د. باسم عادل يكتب: فى فلسطين.. لن يجف الحلق من نداء الحرية

الجمعة، 16 نوفمبر 2018 10:00 م
د. باسم عادل يكتب: فى فلسطين.. لن يجف الحلق من نداء الحرية من أحداث غزة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منذ نحو 70 عاما والشعب الفلسطينى يحيا تحت روع المهلكات، ينزف الدم تحت قذف الطائرات، وفى كل يوم يموت فى قلبه صدق الأمنيات، سبعة عقود شهدت ولادة الملايين واستشهاد مئات الألوف، والعالم يفتخر بدوره فى تسليم الضحية للجانى، بل يقف مستمتعا بمراقبة نزيف الدم وهو يتحول من قطرات إلى سريان ثم إلى شلالات، ومع ذلك لا ولن ينتهى الدم الفلسطينى، وكيف ينتهى.. وفى كل دقيقة يولد على أرض القدس فدائى جديد يحمل إلى جانب علم فلسطين كفنا، ليعلن للعالم الغارق فى الظلم والظلمات أن حياته لا قيمة لها بدون الحرية، وأن الحلق لن يجف من نداء الحرية والاستقلال.

 

 ويبدو أن حربا جديدة على غزة تسير بخطى مدروسة لتندلع من جديد جريمة من أبشع جرائم البشرية فى حق هذا الشعب الأسطورى المناضل هذا الشعب الذى يؤمن وحده بالنصر، وحتما سينتصر فى النهاية، وفى ذكرى رحيل الزعيم التاريخى المناضل ياسر عرفات، يستوقفنى عباراته الشهيرة: "ليس فينا وليس منا وليس بيننا من يفرط بذرة من تراب القدس الشريف، لا تهتفوا لى بل اهتفوا لفلسطين والقدس، بالروح بالدم نفديك يا فلسطين على القدس رايحين شهداء بالملايين، يريدوننى إما قتيلا وإما أسيرا وإما طريدا ولكن أقول لهم شهيدا، شهيدا، شهيدا".

 تلك العبارات الخالدة ليست مجرد كلمات منطلقة فى الأثير، ولا هى مجرد حبر على ورق، بل واقع الأيام يشهد بأنها عقيدة تسرى فى دماء كل فلسطينى مسرى الدم فى العروق.

 

ولا يجب أن يقف العالم بأسره هذا الموقف المهين أمام وحشية الصهيانة والجيش الإسرائيلى الذى تمرس على الاحتلال والقتل وسفك الدماء، ومن المهم أن يتفهم العالم العربى أنه من العار أن تنشر الفضائيات العربية كل يوم أخبار عن التطبيع مع إسرائيل، وعن مشاريع واتفاقيات وتعاون مستقبلى، إلى حد استقبال رئيس الوزراء الاسرائيلى ووزرائه فى دول عربية لم يسبق لها أن أقامت علاقات مع إسرائيل، وفى نفس الوقت يتقاعس الإعلام العربى عن القيام بدوره فى فضح جرائم إسرائيل فى غزة، وبداية حربها الجديدة على الشعب الأعزل، إن الشعب الفلسطينى يعيش فى دول الشتات كلاجئ، تحت ضغط الفقر وتصاريح العمل وتصاريح الإقامات.

 

 ولا يخفى على أحد أن كل أسرة فلسطينية تعيش فى الشتات تعانى ويلات الحياة تحت وطأة الغربة وقسوتها، هذا بخلاف أن هذا الشعب المشتت فى دول العالم ممنوع من العودة لبلاده بسبب بذاءة السياسة، وضغط القوى العظمى التى تتحكم فى السياسة الدولية وتفرض مصالحها، وهى تمد جسور الولاء لإسرائيل، ولا سبب لذلك سوى ذلك الوهن الذى تعيشه الأمة العربية فى مواجهة إسرائيل وجرائمها فى حق الشعب الفلسطينى.

 ولكن الأمل يبقى فى مصر، وذلك الدور المساند للقضية الفلسطينية والذى لم تتخل عنه عبر تاريخ القضية، إلا أن يداً وحدها لا تصفق، ولهذا يطول أمد القضية، بسبب مواقف بعض الدول العربية الأخرى التى تتصور أن فى قربها من العدو الأقوى.. استقواء لها.. بل أقول هو ذل وهوان، وغدا سيقول التاريخ كلمته.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة