يهل ميلاد المصطفى كل عام هجرى ليذكرنا بالهدىٰ الذى طال الأرض بنوره وجعل الأمة هى خير الأمم، يضىء لنا الكون ضياءً، ولمعة، ومحبة، مما يجعل السكينة تتسلل لقلوبنا زحفاً تذكرنا بأننا هُدينا رحمة من رب العالمين كانت محمدية أبدية ليوم الدين .
مولد المصطفى سيد الخلق وحبيب الحق وهادى الهدى والشفيع فى اليوم الذى لا شفيع فيه ولا أنيس غيره، من سيذكرنا عند ربه ويهون علينا مهاول يوم عظيم بنداه " أمتى ..أمتى"، التانى عشر من ربيع الاول، من ربيع العالم، من ربيع زهارير الحياة وبرعم الإيمان فيها ، وطلوع البدر علينا وثنيات المولد النبوى الشريف.
ومن ثنيات مولد سيد الخلق، هو شعار المحبة الذى يعلو ويُشهر فى كافة الدول الإسلامية، تهليلاً وتكبيراً واحتفالاً بالنور العظيم الذى غيّر مسرىٰ الحياة والدين، ونشل العباد من الضلالة للهدى، وهذه الاحتفالات تتنوع فى البلاد الإسلامية وتختلف، فكلاً من هذه البلاد تحاول الاحتفاء بمولد سيد الخلق بطريقتها الخاصة.
وأول مراسم هذا الاحتفال هى مكة أرض المهد والوطن، والتى تفتح على مصراعيها عمراتاً جما لزيارة الحبيب فى مولده، وتكون عمرة الربيع، وايضا لا تكتفى مكة بذلك فقط إنما تشع نوراً أخضراً من أعلى مآذنها " برج الساعة " احتفالاً بقدوم المولد النبوى الشريف .
أما أم الدنيا فهى تختلف فى احتفالها بعض الشىء فهى تحب اقتران الطعام والمأكولات الشهية بمناسباتها المحببة والمميزة لذلك فهى صنعت،حلوى المولد، والتى تكتسح الأسواق فى المولد النبوى كرمز لشىء جميل تحتذى به "رغم اختلاف الأئمة فى حرمة وجواز الحلوى " لكنها تبقى أولاً وأخيراً طقساً تتبعه مصرنا العزيز فى احتفالها بمولد الهادى صل الله عليه وسلم .
وفى الجزائر الحبيبة جمعت من صفة مصر شيئاً فهم يعدوا طعاماً شهياً كموسم لهم، ويحتفلون بالمولد فى الشوارع والأزقة بالاضواء والزينة والصلاة على الهادى، والجلوس فى حلقات ذكر وتلاوة مع الأسر للحديث عن سيرته العطرة صل الله عليه وسلم، وكذلك ليبيا الطيبة، وسوريا الجميلة، وتركيا الخلابة، والسودان الراسخة، والإمارات العربية، وحتى فلسطيننا الجريحة تحتفل .
وكل البلاد الإسلامية السامية عربية كانت او غير عربية، فكلها تتبع مبدأ الاحتفال بالذكر والابتهالات والصلاة والسلام ، وترطيب النفوس بالأحاديث النبوية، والحديث عن هول ولادته والنور الذى أضاء من مكة إلى الشام .فجعل لمولد سيد الخلق ثنيات تخُص كل البلاد، صل الله على حبيبنا الهادى خير صلاة وأتم تسليما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة