أحمد صالح أحمد يكتب: رسائل أكتوبر‎

السبت، 06 أكتوبر 2018 04:00 م
أحمد صالح أحمد يكتب: رسائل أكتوبر‎ حرب أكتوبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

السلاح وحدة لا يكفى لصناعة النصر لمن لا يثق فى قُدراته ولا يرتدى الشجاعة ثوبا ويتنفس  الحرية هواءً ويشعر بالعِزة والكرامة، فالجُبناء لا يواجهون عدواً  والعبيد لا ينتصرُن .

 

لم تُدرك إسرائيل طبيعة أقدم جيوش الأرض واعتقدت أن المصريون قد قبلوا الهوان وارتضوا الهزيمة فكان الرد عنيفاً مُفزعاً لا تزال أثاره تُرعب من عاش منهم لتلك الأيام حتى الآن، فالإعداد والتجهيز وخطة الخداع  الاستراتيجى من القوات المسلحة وأجهزة الدولة والقيادة  السياسية كانت  على قدر كبير من الاحترافية استحال معها كشف  النوايا العسكرية  المصرية فى سحق الجيش الاسرائيلى وعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف (الحصين سابقاً).

 

وقد أغرقت مصر العدو فى بحر من الأوهام   وأظهرت التراخى  وهى تستعد للمواجهة الكبرى فتم استيراد القمح لتخزينه بعد إشاعة غرق الصوامع بالأمطار وتلف ما بها من محصول، وكان لابد من تجهيز المستشفيات لاستقبال  الاصابات بنشر تقارير غير صحيحة عن وجود الفيروسات والميكروبات الخطرة وضرورة إفراغ الأسرة وسرعة التطهير،  وتسريح  العساكر ومنح إجازات الضباط   والإعلان عن  سفر وزيارات واستقبالات  لكبار المسئولين بالجيش، واختيار الثانية ظهرا موعداً للحرب! يوم الغفران ليكتمل المُخدر قبل عملية استئصال هذا الورم الخبيث من أرض مصر الطيبة.

 

كانت رسائل العبور كثيرة فى الداخل والخارج والمحيط العربى عن أهمية التوحد وعظمة الانتماء وقوة التضامن  العربى وتغيير النظريات العسكرية وكسر الغرور الاسرائيلى  وظهور سلاح البترول، إلا أن رسالة وصلت مُتأخرة  تؤكد على ضرورة أن تكون المواجهة الجديدة بالعلم والعمل  فى الإنتاج والصناعة  وتحصين الوعى فالحروب القادمة بالتجويع وكسر الإرادة وإثارة الفتن والطائفية وترويج اليأس ونشر الشائعات فهل نفتح الرسالة  ونتدبر ما فيها؟ أم نظل كالأسماك لا نتمكن من اتقاء شر الشباك  فنكون فريسة سهلة  لصياد قد لا يكون ماهراً ولكنة اعتمد على  ضعف  الذاكرة لدينا؟.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة