمكن من تغطية ست محافظات هم: الدقهلية، الشرقية، دمياط، الغربية، بورسعيد، الإسكندرية، وبعض العملاء من الصعيد يشترون من منتجاتنا فى بنى سويف وأسيوط.

يصف صلاح ماهر السعيد منتجات مصنعه بأنها لا تقل قيمة عن جودة  المستورد، مؤكدا حرصه على أن يبقى هذا أحد أهم مميزات مصعنه، مشيرا إلى أن مصنعه ينتج 35 صنفا، ولاحقا سيقوم بإنتاج منتجين جديدين، وهما حزام كامل للظهر وركبة مفصلية، مسترشدا بكافة النماذج الموجودة بالأسواق، والحرص على المقارنة الدائمة مع المنتجات العالمية، مشيرا إلى أن المصنع يملك 12 ماكينة ويسعى لشراء ماكينة يصل سعرها إلى أكثر من مليون جنيه لإنتاج المزيد من الأنواع مثلا شرابات أعلى الفخذ والتى تباع شهريا بقيمة تتراوح من 250 إلى 300 ألف جنيه.

يختتم صلاح ماهر السعيد حديثه بأهم لحظة فى حياته، والتى تتمثل فى "نظرة الفخر فى أعين أبنائى الأربعة وزوجتى التى تعمل مدرسة وتحملت معه الكثير من أجل تحقيق حلمه"، مشيرا إلى أنه يسعى أيضا للحصول على قرض ثالث من الجهاز لشراء قطعة أرض لتوسعة المصنع وتوظيف المزيد من العمالة.