أكرم القصاص - علا الشافعي

خالد حمزة يكتب: دميانة

الخميس، 15 نوفمبر 2018 08:25 ص
خالد حمزة يكتب: دميانة شحاذة – صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بين فترة وأخرى أذهب لطنطا لزيارة مقام السيد البدوى ومنذ نحو العام قابلتها عند بوابة حلوانى شهير بميدان الساعة، كانت تجلس على الرصيف وبين يديها قطتها، ولأول وهلة اعتقدت أنها شحاذة، مددت يدى لجيبى وأخرجت ما فيه النصيب، ودسسته بين يديها وبادرتنى بنظرة فيها شكر وامتنان: ميرسى وسقط فى يدى كيف لمثلها أن تنطق بهذه الكلمة؟

وعدت لطنطا منذ أسبوعين ووجدت نفسى أمام نفس المحل فى مواجهة قسم شرطة ثان طنطا ولم أجدها، سألت أحد أصحاب المقاهى القديمة وبادرنى: الأم دميانة تعيش أنت. وحزنت وسألت عنها أكثر؛ قالوا إنها جاءت لمصر أوائل القرن الماضى وتزوجت من المعلم أرتين المصرى الأرمنى الكاثوليكى وصاحب مطبعة شهيرة وقتها وأنجبت منه ولدين أكملا تعليمهما فى مصر وهاجرا لكندا بعد رحيل الأب.

وجدت نفسها وحيدة بعد أن باعت المطبعة وكل قطعة أثاث فى منزلها القديم المكون من حديقة ودورين، وعاشت عشرات السنين تعانى مرارة الوحدة وجحود الأبناء، ولم يسأل عنها أحد اللهم جيرانها من المسلمين وقطتها

وهنا اضطرت لمد يدها للناس لتطعم قطتها قبل أن تطعم نفسها، وعند وفاتها وجدوها ممددة فوق المرتبة الوحيدة فى منزلها وبجوارها قطتها وهى تموء طالبة النجدة.

واحتاروا فى دفنها حتى تبرع أهل الخير لدفنها فى أحد مقابر الأقباط فى الغربية وأقاموا لها سرداق عزاء، وسألت عن المنزل وقالوا أصبح أنقاضا وقبل أن أقول كيف؟، قالوا لى جاء ولداها بعد وفاتها بأسابيع وقبل أن تمضى أيام قليلة هدموا المنزل وباعوه أنقاضا بالملايين قبل أن يسافرا.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة