أحمد منصور يكتب: الإعلام الرياضى بين الماضى والحاضر

الخميس، 15 نوفمبر 2018 06:00 م
أحمد منصور يكتب: الإعلام الرياضى بين الماضى والحاضر ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الإعلام الرياضى يمثل أحد أهم العوامل الرئيسية فى المنظومة الرياضية داخل مصر سواء كان الإعلام المرئى أو المسموع أو المقروء.

وفى السنوات الأخيرة تطور الإعلام الرياضى بطريقة لافتة للنظر، خاصة الإعلام المرئى، الذى أضر كثيرا بالرياضة فى كثير من الأحيان أكثر من إفادتها، وأصبح إعلاما موجها لمصالح خاصة بعيدا عن الأهداف السامية للرياضة ما أدى إلى زيادة التعصب بين جماهير الأندية بدرجة كبيرة.

فنجد العديد من البرامج الرياضية البعض منها ينحاز لنادى ما ويظهر بعض المواقف السلبية للنادى المنافس وبرامج أخرى تابعة للنادى المنافس ترد بقوة وتظهر المواقف السلبية للنادى الآخر، من المستفيد من هذا التناحر بين الأندية ومسئوليها، هذا التناحر يخلق حالة من التعصب والشحن بين الجماهير ما يصل فى بعض الأحيان لكوارث كبرى كما حدث داخل استاد بورسعيد واستاد الدفاع الجوى، ويسبب حالة من الاضطراب والفوضى ويدفع ثمن كل ذلك قوات الأمن التى تحتك احتكاكا مباشرا بتلك الجماهير وتخلق حالة من الشحن بين الجماهير والأمن المصرى.

نحن نتابع الحركة الرياضية منذ الصغر ففى الماضى قبل هذا الانفتاح الفضائى الهائل لم يكن الإعلام الرياضى بتلك الصورة الكبيرة التى نراها فى وقتنا الحالى، فكان هناك برنامج تليفزيونى يذاع كل أسبوع على القناة الثانية للإعلامى الراحل فايز الزمر وبرنامج آخر يذاع على القناة الثالثة والمعروف ببرنامج الكاميرا فى الملعب للإعلامى حازم الشناوى وكان يغطى أحداث ما بعد المباراة، وكانت الأمور هادئة ويتم نقل الصورة للسادة المشاهدين بكل حيادية وهدوء ومدة تلك البرامج كانت لا تتجاوز الساعة، وفى بعض الأوقات تصل إلى نصف الساعة، ليس كما نرى اليوم من الممكن أن تصل مدة البرامج أو الاستديوهات التحليلية إلى خمس ساعات أو أكثر والبعض منها يستمر حتى مطلع الفجر، وكانت لدى مقدمى تلك البرامج قدرة كبيرة على تحمل المسئولية وعدم عرض بعض الفيديوهات واللقطات التى بدورها قد تؤدى إلى إثارة الفتنة والتعصب بين الجماهير بهدف تحقيق السبق الإعلامى، وليس أيضا كما نرى اليوم حالة التسابق على إظهار الفيديوهات واللقطات التى تؤدى إلى زيادة التعصب بين الحماهير .

فهل ضريبة هذا الانفتاح الإعلامى الرياضى هو التعصب الأعمى وتحقيق السبق الإعلامى مهما كانت درجة خطورته، على السادة مقدمى البرامج الرياضية توخى الحذر وليعلموا أنهم يؤدون رسالة سامية الغرض منها هو نشر الروح الرياضية بين الجماهير وتصدير صورة إيجابية للخارج عن الرياضة المصرية.

هذا جانب من الإعلام الرياضى المراقب إلى حد ما من الهيئة الوطنية للإعلام وبعض الجهات الرقابية التى تتدخل إذا ارتأت أن الأمور وصلت لدرجة لابد من التدخل وأخذ بعض القرارات الحاسمة، لكن نحن لدينا الآن نوع جديد من الإعلام الرياضى وهو إعلام الفيس بوك الذى من الصعب السيطرة عليه والذى أصبح يمثل خطورة كبيرة على المجتمع بأكمله نظرا لكمية الألفاظ البذيئة والمصطلحات الدخيلة على مجتمعنا المصرى بين جماهير الأندية، فحقيقة الأمر شىء فى غاية الخطورة ولابد من وجود آلية قوية للسيطرة على هذا الغول الجديد الذى يتوغل بسرعة كبيرة داخل مجتمعنا ونتج عنه روح من العداوة الكبيرة بين أفراد المجتمع المصرى، والخطر الأكبر من إعلام الفيس بوك أنه انتقل من مجرد تناحر بين الجماهير داخل نفس الدولة إلى تناحر وتعصب بين جماهير الدول وبعضها البعض ويخلق حالة من الكراهية بين الشعوب.

لابد للجماهير بمختلف طوائفها أن تعلم أن الرياضة أخلاق وأن الروح الرياضية لابد أن تسود بين الجميع، وعلى الجماهير أن تصنف وتحلل ما تراه وما تسمعه بكل دقة، ونحن شعب عظيم ذو حضارة عريقة نستطيع بعقولنا أن نميز بين الصالح والباطل.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة