د.أحمد إبراهيم

نصر أكتوبر ..وضرورة زرع قيم الولاء والانتماء في شبابنا

السبت، 06 أكتوبر 2018 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نحتفل اليوم جميعا بالذكري الخامسة والأربعين لإنتصار أكتوبر العظيم والذي لا يعتبر مجرد انتصاراً عسكرياً في معركة حربية لإسترداد الأرض المغتصبه والمسلوبة ، بل تعدى ذلك إلى كونه انتصاراً من أجل استرداد الكرامة وبداية للبناء والتشييد والتعمير بعد سنوات عجاف تحمل فيها الشعب المصري الكثير والكثير من أجل إعادة بناء قواته المسلحه بهذا الشكل الذي أجبر موشي ديان -وزير الدفاع الإسرائيلي في هذا التوقيت أن يخاطب شعبه قائلا :- (أنى أريد أن أصرح بمنتهى الوضوح بأننا لا نملك القوة الكافية لدفع المصريين إلى الخلف وأننا لا نملك القوة الكافية لإعادة المصريين عبر قناة السويس مرة أخرى. إن المصريين يملكون سلاحا متقدما ، وهم يعرفون كيف يستخدمون هذا السلاح ضد قواتنا ولا اعرف مكانا فى العالم محميا بكل هذه الصواريخ كما هو عند مصر .إن المصريين يملكون العديد من الأنواع المختلفة من السلاح ، وهم يستعملون كل هذه الأنواع بامتياز  وبدقة متناهية .

إن المصريين يستخدمون الصواريخ المضادة للدبابات وللطائرات بدقة ونجاح تام ، فكل دبابة إسرائيلية تتقدم نحو المواقع المصرية تصاب وتصبح غير صالحة للحرب ... منتهيا بإعتراف واضح وصريح "بأن الأهم بالنسبة لنا وللعالم أننا – إسرائيل – لسنا أقوى من المصريين وأن هالة التفوق الإسرائيلي قد زالت وانتهت إلى الأبد ، وبالتالي فقد انتهى المبدأ الذى يقول أن إسرائيل متفوقة عسكريا على العرب كما ثبت خطأ النظرية الإسرائيلية بأن العرب سينهزمون فى ساعات إذا أعلنوا الحرب ضد إسرائيل ، وهذا ما كانت تعيش عليه إسرائيل طوال السنوات التالية منذحرب الأيام الستة"!). نعم تحمل الشعب المصري وصنع ملحمة مع قواته المسلحة إسمها نصر أكتوبر...تلك الملحمة التي اقتبس عنها ماقاله خالد التاريخ والذكر القائد أنور السادات واقول " نعم جاء اليوم وكثيرا من الأيام لهذه الذكرى التاريخية التى تعتبر فخرا وعزة ، ذكرى نجلس خلالها معًا لا لكي نتفاخر ونتباهى، ولكن لكي نتذكّر، وندرس، ونُعلّم أولادنا وأحفادنا جيلًا بعد جيل قصة الكفاح ومشاقه، مرارة الهزيمة وآلامها، وحلاوة النصر وآماله.نعم! لنقص ونروي ماذا فعل كل منا في موقعه، وكيف حمل كل منا أمانته وأدّى دوره، كيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأُمّة في فترة حالكة ساد فيها الظلام، ليحملوا مشاعل النور وليضيؤا الطريق حتى تستطيع أُمّتهم أن تعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء).. وكما قال الزعيم السادات "أعطى شعبنا جهدًا غير محدود، وقدّم شعبنا تضحيات غير محدودة، وأظهر شعبنا وعيًا غير محدود، وأهم من ذلك كله؛ أهم من الجهد، والتضحيات، والوعي، فإن الشعب احتفظ بإيمانٍ غير محدودٍ"

إن مفاهيم الانتماء والولاء والتضحية  للوطن يكتسبها الإنسان من تلقاء ذاته، ولا تُملى عليه، وهو ما دفع جموع الشعب المصري في هذا التوقيت الصعب إلي التضحية بكل غال ونفيس وارتضوا بقليل العيش من أجل الوطن وترابه وكل شبرًا فيه ...من أجل أن تسترد قواتنا المسلحة عافيتها ، وهو ما تم بسرعة ومعجزة ،وكما قال الزعيم الخالد أنور السادات(بمعجزة على أي مقياس عسكري، لقد أعطت نفسها بالكامل لواجبها، استوعبت العصر كلّه؛ تدريبًا، وسلاحًا، بل وعِلمًا، واقتدارًا، وحين أصدرت لها الأمر أن ترد على استفزاز العدو، وأن تكبح جماح غروره، فأنها أثبتت نفسها).

ذكرى أكتوبر التى تمر علينا كل عام كأنها عيد للكرامة والفخر ، تحتم علينا غرس قيم الولاء والإنتماء والتضحية  وتعزيزها في نفوس شبابنا ، وأن يتحلوا بأخلاقيات المواطنة والسلوكيات السليمة.علينا أن نستفيد من تلاحم جيل أكتوبر شعبا وجيشا في أن نغرس في شبابنا قيمة الاعتزاز والفخر بالانتساب لهذا الوطن ولجميع مؤسساته، وأن نحثهم علي العمل الجاد لتحقيق مصلحة هذا الوطن والنهوض به إلي مصاف الدول الرائده والمتقدمة .

علينا أن نغرس فيهم ضرورة الالتفاف حول قيادتنا السياسية والتنفيذية والتشريعية التى قاموا بانتخابها واختيارها فى هذا التوقيت وعدم الالتفات للشائعات التى تريد النيل من سلامة الوطن وآمنه واستقراره، فهذا مافعله جيل أكتوبر العظيم، وذلك لأنه جزءاً مهماً لتحقيق الانتماء الوطنى وضرورة لتماسك المجتمع ونجاحه فى بلوغ أمنه ونجاح خطط تنميته وتحقيق رفاهيته، خاصة أن تلك القيادات تعمل على خدمة الوطن والمواطن على حدٍ سواء، ويحرصون على راحته ويعملون على تطوير مجتمعه مع المحافظة على قيمه وعاداته وتقاليده التى تربوا عليها.. وحتى ولو كانت ضريبة ذلك بعض الإصلاحات التى لا بد منها فى ظل الحصار الوهمى المفروض علينا من أعداء الوطن ويعانى منها الشعب.. ولكن هى مصر يا سادة.. مقبرة الغزاه والمعتدين ولا بد أن نضحى من أجلها.. وأخيرا ازرعوا فى أبنائنا معنى الانتماء وقيم الولاء والتضحية من أجل مصر.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة