فتيحة بن كتيلة الجزائر تكتب : حتى لا ننسى التاريخ.. نوفمبر يشهد علينا

الإثنين، 05 نوفمبر 2018 02:00 م
فتيحة بن كتيلة الجزائر تكتب : حتى لا ننسى التاريخ.. نوفمبر يشهد علينا علم الجزائر أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نوفمبر جل جلالك فينا.. ألست الذي بث فينا اليقينا.. سبحنا على لجج من دمانا

وللنصر رحنا نسوق السفينة.. وثرنا نفجر نارا ونورا.. ونصنع من صلبنا الثائرين.. ونلهم ثورتنا مبتغانا وتلهم ثورتنا العالمين.

 

ثورة نوفمبر الجزائرية ثورة ضد المستعمر ثورة ضد العبودية والاستغلال .. ثورة نوفمبر المجيدة ثورة الحية والكرامة، ولم تكن هذه الثورة الوحيدة بل سبقتها ثورات وتضحيات، لكن ثورة  نوفمبر سجلت الفيصل وكانت القاضية في نوفمبر اتحد الشعب الجزائري رجالا ونساء صغارا وكبار شيوخا وشبابا  شمالا وجنوبا ، لتبرهن للعالم أننا أردنا والقدر استجاب، عملا بقوله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

وكما قال الشابى، "إذا الشعب أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر.. ولابد لليلي أن ينجلى.. ولابد للقيد أن ينكسر"، هكذا قرر أبناء الجزائر إطلاق أول رصاصة عبر كامل التراب الوطنى فى 1 نوفمبر 1954، انطلقت ثورة نوفمبر لتواجه مائة وثلاثين سنة ' 130 سنة "من الاستعمار، متسلحة بمنظور وطني وإيماني وعقائدي لتحرير الإنسان من خرافة أن فرنسا لن تغلب وأن فرنسا قوة عالمية ،فجأة الثورة المباركة لتكذب هذه الخرافة وتوقد في الشعوب المحتلة حب الحرية وكسر قيد الاستعباد والاستبداد، ومناصر ة الشعوب الضعيفة ومنحها حرية تحقيق المصير، وكان شعار ثورتنا المباركة الروح الوطنية والإيمان بحق الحرية وكل ذلك جاء، مسطرا في بيان أول نوفمبر الذي جاء فيه أن أول هدف للثورة هو إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيدة الوطنية ضمن إطار المبادئ الإسلامية.

وخلفت هذه الثورة مليون ونصف المليون شهيد من مختلف الأعمار والأجناس والمناطق، فرنسا كانت تستهدف كل شئ في الجزائر من دين وعقيدة ولغة، واستعملت كل وسائل التخريب فحرقوا المساجد والمدارس وشردوا السكان ورملت النساء وعذب الأطفال وطمسوا كل رموز السيادة الوطنية ,فنشروا الجهل والشعوذة وحاربوا العلماء واستعملوا القنابل والمتفجرات التي للآن مازال الشعب الجزائرى يعانى من انفجاراتها في جنوب الجزائر، فخلفت بذلك ضحايا قتلى ومعاقين.. ورغم  كل ذلك قال الشعب قول لا للعبودية ، نعم للحرية . نعم للاستقلال ..

كما قال شاعر الثورة مفدي زكريا الذي كان يلهم الثوار والشعب بكلماته الرنانة القوية التي كانت أشد من الرصاص على قلب العدو.

وقال مخاطبا فرنسا فى ثورة نوفمبر

 

يا فرنسا قد مضى وقت العتاب    وطويناه كــما يطوى الكـــتاب

يا فرنسا إن ذا يوم الـحــساب     فاستعدي وخذي منــا الجواب

إن في ثــورتنا فصل الـخطاب    وعقدنا العزم أن تـحيا الجزائر

فاشهدوا .. فاشهدوا .. فاشهدوا

 

وها قد مرت  61 سنة من اندلاع ثورة نوفمبر المجيدة ويحتفل الشعب الجزائري بهذه المناسبة كل سنة ولا يعني الاحتفال بعد تضحيات آبائنا الشهداء اليوم،  ولا البكاء على الماضي، والنحيب بل الاحتفال من أجل مواصلة انطلاقة الماضي، ذلك الماضي الذي لا تختلف ظروفه عن واقع الجزائريين اليوم كثيرا، تلك الانطلاقة التي غيّرت مجرى حياة الجزائريين وكانت مطلع فجر جديد، كما دون ذلك شاعر الثورة «مفدي زكريا» في قصيدته الشهيرة نوفمبر.

ويبقى هدف السمو بالوطن ورقيه والحفاظ عليه من كيد الأعداء هدفا قائما لليوم وغاية واجبة على كل وطني شريف غيور على وطنه.

ويبقى كما قال الشاعر والشيخ ابن باديس

شعب الجزائر مسلما.. وإلى العروبة ينتسب

 من قال حاد عن أصله.. أو قال مات فقد كذب

هكذا هو المواطن الجزائر مسلما عربيا أبيا أصيلا

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة