د. محمد فوزى أبو أحمد يكتب: أخلاق زمان والقيم المفقودة

الإثنين، 19 نوفمبر 2018 08:00 م
د. محمد فوزى أبو أحمد يكتب: أخلاق زمان والقيم المفقودة ورقة وقلم- أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بينما نعيش اليوم فى هذا العالم المترامية أطرافه والذى يتطور من حولنا بشكل سريع، نغفل عن دور القيم والمبادئ التى تربت عليها أجيال سابقة لم يتوفر لديهم أدنى وسائل الراحة والرفاهية التى نتمتع بها اليوم، للأسف نحن نحيا فى مجتمع مهدد بالانهيار بين الحين والآخر بسبب فقدان الحب والاحترام المتبادل بين الناس وبعضهم البعض، فلم يعد يحترم الصغير الكبير ولا يبجل الاخ أخيه ولا الابن يراعى مشاعر أبيه وكبر سنه –إلا من رحم ربى-.

 

فى زمن مضى كان الابن لا يستطيع أن يتجاوز عتبة البيت كل صباح متوجها إلى عمله دون ينحنى ليقبل يد أبيه وأمه، أما اليوم فحدِّث ولا حرج عن إساءات وإهانات يتعرض لها الوالدين.

 

وفى ما مضى أيضا كان الطالب لا يستطيع المرور من أمام  بيت مُعلِّمِه ليس خشية منه بل احتراما وتقديرا له ولدروه، ولكن اليوم للأسف لم يعد هناك احترام من الطالب لمُعلِّمِه، ولا حتى من المعلم لذاته حين عجز عن فرض سيطرته على طلابه بسبب رغبته فى جمع أكبر قدر من المال منهم عن طريق إعطائهم دروساً  خصوصية، فالمال عنده مقدم على احترام الطلبة له واحترامه هو لنفسه –إلا من رحم ربي-.

 

وبينما يشعر البعض أن العالم الذى يحياه الآن هو العالم المثالى الذى لبى كل احتياجاته ورغباته ومتطلباته الدنيوية وأنه وصل إلى حد الاكتفاء، يجب على أصحاب الفطرة السليمة والعقول المستنيرة أن تقود هذا المجتمع ليعود إلى قيمه وعاداته التى تربت عليها أجيال سبقتها أجيال كان العامل المشترك بينها جميعا هو حب الخير للآخرين، وبالطبع هم بذلك لا يقودون المجتمع إلى التخلف والرجعية كما قد يدعى البعض، ولكن العودة إلى القيم والمبادئ التى نسمع عنها ولا نشاهدها هى عين الرقى والتحضر والتقدم.

 

ولكن السؤال الذى يطرح نفسه كيف لهذا التغير أن يحدث فى المجتمع؟ ومن الذى سيقوده؟ آمل أن يشارك الجميع فى ذلك لا سيما الشباب منهم فهو الذى يقع على عاتقه النهوض بجيله لكى يقودوا هذا المجتمع للتقدم والرقى فى كافة مناحى الحياة لا سيما الأخلاقية منها. قد يبدو الأمر صعبا أن يتصدر الشباب المشهد ويكون عليه العبأ الأكبر فى التطور والتقدم، ولكن هم أكثر فئات الشعب حماساً وتطلعا للمستقبل ويستطيعوا أن يبتكروا أساليبا وأفكارا جديدة ترتقى بالمجتمع، ولكى يستطيع الشباب تحقيق تطلعاتهم لا بد لهم من تشجيع ودعم غير محدود من كل أطياف المجتمع صغيرهم وكبيرهم، ذكرهم وأنثاهم.

 

  

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة