نيفين سرور تكتب.. حينما نفقد هويتنا

السبت، 03 نوفمبر 2018 06:00 م
نيفين سرور تكتب.. حينما نفقد هويتنا ورقة وقلم أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إن ألم فقدان الهوية يفوق فى أوجاعه كثير من الآلام..

حين تشعر كأنك ورقة شجر سقطت على أديم الأرض تحركها الرياح فى غياهب الطرقات..

أو كقارب يتهادى على سطح البحر دون صاحب..تتناقله الأمواج المتلاطمة ولا يدرى أين وجهته..ولا متى سيتوقف.

إنه ألم يجعلنا نرمق الوجود حولنا بنظرات مستنكرة..بل إن وجوهنا نحن نتأملها بنظرات حائرة كأننا لا نعرفها..ويظل يتنامى ببطء ألم فقدان هويتنا كل يوم بداخل رحم تلك الغربة المظلمة.

فمتى تحين اللحظة التى نجد فيها كُنهنا؟ ماهيتنا؟

متى تجىء لحظة المخاض المؤلمة لتولد ذواتنا من جديد؟

حينما نُقرر نحن أننا نريد..

فكلما طالت فترة فقدان هويتك كانت آلام المخاض أشد..حتى تخرج من بين ثنايا هذا الرحم المظلم تصرخ كالجنين المولود..

وفى تلك اللحظة نتحسّس هويتنا كما تتحسّس الأم جنينها الجديد.

فمهما طالت فترة المخاض تلك لابد وأن تتحملها لأنها هى اللحظة التى ستحدد فيها مسار باقى ملامح جنين هويتك..

فإما أن يُولد مُشوّهًا أو أن يُولد مكتملًا..

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة