العديد من الدراسات قد أثبتت أن هناك علاقة قوية تجمع ما بين الغضب والصحة العامة للإنسان، فسلوك الغضب يظل تحت سيطرة وتحَكُم الإنسان نفسه، قال الملك والحكيم سليمان قديما لا تسرع بروحك إلى الغضب لأن الغضب يستقر بداخل الشخص الجاهل فهو فعل أمر يدل على أنه أمر لم يخرج من نطاق سيطرتنا.
البيئة التى ينشأ الفرد بداخلها والثقافة التى تحيطه فى مراحل عمره الأولى تحدد شكل استجابته فى التعامل مع اليأس والإحباط والغضب لاحقاً، هناك أُسرة قد تربَت أفرادها على مواجهة الأزمات والمِحن بشجاعة وقوة، وهُناك ثقافة أُخرى قد اعتادت على سرعة الاستثارة والاستجابة للغضب، فما تردد فى أذهاننا منذ الطفولة يحدد مدى استجابتنا للأمر لاحقاً، ولكن أن كنت قد نشأت فى اُسرة لم تراعى ذلك الأمر فاطمئن لأن الفرصة مازالت قائمة للتغيير، فقط امتلك المزيد من الإرادة وسوف تفعلها.
عندما نستقبل الحدث بالحواس يتم إرسال إشارة إلى القشرة المخية (مركز عمليات التفكير بالمخ) وحينها يتم استرجاع الذكريات والخبرات الخاصة التى تم تخزينها سابقاً فى المراكز المنظمه بداخل القشرة المخيه ومن هنا يتم إرسال الأمر إلى مركز الانفعالات لبدء نشاط الغضب والتوتر.
الأمراض التى تُصاحب الغضب المستمر أولها الصداع: ويحدث ذلك نتيجة زيادة نبضات الأوعية الدموية الموجودة بداخل الرأس، وزيادة نسبة السكر فى الدم و ارتفاع ضغط الدم وأمــراض القــلب: من أكثر الأعضاء التى تتأثر بالغضب هو القلب فالغضب الشديد المستمر يُدمر صحة القلب، هناك العديد من الأبحاث قد أثبتت أن نوبات الغضب سبب رئيسى فى الإصابة بجلطة القلب والنوبات القلبية التى قد تصل إلى الوفاة المفاجئة، الانفعال الشديد يُجهد عضلة القلب فتزداد حينها نسبة الإصابه بتلف الشرايين وحدوث انسداد بها وتصلبها، مع العلم أن الشريان هو وعاء دموى مرن، وهناك احتمال أيضاً بالإصابة بتمزق فى جدار الأوعية الدموية وحدوث نزيف داخلى قد يودى بحياة الشخص.
وكذلك نقص المناعة وتأخر الشفاء: غضب الإنسان الشديد ونمط حياة الإنسان غير الصحى يُحدِث انخفاض فى عدد الخلايا الليمفاويه (من أنواع كرات الدم البيضاء) فيؤدى إلى ضعف المناعة وتأخر شفاء الأمراض وارتفاع نسبة الإصابة بالعدوى لعدم قدرة المناعة على التصدى لها.
وهناك العديد من الأمراض الأخرى التى قد تصيب من اعتاد على عدم التحكم فى أعصابه أثناء الغضب كاضطرابات الجهاز الهضمى وحدوث القرحه والتهابات المعدة، زيادة مستوى الكولسترول فى الدم، الإصابة بالقولون العصبي.
أخيراً تذكر أن حالتك الصحية هى جزء غير منفصل عن أفكارك ومشاعرك، وإن سوء إدارة الغضب قد يُدمر الإنسان بالكامل، إلى أن ألتقى بكم فى جزء تالى عن فن إدارة الغضب بطرق بسيطة وعملية، استمتعوا بحياتكم وإلى اللقاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة