سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 30 نوفمبر 1965.. عبد الناصر يوافق على إنشاء تنظيم «الطليعة العربية» بفروع فى الدول العربية.. وفتحى الديب أول أمين عام

الجمعة، 30 نوفمبر 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 30 نوفمبر 1965.. عبد الناصر يوافق على إنشاء تنظيم «الطليعة العربية» بفروع فى الدول العربية.. وفتحى الديب أول أمين عام جمال عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تقدم فتحى الديب «أمين الشؤون العربية فى رئاسة الجمهورية» بمذكرة إلى الرئيس جمال عبدالناصر يوم 30 نوفمبر «مثل هذا اليوم عام 1965»، يقترح فيها إقامة تنظيم سرى عربى يرتبط بالقيادة الثورية العربية فى مصر، فوقع عبدالناصر عليها بكلمة «أوافق»، حسبما يؤكد عبدالغفار شكر فى كتابه «الطلعية العربية- التنيظم القومى السرى لجمال عبدالناصر».
 
قدم «الديب» فى مذكرته مبررات إنشاء هذا التنظيم ومنها: «تكوين قيادات ملتزمة لتحريك جماهير الشعب العربى للتصدى للتحديات الداخلية والخارجية المناوئة للثورة العربية»، واقترح أن يكون اسم التنظيم «الطليعة الثورية العربية» أو «طلائع الثورة العربية»، واقترح البدء «بقطاع الطلبة العرب فى القاهرة، ثم فى أوروبا وأمريكا، للتحرك فى مجال إقامة التنظيم، باعتبارهم يعيشون فى تجمعات مركزة وكثيفة، إضافة إلى حيويتهم فى مجال هذا النشاط القومى وإيمانهم العميق به»، وتوقع «الديب» أن «قصر التحرك على المجال الطلابى سوف يثير حساسيات لها خطورتها فى المدى الطويل»، واقترح العمل بهدوء فى مختلف القواعد الشعبية.
 
يعيد «عبدالغفار شكر» سبب اقتراح أن يكون بداية التحرك فى قطاع الطلبة العرب إلى أن «الديب» كان مختصا بالتعامل مع هذا القطاع كأمين للشؤون العربية فى الاتحاد الاشتراكى العربى، سواء فيما يتصل بتقديم المنح الدراسية لهم، وتسهيل إقامتهم فى الجمهورية العربية المتحدة، والإشراف على بعض المؤسسات التى ينشطون من خلالها مثل «نادى الطلبة العرب» فى القاهرة، وكذلك حل المشاكل المعيشية التى تواجههم فى إقامتهم فى مصر».. يؤكد «شكر»: «نشأت بالفعل علاقات سياسية وفكرية مباشرة بين فتحى الديب وعدد غير قليل من الطلبة العرب، وكان قد شرع فى عقد دورات تثقيفية، وتنظيم ندوات سياسية لهم، قبل الحصول على موافقة «عبدالناصر» بإقامة تنظيم «الطليعة العربية».
 
أرفق «الديب» مع مذكرته إلى عبدالناصر مشروعا لنظام العمل المقترح للتنظيم ولائحته الداخلية، مؤكدا: «بمجرد التصديق عليه سنمارس تكوين نواة التنظيم فى كل من ليبيا وتونس والجزائر والسودان واليمن».. ويتتبع «شكر» المراحل التمهيدية للتنظيم، مشيرا إلى المناقشات التى بدأت منذ عام 1963، وشارك فيها مفكرون قوميون عرب من مختلف الأقطار العربية، وتناولت «بناء الحركة العربية الواحدة» التى تضم العناصر القومية النظيفة لتعبئة كل القوى العربية من أجل بناء الوحدة العربية، ويؤكد «شكر» أن أمانة الشؤون العربية برئاسة فتحى الديب فى الاتحاد الاشتراكى العربى «التنظيم السياسى الوحيد فى مصر وقتئذ» انطلقت فى بناء هذا التنظيم الذى اتخذ اسم «الطليعة العربية»، وتم اختيار أعضاء أمانة الشؤون العربية من بين العاملين فى مختلف أجهزة الدولة الذين تتوافر فيهم المواصفات المطلوبة، وممن يمارسون هذا النشاط بترشيح من قيادات الاتحاد الاشتراكى أو التنظيم الطليعى «طليعة الاشتراكيين» أو «منظمة الشباب الاشتراكى»، وكان لبعضهم صلة بجهاز المخابرات أثناء عملهم الوظيفى فى بعض البلدان العربية، وتم إلزامهم بأداء القسم للتنظيم، واكتسبوا عضويته.
 
حسب «شكر» فإن الأسماء التى تم البدء بها هى «عبدالرحمن محمد فريد عثمان «وزارة العمل»، عبدالعزيز هندى مخيمر «وزارة الإدارة المحلية»، حافظ عزيز السيد «وزارة العمل»، عبدالتواب عبدالرازق سالمان «البنك الصناعى»، سمير محمد حجازى «وزارة التربية والتعليم»، محمد على معروف الخولى «وزارة الإرشاد» الإعلام، «سعيد حسن محمد عبدالله» وزارة الإرشاد «الاستعلامات»، نجوان محرم أحمد محرم «جريدة الجمهورية»، محمد عبدالسميع خالد «وزارة الإدارة المحلية»، عبدالرحمن طلعت إدريس محمد «مؤسسة تعمير الصحارى»، حمدى على على بحر «وزارة الصناعة»، حسن حسين عامر «وزارة التربية والتعليم».
 
يؤكد شكر، أنه تم تدعيم هذا الفريق بآخرين، فوصل عددهم إلى 21 عضوا، واستفادت أمانة الشؤون العربية بأسماء أخرى، مثل الدكتور يحيى الجمل، والدكتور أحمد صدقى الدجانى، والدكتور محمد عبدالشفيع عيسى، وغازى فخرى، وتم انتداب دبلوماسيين من وزارة الخارجية، وهم: طه الفرنوانى، فخرى عثمان، حسين الكامل، فتح الله الضالعى، نبيل غنيم، وأصبح هؤلاء جميعا سفراء.
 
يؤكد «شكر»: «اعتمد التنظيم صيغة فريدة وهى، سرية الحركة، سرية التنظيم، سرية الأعضاء، واتخذت فى كل قطر عربى «غطاء علنيا» لنشاطها، حزبا سياسيا أوحركة شعبية أو منظمة جماهيرية، ولم تصدر بيانات سياسية أو منشورات جماهيرية باسمها، وهو ما وفر لها ولأعضائها الحماية من هجمات الأمن، وبالرغم من اعتقال الكثير من أعضائها، فإنهم لم يتم اتهامهم أبدًا بالانتماء إلى تنظيم الطليعة العربية، وبذلك نجحوا بفضل هذه الصيغة الفريدة فى حماية التنظيم، وضمان استمرار نشاطه، مما أثمرعن جيل جديد من القيادات الناصرية».
 
انتشر التنظيم بفروعه فى أكثر من بلد عربى وأوروبى، ليبيا، فلسطين، الأردن، العراق، تونس، مصر، لبنان، سوريا، اليمن الشمالى «منه وصل إبراهيم الحمدى إلى الرئاسة فى 13 يونيو 1974 واغتيل فى صنعاء 11 أكتوبر 1977»، اليمن الجنوبى، السودان، موريتانيا، الكويت، البحرين، قطر، عمان، الإمارات، وتولى «فتحى الديب» منصب الأمين العام للتنظيم من 1965 حتى 1973، وأديب الجابر «1973 إلى 1975»، وأحمد صدقى الدجانى «فلسطين» من «1975 إلى 1977»، وخير الدين حسيب «العراق» من «1977 إلى 1979»، وعبدالرحيم مراد «لبنان» 1979 إلى 1982، محمد فائق «مصر» من «1982 إلى 1986»، وصلاح الدسوقى «مصر 1986»، وهو العام الذى شهد انقسامًا أدى إلى تجميد التنظيم.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة