تامر شاهين يكتب: ولم لا؟

الأربعاء، 28 نوفمبر 2018 12:00 م
تامر شاهين يكتب: ولم لا؟ الفراق - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يكن من السهل عليه نسيان زوجته التى قررا معا منذ وقت غير بعيد بدء رحلة الافتراق بعد أن بات استكمال الحياة معا دربا من دروب المستحيل، إذ لم يكن هناك أصلا هذا التوافق الروحى بينهما، هذا التوافق الذى ظلا يبحثان عنه معا طيلة عام كامل، لم يكن ذلك القرار يتمتع بمرجعية أسرية أو عائلية إطلاقا، بل كان نابعا تماما من عدم التلاقى الروحى بينهما، إذ ظلا يسيران كالخطين المتوازيين، لا يلتقيان أبدا، و فى هذه الفترة طالما حاول بشتى الطرق تمهيد كل السبل المؤدية الى الإستقرار النفسى و العاطفى لكى يتمتع بحياته فى ظل تلك الأسرة التى كان يحلم بتكوينها يوما، و لكن ليس فى الإمكان أكثر مما كان، و بات الانفصال وشيكا، تحدثا معا، اتفقا معا، و كان خروجا آمنا للطرفين .


شكر الله كثيرا كونه لم ينجب من زوجته أطفالا، لعلهم إذا جاؤا بئسوا فى هذا العالم المزرى،
ظل يرى الأشياء بلون قاتم بوادر الاكتئاب النفسى ظلت ترنو إليه لم يستطع النوم لليال كثيرة   ما المخرج   ظل يفكر  لم يعد الرجوع الى الوراء ذو فائدة  وبات التقدم الى الأمام أصعب ما يكون  أثقالا تحيط بقدميه  هل فشل فى علاقته بالجنس الآخر   هل يجرب مرة أخرى هل كان هو المخطئ منذ البداية لا أحد يعترف بخطئه أبدا تساؤﻻت كثيرة و حيرة وقع فيها و لا يلوح فى الافق مهرب من هذه الأفكار .

 
نظرات من عينين جميلتين كانت تراقبه كلما كان هذا ممكنا جارته التى بكت طويلا بعدما تزوج من غيرها هو يعرف انها تحبه و لكنه أبدا ما كان يشعر بذلك الانجذاب إليها صباحا و مساء تلقى التحية عليه يشعر بنظراتها تخترقه لم يكن مرتاحا لهذا و لكنها بدت كأنها النور الموجود فى نهاية النفق المظلم هل يحبو الى النور أم لا و هل لديه هذا الاستعداد لخوض تجربة يمكنها أن تكون كسابقتها أم لا و هل هناك ما يضمن لها النجاح انها تحبه و هو لا يكرهها هل هذا كاف ليسلك هذا الطريق إنه فى مفترق طرق لا يعرف إلى أين سيتجه و لا يعلم ما يخبئه له أى من القرارات المصيرية التى سوف يتخذها لعل الأمل يزدهر وسط الألم لعل التى تحبه أفضل من التى أحبها و لكنه لا يستطيع تحمل أبدا ذنب إفساد حياة أنثى ليس لها من الأمر شيء سوى أنها أحبته بصدق لا يستطيع اتخاذ القرار أيذهب الى النور فى نهاية النفق المظلم أم يبحث فى الظلام عن طريق آخر لا يرى فيه النور و ما زال يفكر.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة